ظلّ إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران، أمس، على مدى عقود أحد أبرز الوجوه القيادية لـ «حماس»، وتنقّل بين المعتقلات الإسرائيلية والمنافي، ومن جوار المؤسس الشيخ إسماعيل ياسين إلى رئاسة المكتب السياسي للحركة، التي تخوض حرباً ضارية ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ حوال عشرة أشهر.
ولقي هنيّة هذا الأسبوع استقبالاً حاراً في العاصمة الإيرانية، تخلّله عناق حار مع الرئيس الجديد مسعود بزشكيان على هامش أداء الأخير اليمين الدستورية، أمس الأول، ولقاء مع المرشد علي خامنئي.
وقال هنية للمرشد: «هكذا هي الدنيا... الله سبحانه وتعالى يحيي ويميت، ولكن هذه أمة خالدة... ومتجدّدة»، وفق فيديو من اللقاء تم توزيعه، أمس، بالتزامن مع إعلان نبأ اغتياله بضربة استهدفت مقر ضيافته في طهران واتهمت إسرائيل بتنفيذها.
وعُرِف هنية بشخصيته الكاريزماتية إلى حدّ كبير بالنسبة لأنصاره. واتسمّت مسيرة الرجل القوي البنية ذي اللحية البيضاء بمقاربة براغماتية ضمن حركة تعدّدت فيها التيارات.
وأمضى الزعيم المكنّى «أبوالعبد» أعوامه الأخيرة مقيماً في تركيا وقطر، في ترحال ليس غريباً عن عائلته.
ولِد في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة عام 1962، في كنف عائلة مهجّرة من عسقلان في الأراضي التي قامت عليها دولة إسرائيل.
والتحق خلال شبابه بالجامعة الإسلامية في غزة، حيث نال شهادة في الأدب العربي. وخلال دراسته الجامعية، نشط في فرع جماعة الإخوان واتحاد الطلبة بين عامي 1983 و1984.
تعزز دور هنية بعد اغتيال الاحتلال للشيخ أحمد ياسين وبعده بفترة وجيزة عبدالعزيز الرنتيسي.
وكان لهنية دور رئيسي في وقف هجمات الحركة داخل إسرائيل منذ بداية 2005. وفي العام التالي، قادها نحو تحقيق فوز غير متوقع في الانتخابات التشريعية على حساب «فتح» حيث عيّنه رئيس السلطة محمود عباس رئيساً لحكومة وحدة، قبل أن تسيطر «حماس» على القطاع وتطرد قوات السلطة منه عام 2007.