«الشيلاجيت» بين الحقيقة والدعاية
«الشيلاجيت» هو مادة سوداء طبيعية تستخرج من شقوق جبال الهيمالايا، أو عبارة عن مجموعة من الإفرازات التي تأتي نتيجة اختلاط النباتات والمعادن في الجبال، حيث المواد العضوية والنباتية تختلط مع الكائنات الحية الدقيقة في التربة وتتشبع بالماء وترسم طريقها في أعماق الصخور وتتخمر لآلاف السنين، وعندما يحصل ضغط في الطبقات الصخرية وبسبب شدة الضغط والحرارة تتسرب هذه المادة الصمغية السوداء بين الشقوق وتخرج إلى سطح الأرض على الشقوق الجبلية، وقد تكون بركانية، وهي في الأساس من نخاع جبال الهيمالايا، تعد بمنزلة مكمل غدائي فعال غنية بالمعادن والفيتامينات والأحماض الأمينية وله تأثير إيجابي على الصحة.
أما المكون الرئيس للشيلاجيت فهو أحد مضادات الأكسدة المعروفة باسم حمض الفولفيك، والذي يعد مضاداً من مضادات الأكسدة القوية ومعززا لإنتاج بروتينات «تاو» التي تدخل في تكوين الجهاز العصبي، ولكن يمكن أن يؤدي تراكمها إلى تلف خلايا الدماغ، لذلك يعتقد الباحثون أن حمض الفوليك في «الشيلاجيت» قد يوقف التراكم غير الطبيعي لبروتين تاو ويقلل الالتهاب، مما يحسن أعراض الزهايمر، حسب البحوث الجديدة.
لـ«الشيلاجيت» بعض الفوائد المدعومة باختبارات طبية كزيادة الطاقة والحيوية عامة وتقوية العضلات وإنتاج الدم عامة، والناتج عن نقص بعض المعادن والفيتامينات في النظام الغذائي، مما يؤدي الى التعب والضيق، وضمور العضلات، وأعراض التعب والضيق والكسل عندما يتعلق الأمر بالنشاط الحركي والتمارين الرياضية، لذلك يعد «الشيلاجيت» حلا سريعا للأشخاص الرياضيين خاصة أو الذين يعانون نقصاً في عنصر واحد أو آخر، لأنه يضم ما لا يقل عن 85 من العناصر المعدنية والكثير من المغذيات النباتية والأحماض الأمينية الكاملة والأنزيمات.
ويحتوي على جميع المعادن والفيتامينات الضرورية لنمو الشعر مثل الفسفور والمغنيسيوم والزنك والبوتاسيوم والصوديوم والفيتامينات (A وB وC وK وE) التي تساعد في الوقاية من تساقط الشعر عند الرجال والنساء، والحصول على بشرة مشرقة، لما له من خاصية تحسين امتصاص الحديد في الأمعاء والاستفادة من الهيموغلوبين المحمل للأوكسجين اللازم ويمنع فقر الدم، كما يؤخر الشيخوخة ويحمي داء المرتفعات العالية أيضا.
كما يحتوي «الشيلاجيت» على المنغنيز اللازم لإنتاج الدم عامة في الجسم ودعم فعالية الكولاجين عن طريق تنشيط الإنزيمات التي تحفز إنتاج بروتين البرولين، كما يعمل على استعادة صحة الجهاز الهضمي ودعم بكتيريا الأمعاء فيساعد في إنتاج البكتريا المفيدة المضادة للالتهابات، وينفع لعلاج مرض الزهايمر الذي يعدّ نوعا من الاضطراب التدريجي في الدماغ مما يسبب مشاكل في الذاكرة والسلوك والتفكير.
واستنادًا إلى التركيب الجزيئي لمادة «الشيلاجيت»، يعتقد بعض الباحثين أنه قد يمنع أو يبطئ من احتمالية الإصابة بالمرض لمفعوله على ترميم الخلايا العقلية، كما يعمل على تنظيم هرمون التستوستيرون (هرمون الذكورة الرئيس) فيحسن الإخصاب وقوة الحيوانات المنوية، أما في حالة فقدان الكتلة العضلية والإجهاد وزيادة الدهون في الجسم ومتلازمة التعب المزمن CFS فقد ارتبطت متلازمة الإجهاد هذه بخلل الميتوكوندريا، مما يقلل الطاقة الكافية للحركة.
معلومة عالطاير، وفي دراسة قديمة عام 2012، وليست جديدة كدعايات منتجات «الشيلاجيت»، أعطى الباحثون بعض الفئران المختبرية مادة «الشيلاجيت» لمدة 21 يوما، ووجدوا أن آثاره الإيجابية ناتجة عن منع خلل يحدث في الميتوكوندريا ذاتها، وينشطها وله مفعول العصير الأخضر، لذلك ننصح بعدم التعرض لهذا المنتج دون عمل الفحوصات اللازمة للدم والهرمونات وما قد ينقص لسبب ما، ولا نلتفت لكل ما يذاع من دعايات على مواقع التواصل.