يئسنا
عنوان مقال مصطفى إبراهيم في درج «وكأن العالم سئم موت الغزيين»، الموت اليومي بالمئات للأطفال والأبرياء في غزة جراء الإجرام الإسرائيلي لم يعد يهمّ الكثيرين عند شعوبنا في الدول ذات الدخول المرتفعة، روح انهزامية، يأس، لا اكتراث، يمكنكم وصف اللااهتمام لموت الغزيين بما شئتم، لكن في النهاية، هو يأس وفقدان الأمل في نهاية الأحزان. نتعاطف معهم، نحزن لهم، لكن التفاعل بروح المشاركة لا العطف بعيد عنا.
بالفعل، العالم سئم موت الغزيين من دون «وكأن»، والعالم العربي بشعوبه المقهورة لسان حاله يقول «العين بصيرة ويد السلطة طويلة»، ماذا يمكننا أن نفعل مع مسلسل الهزائم؟ لا شيء، غير التبرع المادي البسيط والعمل الإنساني كالذي يقوم به «أطباء بلا حدود» وعدد من الأطباء الأبطال الكويتيين هو كل ما يمكن أن نقدمه.
قتلت إسرائيل القائد السياسي لـ «حماس»، إسماعيل هنية، في أحصن منطقة حماية بطهران، وقتلت القائد العسكري لـ «حزب الله» انتقاماً، كما تدّعي، لمقتل أطفال الدروز في مجدل شمس بالجولان المحتل، إذا رد «حزب الله» على مقتل إسماعيل هنية وفؤاد شكر فسترد إسرائيل بعنف أشد، وكتب ستيفن سيمون في «نيويورك تايمز» معلّقاً: «ومن شأن هذا الصراع أن ينزع أحشاء المجتمع اللبناني، الذي يعاني بالفعل حالة الانهيار الاقتصادي، ويثير أزمة إنسانية سيتعين على الولايات المتحدة وآخرين تحمّل تكاليفها...».
لن تقول أميركا لإسرائيل «كفاية»، سواء نجحت هاريس في الانتخابات أم فاز الأرعن ترامب. ستقدم النصيحة الأبوية لإسرائيل ولن تفرض عليها شيئاً.
في عالم اليأس العربي، نتذكر مقولة الكهل التونسي الذي ردد في الأيام الجميلة للربيع العربي «هرمنا... هرمنا».
اليوم نقول أكثر منه، مرددين «هرمنا ويئسنا»... واليأس مدمّر.