خبر وتعليق: السيفُ بضارِبِه

نشر في 02-08-2024
آخر تحديث 14-09-2024 | 16:44
 مساعد الحمدان

يشكل أمننا الوطني مطلباً على درجة عالية من الأهمية، فهو في مقدمة أولويات السياسة ببعديها الداخلي والخارجي، والاهتمام بمصالحه يعدّ من الأمور الرئيسة لسلامة أمنه واستقراره.

نشهد على الساحة المحلية تحديات ناجمة عن تعديلات وفق نظام أمني محكم يقوم به النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الشيخ فهد يوسف سعود الصباح وفق المتغيرات الدولية والإقليمية التي لها انعكاس على البيئة المحلية التي يجب الحفاظ عليها من تفعيل ومتابعة للمنظومة الأمنية، وتشديد قبضتها، وفرض هيبتها، وتنظيف كل ما يشوّه صورة وحدتنا الوطنية حتى تستمر نعمة الأمن والأمان ويتمتع بها المواطن والمقيم.

منذ فترة قصيرة تبوأ الشيخ فهد اليوسف مهامه وكان من أولوياته إعادة ترتيب البيت الأمني بدءاً بالهوية الوطنية، وصولاً إلى مكافحة الخارجين عن القانون، حتى يكون الوطن أنموذجاً عالياً متميزاً يُقتدى به في الأمن والأمان والاستقرار، فقدّم استراتيجية أمنية برؤية ملهمة استمدها من رجل الأمن الأول صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، والتي لا تشوبها أي شائبة، فرض فيها هيبة الدولة وإجلالها بدءاً بضبط الأجهزة الأمنية وتعديل مسارها، واختيار القيادات الشابة بعناية للبناء والتطوير، وقوّى مبدأ الضبط والربط العسكري وأعطى لرجل الأمن أهميته ومكانته، وأطلق لهم حرية التفكير في اتخاذ القرار فنتج عن ذلك:

ضبط الاحتفالات، ومعالجة مخالفي الإقامة، والقضاء على الفوضى الخلاّقة، كما كان لوجوده في الميدان في مقدمة رجاله سمة بارزة في رفع الروح المعنوية، فأعطى شعوراً مثالياً للأمن والأمان والاستقرار، ومثال ذلك حريق المنقف والاحتفالات وجولاته الأمنية المختلفة، وعندما يتطلب الموقف نراه في المقدمة، كما كانت زياراته لمختلف القطاعات التابعة له للاطلاع على سير العمل والمتابعة من الخطوات المهمة في صنع القرار، فبوجوده تُحل المعاضل وتُتخذ القرارات وتسهل الأمور المعلقة، وأما الهوية الوطنية فكان حامياً لبوابتها فيرى الهوية الوطنية هي الوطن! والوطن هو الهوية الوطنية فبحفظها ينمو الوطن ويتكاتف المجتمع، فقضى على المزورين وأعطى كل ذي حق حقه.

والأحداث تثبت أن خياراتنا الأمنية هي الصائبة، وأن الحفاظ على أمننا الوطني هو أولويتنا التي تتقدم على أي أولوية، وأن طبيعة الاستقرار السياسي محكومة بأبعاد هذا الأمن، وهناك فرق بين «الاستقرار والسكون» فقد يكون الوضع ساكناً بينما الأمن الوطني في أشد مراحل تعرضه للمخاطر من الداخل والخارج، وهذا يحتاج الى أداة عقلانية تستخدم كأساس للقرارات المحسوبة بدقة ينتج عنها سلسلة من الأفعال المنسقة من أجل تحقيق غايات متفق عليها من رسم وتطوير سيناريوهات العمل لما هو غير متوقع، ويكون ذلك في ترتيب الأولويات التي تركز إدارة الوقت الضوء عليها لتحقيق الأهداف، فلم نشاهد قيادياً أعد في فترة وجيزة الخطط ووضّح الأهداف وترتيبها بحسب الأولوية التي تعادل سنوات عمل، «لقد أتعبت من بعدك يا أبا فيصل».

وكما كان اتصاله بالمجتمع عبر التواصل الاجتماعي في موقع الحدث هو النجاح الحقيقي من خلال الطرح والعرض والإلقاء بقوة بيان وفصاحة لسان تجلب انتباهاً وتبعث في نفوس مستمعيه رغبة في الإنصات والمتابعة، وعندما يتكلم الرجال تهتز لكلامهم الجبال، فحدد الرسالة بالجواب، وأقواله أفعال، وأفعاله تسبق الأقوال، وكلامه قليل ومعانيه بحر.

فليصمت كل أولئك الذين يريدون زعزعة أجهزتنا الأمنية وإشغالها عن واجباتها الرئيسة، لكننا بحاجة إلى مزيد من الأمن الخشن «الصلب» وهو جوهر مهمتها، فالأمن «الناعم» لا ينفع وسلبياته أكثر من إيجابياته.

ونقول للشيخ فهد اليوسف، حفظه الله، إن شعب الكويت كله يقف معك، فاضرب وبوركت يمناك، ونحن لك يمين والسيف بضاربه، فالبارئ ليس دوماً يبتلي ليعذب، إنما يبتلي ليصطفي ويهذّب، ونختم بقول للشيخ فهد: «من يريد العيش في الكويت فعليه أن يكون نظامياً أو يغادر». ودمتم ودام الوطن.

* باحث في إدارة الأزمات والأمن الوطني

back to top