ذكرى الغزو...والكراهية... والانغلاق!
تحل ذكرى الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت 1990م، ولا يملك من هم في سنّي إلا أن يستذكروا تضحيات رجال ونساء الكويت الأوفياء من شهداء وأسرى ومقاومين، ولا أختم استذكارهم إلا بالحمد والشكر والدعاء.
***
«إن القلاع الشاهقة شيدت بواسطة الحصى الصغيرة!» (الكاتب)
يفسر العديد من الأفراد والجماعات الفاعلة اجتماعيا مفهوم «الحرية» بأنه كفالة حرية الفرد والدفع لتحرره من القيود الاجتماعية والعادات والتقاليد غير القائمة على أساس علمي، حتى ينجو الإنسان من مهالك العبودية وترقى به نحو التحضر (الحضارة)، إلا أن هذا التفسير يعد قاصراً في فلسفة الديموقراطيات المعاصرة، فقد أضيفت العديد من التعاريف إلى مفهوم الحرية، ومن بين التعاريف المضافة محاربة «الكراهية».
ومما لا شك فيه أن مصطلح «الكراهية» ذو تفرعات عديدة، فيشير البعض إلى أن الكراهية كل عمل من شأنه التنافر فيما بين الأفراد داخل السرب الواحد، والبعض الآخر يدفع باتجاه أن الكراهية كل عمل عدائي (قول- فعل) بين فردين أو أكثر، إلا أن هؤلاء الداعمين لتلك النظرية فشلوا في كون الكراهية عملاً بين فردين أو أكثر!
فقد نفت أبحاث علم الجريمة صحة تلك النظرية استناداً إلى الجرائم التي ارتُكبت بواسطة أفراد منفردين ذوي حال منطوية على الذات ومنعزلة عن المجتمع كليا! ولا ريب أن وحدة المجتمع تتطلب نبذ الكراهية، فلا يستقيم ذلك إلا بواسطة سياسات الاحتواء والتسامح والتراحم من خلال برامج تتبنى ذلك المشروع المثمر على المدى البعيد، فالانصهار بين الفئات الاجتماعية مقصد للإدارة الرشيدة لمنع التشرذم والانغلاق على الذات من أجل النهوض بالوطن.
كما يعد الانغلاق والتفريق بين الأفراد هدفاً استراتيجياً للعدو، فلا ينال العدو ذلك الهدف إلا عن طريق بث ونشر ثقافة الكراهية فيما بين أفراد الوطن الواحد... وحفظ الله الكويت.
آخر سطر: قدمت لاعبة الكويت الأولمبية د. سعاد الفقعان مشاركة «نوعية» على صعيد الرياضة النسائية المحلية والخليجية، ونرجو لها ولمثيلاتها المزيد من الإنجازات مستقبلا.