«لن ننسى»... أعمال تشكيلية تستعرض أحداث الغزو

يتضمنها معرض نظمته نقابة الفنانين والإعلاميين في «جمعية شرق»

نشر في 02-08-2024
آخر تحديث 01-08-2024 | 18:49
قدم الفنانون المشاركون في معرض «لن ننسى»، الذي تنظمه نقابة الفنانين والإعلاميين في جمعية شرق التعاونية، أعمالاً تشكيلية متنوعة، تستعرض أحداث الغزو العراقي للكويت عام 1990.

أقامت نقابة الفنانين والإعلاميين، في مقرها بجمعية شرق التعاونية، معرض «لن ننسى»، تحت رعاية الشيخ دعيج جابر العلي، وبمبادرة من مجلس إدارة النقابة، وشارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين، الذين جسدوا في إبداعاتهم الفنية المعاناة التي عاشتها الكويت خلال الغزو العراقي الغاشم، وما تضمنه من آثار إنسانية مدمرة.

وجاءت الأعمال في سياق استرجاع لهذه الفترة العصيبة من تاريخ الكويت، كي لا تنساها الأجيال المتلاحقة، وبالتالي فقد تجسدت الأعمال الفنية في أشكال ومواضيع وأساليب ومدارس فنية متنوعة، لنشاهد لوحات فنية تصور تلك الأحداث تصويراً واقعياً، وأخرى تجسد فيها الرمز في مختلف ألوانه، إلى جانب أعمال تواصلت مع التجريد، وأخرى اتسمت بالانطباعية أو التأثيرية، وغير ذلك من الرؤى التي حرص الفنانون فيها على أن تدور في موضوع واحد مفاده التعبير عن تلك الحقبة الصعبة، من أجل أن ترتكز في ذاكرة الأجيال.

كما أن هناك أعمالاً تجميعية، من خلال رصد حالات خاصة في هذه الفترة، تشير إلى المأساة التي تركها الغزو في النفوس والمشاعر، إضافة إلى أعمال أخرى تواصلت مع الروح الإنسانية الرافضة لهذه الأفعال غير الإنسانية التي لجأ إليها الغزاة، وما تركوه من خراب ودمار على أرض الكويت الطيبة، إضافة إلى تجسيد روح المقاومة التي اتسم بها أهل الكويت الصامدون دفاعاً عن وطنهم.


من الأعمال المعروضة من الأعمال المعروضة

بهذه المناسبة، قال رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين د. نبيل الفيلكاوي إن «النقابة تحرص في كل مناسبة وطنية على أن تكون لها بصمة ورسالة. ورسالتنا في هذا اليوم هي نقل المعلومة والأحداث التي حصلت منذ تاريخ الغزو الغاشم في 2 أغسطس»، مضيفا أن فناني النقابة شاركوا بمختلف الأساليب الفنية، وأخذوا على عاتقهم التعبير عن مشاعرهم من خلال أعمالهم الفنية، حيث شارك في المعرض حوالي 80 فنانا وفنانة.

وكشف د. الفيلكاوي أن هناك «معرضا فنيا آخر اليوم بعنوان شهيدات الغزو، في مجمع الحمراء، حيث ننقل بأعمال فنية معاناة الشهيدات وطرق استشهادهن، واللاتي بلغ عددهن حوالي 28 شهيدة، وسيقوم الفنانون بشرح مضامين أعمالهم للجمهور، ويستمر حتى بعد غد»، وتوجه بالشكر إلى الشيخ دعيج جابر العلي على رعايته المعرض، ومجمع الحمراء على دعمهم، وأيضا مكتب الشهيد على تعاونهم ودعمهم، من خلال توفير صور وقصص الشهيدات، «حتى ننقل بأمانة من مصادر موثوقة قصص الشهيدات».

وحول أهمية هذه المعارض للأجيال القادمة، شدد على أنها مرجع، فقد مر على الغزو حوالي 34 سنة، والكثير من الأجيال لم يشهدوا تلك الفترة.

وذكرت مسؤولة الفعاليات والأنشطة الفنانة ابتهال العوضي أنها نظمت المعرض، وفي نفس الوقت شاركت بعملين عن شهيدتين هما فاطمة العصفور وشيماء بوحمد.

«الجريدة» التقت بعض المشاركين، وكانت البداية مع الخزاف عباس مالك، الذي شارك بقطعة خزفية عن الأسرى الكويتيين، الذين تم أسرهم في العراق، أما العقيد الركن المتقاعد ناصر سالمين فشارك ببعض المقتنيات، إضافة إلى استعراض كتابه «عندما كنت أسيراً»، مبينا أنه كان أحد الضباط الأسرى في السجون العراقية.

وقال سالمين: «أشارك اليوم في المعرض بدعوة كريمة من د. الفيلكاوي، وهذه المناسبة يجب علينا أن نحييها دائما حتى نعلم الجيل الحالي والأجيال القادمة الأحداث التي وقعت خلال الغزو العراقي الغاشم»، مبينا أنه تم اعتقاله في 2 أغسطس، ومدة أسره كانت 238، وتنقل بين العديد من السجون إلى أن حررت الكويت، ومن ثم تم إطلاق سراحه مع الأسرى في 27 مارس.

وشاركت الفنانة عواطف كاكولي بلوحة بعنوان «المقاومة»، تعبر عن الكويتي الشجاع الذي واجه الغزو بكل قوة، مضيفة أنها رسمت بألوان الإكريليك على كانفاس. وشارك الفنان إيلي بو شعيا بلوحة بعنوان «نستشهد لعزة الكويت»، تجسد الشهيدة نوير المطيري.

من جانبها، أفادت الفنانة هالة هاشم بأن مشاركتها في المعرض تعني لها الكثير، فقد عاصرت أيام الغزو، ورسمت لوحة بعنوان «وطن النهار» بألوان الإكريليك، واستخدمت قليلا المعجون.

وذكرت الفنانة عدلا شعبان أنها وضعت في عملها عن الغزو أبرز معالم الكويت، مبينة أنها شاركت في المعارض التي نظمتها النقابة، والتي جسدت فترة الغزو أكثر من مرة. وقالت الفنانة عليا العنزي إنها رسمت لوحة تعبر عن شهداء الألغام، لافتة إلى أنها رسمت ورد النوير من أشهر الزهور في بر الكويت، واستخدمت الألوان الزيتية.

وأشارت الفنانة حصة العصفور إلى أنها شاركت بلوحة بعنوان «لن ننسى»، تعبر عن التحدي وقوة أهل الكويت وصمودهم، واقتبست فيها بيوتا من الشعر «راجع أنا يا كويت راجع، رغم المواجع ورغم الفواجع، وضرب المدافع يا كويت، راجع أدافع».

وعن مشاركتها قالت الفنانة إيمان سليمان إنها رسمت عملا يعبر عن الشهيدة دلال الرندي، أما الفنانة إيمان الرامزي فقد شاركت بقطعتين من الخزف وعمل تشكيلي، رسمت فيها الغزو العراقي، ولكن عن طريق طابع بريدي تم إصداره عام 1993.

back to top