العلم هو الأساس الذي تقوم عليه نهضة وتطور المجتمعات، فالتقدم العلمي يسهم بصورة كبيرة في تطوير المجالات الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية، ويعزز بيئة الابتكار والإبداع، وفي هذا الإطار تؤدي المؤسسات العلمية دوراً جوهرياً في دعم البحث العلمي وتنمية القدرات البشرية، وفي دولة الكويت تمثل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي منارة للعلم والعلماء وتقدم نموذجاً يحتذى به في هذا المجال.

تأسست مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في عام 1976 بمبادرة من سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، بهدف رئيس هو دعم وتطوير البحث العلمي في الكويت، وتُعدّ المؤسسة رمزاً للتقدم والابتكار، حيث تسهم بفعالية في نشر الثقافة العلمية وتشجيع العلماء على الابتكار والإبداع.

Ad

تحت مظلة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، تم إنشاء ثلاثة مراكز رئيسة بتمويل كامل منها، ويؤدي هذا المراكز دوراً محورياً كبيرا في تعزيز راسلة المؤسسة والهادفة لنشر الثقافة العلمية ودعم البحث والابتكار.

أول هذه المراكز هو المركز العلمي الذي أنشئ في عام 2000 بهدف نشر الثقافة العلمية لجميع الأعمار، حيث يقدم المركز مجموعة متنوعة من المعارض التفاعلية والأنشطة التعليمية، وحصل على اعتماد منظمة حدائق الحيوان والأكواريوم العالمية (WAZA) كمؤشر على المعايير التشغيلية المميزة، كما يستعد المركز حاليًا لمشروع توسعة ضخم سيعزز مكانته كمنارة علمية لجميع أفراد الأسرة.

في عام 2006 أنشأت المؤسسة معهد دسمان للسكري وهو معهد فريد من نوعه يتكون من قطاعين أساسيين: القطاع الطبي والقطاع البحثي، ويقدم القطاع الطبي خدمات علاجية متقدمة لمرضى السكري، في حين يركز القطاع البحثي على دراسة داء السكري وتطوير العلاجات المبتكرة، كما يقوم المعهد بدور توعوي مهم في مجتمع يسجل أرقام إصابة عالية بمعدلات السكر والسمنة، مما جعله مركزاً مميزاً على الصعيدين الإقليمي والدولي.

كما أنشات المؤسسة مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع الذي يعمل على توفير الحاضنة للموهوبين وتنمية قدراتهم ورعايتهم، ويقدم المركز برامج متقدمة ورعاية شاملة للمبدعين في مختلف المجالات، مما يسهم في تطوير مواهبهم وتحفيزهم على الابتكار والإبداع.

إلى جانب المراكز الثلاثة، تقدم مؤسسة الكويت للتقدم العلمي دعماً كبيراً للقطاع البحثي في دولة الكويت سواء مالياً أو لوجستياً أو معنوياً، وتستثمر المؤسسة في البرامج التدريبية المميزة بالتعاون مع العديد من المراكز والجامعات الرائدة، مما يوفر الفرص التدريبية للطاقات الوطنية الشابة ويعزز دورها المحوري في دفع عجلة التنمية في دولة الكويت.

وتؤدي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي دوراً مهماً في تطوير البنية التحتية البحثية والعلمية في الكويت، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمع معرفي قادر على مواجهة التحديات المستقبلية.

في الختام، أود أن أعبر عن شكري وتقديري لإدارة المؤسسة ومجلس إدارتها على جهودهم الكبيرة ودعمهم المستمر للعلم والعلماء في دولة الكويت، فلهذا الدعم أثر كبير في تحقيق التقدم والازدهار لمجتمعنا.