في وقت توافد الديموقراطيون على التصويت لترشيح نائبة الرئيس كامالا هاريس رسمياً لانتخابات الخامس من نوفمبر، جدد منافسها الجمهوري دونالد ترامب هجماته عليها، متسائلاً هذه المرة: «هل هي هندية أم سوداء؟»، وسط انقسام جمهوري حول مرشحه لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس، الذي بات ينادي بعضهم بتغييره.
وقبل أقل من 100 يوم من الانتخابات الرئاسية، صعّد ترامب هجماته على منافسته، ومضى إلى حد اتهامها بأنها تعرّف نفسها بأنها سوداء لأهداف انتخابية، متسائلاً، في لقاء مع رابطة الصحافيين السود ما إذا كانت هاريس «هندية أم سوداء؟»، معقباً: «كانت هندية منذ البداية، وفجأة تحولت وأصبحت سوداء»، ما أثار موجة من الاستهجان.
ورفضت هاريس، التي تعرف نفسها بأنها «امرأة سوداء»، «عدم الاحترام» الذي أبداه ترامب، مشددة خلال اجتماع في هيوستن بتكساس على أن الولايات المتحدة «تستحق ما هو أفضل»، في حين اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير تصريحاته «مهينة ومثيرة للاشمئزاز».
وعلى عكس هذا «الإجماع الديموقراطي»، انقلبت حملة الجمهوريين «رأساً على عقب»، وفق مجلة ذا نيويورك التي أكدت أن إمكانية تغيير المرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس مطروحة «بقوة» على طاولة الجمهوريين الغاضبين من تصريحاته المثيرة للجدل.
وأوضحت «ذا نيويورك» أنه من الناحية «التقنية» لا يوجد شيء يمنع اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري من القيام بذلك، بينما نقلت مجلة «ذا نيو ريبابليك» عن نواب جمهوريين، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، أن ترامب فشل باختيار دي فانس نائباً له. وقال أحدهم: «أعتقد أنك إذا سألت الكثير من الناس في هذا المبنى (الكابيتول)، فإن 9 من كل 10 سيقولون إنه اختيار خاطئ».
كما اعتبر نائب آخر أن دي فانس «كان الخيار الأسوأ من بين جميع الخيارات (المتاحة)»، مشيراً إلى «قلق الجمهوريين إزاء مواقفه في السياسة الخارجية، وافتقاره إلى الخبرة وعدم قدرته على حمل الرسالة الجمهورية إلى ما هو أبعد من قاعدة ترامب».
في المقابل، بدأ آلاف المندوبين الديموقراطيين الإدلاء بأصواتهم لتعيين هاريس رسمياً مرشحة الحزب في اقتراع إلكتروني يستمر أياماً، ويضفي المزيد من الحماسة على السباق إلى البيت الأبيض بعد أقل من أسبوعين على انسحاب جو بايدن في قرار تاريخي أعاد خلط الأوراق تماماً. ومع تحديد ولاية أوهايو مهلة تنتهي الأربعاء المقبل ليعلن الحزبان الديموقراطي والجمهوري اسمي مرشحيهما، قرر الديموقراطيون استباق موعد مؤتمرهم المقرر 19 أغسطس بشيكاغو ومباشرة التصويت إلكترونياً، في إجراء نادر لكن سبق أن تم اعتماده عام 2020 في ظل تفشي وباء «كوفيد».
ونجحت هاريس (59 عاماً) في فرض نفسها بسرعة كبديل وحيد للديموقراطيين، حاصدة دعماً واسعاً بين مسؤولي الحزب ومحققة نسب تأييد أعلى من بايدن في استطلاعات الرأي، ما أثار تعبئة قوية انعكست في حملة جمع التبرعات التي شهدت تدفق مبالغ طائلة.
وانتقل السباق لنيل ترشيح الحزب الديموقراطي من انتخابات تمهيدية مفتوحة إلى تعيين مرتقب، حيث قال رئيس الحزب خايمي هاريسون: «واجه حزبنا هذه اللحظة غير المسبوقة بعملية شفافة وديموقراطية ومنتظمة لتوحيد صفوفه خلف مرشحة أثبتت جدارتها، وستقودنا في المعركة التي تنتظرنا».