في عصر التواصل الاجتماعي اليوم أصبح فتح أي برنامج أمراً عادياً لدى الكثيرين، لكن ما يُلاحظ أحياناً هو توجه بعض الأفراد إلى محتوى يثير التساؤلات والجدل، فإذا فوجئت يومًا بمنشورات تناولت القضايا الدينية والسياسية بشكل مثير للجدل فلن تكون الوحيد الذي يعجبه ذلك.

إن صورة تظهر أشخاصاً نائمين يرادف بعضهم بعضاً تعكس واقعاً اجتماعياً يستدعي الوقوف والتفكير، فهناك من يرى أن الكويت تمثل خطاً أحمر أمام الرايات ووسائل الإعلام، وآخرون يعبرون عن عدم رضاهم عن قرارات وقوانين تجاه الحسينيات.

Ad

الجدل والانقسامات ليست مقتصرة داخل الحدود الكويتية بل تتعداها إلى الدول المجاورة، حيث يختلف الأفراد من طائفة إلى طائفة، ومن تيار ديني إلى آخر، وهذا التوتر يتجلى في التشهير والسبّ والشتم بين الأطراف المختلفة، دون أن يسبق التفكير العقلي أو توجيه الحوار نحو البناء.

من المثير للدهشة أن تجد بعض الأشخاص يدخلون في حوارات متشنجة لإثبات صحة مذهبهم دون تفكير في تقبل وجهات نظر الآخرين، فلماذا يحدث كل هذا؟ لأن الوزير لا يستطيع أحياناً اتخاذ قرار بسيط دون تورط وزارته، ويبدو أن هذا السيناريو مألوف في بعض الأحيان عندما تكون النزاعات حول القضايا الحساسة.

في نهاية المطاف، هناك تباين في الأولويات بين الأفراد، فبينما قد تكون الكويت هي المحور الرئيس لبعضهم، يرى آخرون أن القضايا الثقافية والاجتماعية هي الأهم، وتبقى القوانين بمنزلة خط أحمر بالنسبة إلى بعضهم، في حين يراها آخرون مرنة وقابلة للتفسير.

في هذا الإطار، يظهر الدور الهام للتحرير ومراجعة النصوص قبل نشرها على منصات التواصل الاجتماعي، ويكمن في هذا الدور القيمة في تنقية المحتوى من التعابير المثيرة للجدل وتوجيه الحوار نحو البناء والفهم المتبادل.

إن وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر ساحة للتفاعل والتبادل الثقافي، ومن المهم استثمار هذه الساحة بشكل إيجابي وبناء، فالحوارات الهادفة والمعارك الفكرية تؤدي دوراً كبيراً في تشكيل وجهات النظر وتعزيز التفاهم بين الأفراد.

لذا، يبقى على الأفراد أهمية اختيار الكلمات بعناية والتفكير قبل المشاركة في النقاشات على وسائل التواصل الاجتماعي، فالبناء والتعاون يبنيان الفهم المتبادل والتقارب بين الثقافات المختلفة، فـ«الكلمة كالرصاصة إذا خرجت تكون عواقبها وخيمة»... خفظ الله الكويت وشعبها من الفتن والانشقاقات الطائفية.