من أسوأ الصفات لدى بعض الناس سلوكياتهم المغلوطة وسلبياتهم التي تنعكس على الآخرين، وهذا الأمر أصبح واضحاً لدى من لا همّ لها سوى محاولة تعكير الأجواء والصيد في الماء العكر، وإثارة البلبلة، وإحداث زوبعة من أجل ما يكنونه في نفوسهم من أمراض نفسية وحقد دفين على الآخرين.

هؤلاء انتشارهم أصبح ظاهراً، خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي التي حولوها للأسف الشديد إلى بوق لنشر أعمالهم المملوءة بالسموم، فتجدهم يتدخلون في كل شيء، وينتقدون كل من حولهم، ويروجون لأمور ليست في دائرة اختصاصاتهم لأنهم أصبحوا جزءاً من الطابور الخامس الذي يهدد نسيج أي مجتمع، ويعكس السلبيات على الآخرين لهدم مكونات المجتمع، ويبررون أفعالهم بأنها من باب الحريات التي لا يفقهونها، إلا أنهم يظهرون ما تخفيه قلوبهم من سواد توالد طوال سنوات.

Ad

هذه الشرذمة تحمل شعار الإقصاء لأنها تعاني من مخلفات ترك الزمن بصماته عليها بسبب فشلهم المتواصل، فضلاً عن أنهم يسعون من خلال إثارتهم لبعض القضايا الخارجة عن المألوف أو ضرب فئة دون أخرى إلى لفت الانتباه لعلهم يصبحون من المشاهير، والطامة الكبرى أن بين هؤلاء المرضى مع الأسف من يحملون شهادات عليا.

لذلك يجب رصد هؤلاء ومحاسبتهم وتفويت الفرصة عليهم لأنهم أصبحوا يتكاثرون مع الأيام، وينتشرون كالنار في الهشيم، ومنهم من يصنف نفسه بأنه يعرف كل شيء، ويملك ما لا يملكه الآخرون عبر تسريبات من شأنها المساس بالآخرين ومعلومات مغلوطة وغيرها من الأساليب الرخيصة.

فمن أراد الإصلاح استطاع التوجه للأجهزة المسؤولة وتزويدها بكل المعلومات والبيانات بهدوء دون إثارة و«شو» أهدافه واضحة ومعلومة لأنها تخدم معازيبه الذين يعدونه «ممشة زفر»، وآخرون اعتادوا أن يكونوا مجرد رعاع وصبيان يكمن ظهورهم في أحداث معينة تخدم بعض من اعتادوا الجلوس خلف الستار.

والمسؤولية تقع على الجميع بتفويت الفرصة على هؤلاء وتهميشهم وعدم إعطائهم فرصة حتى لا ينحجوا في الوصول الى مبتغاهم، كما أن المطلوب من الأجهزة المعنية دراسة هذه الظاهرة نفسياً لمعالجة هؤلاء المرضى قبل محاسبتهم لأنهم نتاج سنوات حولتهم إلى أشخاص غير أصحاء سلوكياً، ويحتاجون إلى جلسات مكثفة للوصول إلى نتائج لعلها تعيد إليهم عقولهم بعد الهفوات التي لا تعد ولا تحصى.

آخر السطر: آخر الدواء الكي.