بعد ساعاتٍ من ضمان نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس ترشيح الحزب الديموقراطي لخوضها الانتخابات الرئاسية، أنهى منافسها الجمهوري دونالد ترامب تردده وقرر إجراء مناظرة مباشرة معها في 4 سبتمبر، بينما يتجه مرشح «الطريق الثالث» المستقل روبرت كينيدي للانسحاب لمصلحة ترامب بعد انهيار صورته في استطلاعات الرأي عقب انسحاب الرئيس جو بايدن.

وأعلن ترامب على منصته «تروث سوشال»، أنه اتفق على تنظيم المناظرة مع هاريس مع شبكة فوكس نيوز، التي أوضحت أنها ستقام بحضور الجمهور، وستتبع قواعد المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن.

Ad

وفي تجمعٍ انتخابي بأتلانتا، الشهر الماضي، تحدّت هاريس ترامب لمناظرتها وجهاً لوجه، وقالت: «آمل أن تعيد النظر في لقائي على المنصة من أجل المناظرة»، وهو ما رفضه آنذاك ترامب في خروجٍ عن التقاليد السياسية.

ويأتي الإعلان عن المناظرة بعد أن فازت هاريس بعدد كافٍ من أصوات مندوبي الحزب الديموقراطي يضمن ترشحها رسمياً للرئاسة، حسبما أعلن رئيس الحزب جيمي هاريسون، لتكون بذلك أول أميركية من أصل هندي تحصل على ترشيح رئاسي من حزب كبير.

وقلب دخول هاريس السباق الرئاسي الحملة الانتخابية رأساً على عقب، ونجحت، وفق حملتها، في جمع تبرعات قياسية في غضون أيام، كما أحيت حماسة الديموقراطيين بعد أن سلّطت الضوء على فارق السنّ بينها وبين خصمها الجمهوري الذي يكبرها بـ 20 عاماً، في حين أغرق فريقها شبكات التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو لها حصدت ملايين المشاهدات.

وتركّز المدعية العامة السابقة على فئة الناخبين الشباب، التي يبلغ عدد أصواتها 40 مليوناً، تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عاماً، ما يمثل وزناً انتخابياً هائلاً في سباقٍ يشهد منافسة شديدة.

في المقابل، انقلبت أوضاع المرشح المستقل روبرت كينيدي، الذي يتمسك بقدرته على جمع ما يكفي من التوقيعات للتصويت في 42 ولاية، لكن استطلاعات الرأي خفضت نسبة تأييده إلى النصف، ما دفعه إلى فتح قنوات اتصال مع فريق ترامب بشأن انسحاب محتمل. وذكرت صحيفة لوموند الفرنسية، أن اسم كينيدي سيظهر على بطاقات الاقتراع في 13 ولاية فقط، مشيرة إلى أن منسق اللجنة الديموقراطية رامسي ريد قال، إنه «لن يصبح رئيساً، لكنه يستطيع أن يساعد في تحديد مَنْ سيكون».

وانهارت نسبة التأييد لكينيدي من 15 في المئة من الأصوات قبل انسحاب بايدن إلى 4 في المئة في آخر استطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال، فضلاً عن نفاد أموال حملته، وغرقه في ديونٍ قيمتها 3 ملايين دولار، بحسب لجنة الانتخابات الفدرالية.

وكشفت صحيفة واشنطن بوست، أن كينيدي التقى ترامب على هامش مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي، وناقشا صفقة التنحي، وطلب منه أن يكون وزيراً للصحة.

وفي مؤتمر صحافي، اعتبر كينيدي أنه «من غير المرجح» في هذه المرحلة الانسحاب لمصلحة ترامب، لكنه لم يستبعد هذا الاحتمال، مؤكداً أن «كل شيء ممكن».

إلى ذلك، عزز بايدن إرثه السياسي بصفقة تبادل السجناء التاريخية التي نفذها ودول غربية مع روسيا، كما عزز موقع نائبته. وتشكل هذه الصفقة نجاحاً لافتاً للرئيس البالغ 81 عاماً، بعدما دُفع إلى الخروج من السباق إلى البيت الأبيض في 21 يوليو الماضي وسط مخاوف بشأن قدراته الجسدية والذهنية لتولي الرئاسة لولاية ثانية من أربع سنوات.

وهو إنجاز يحتاج إليه بايدن لترسيخ حصيلته في التاريخ السياسي الأميركي، وكذلك لإعطاء دفع إضافي لحملة هاريس التي أطلقها في السباق عندما أعلن فور انسحابه دعمَه لترشيحها.