كرنفال برازيلي في المدرجات وعلى أرض الملعب
أجواء احتفالية كرنفالية رائعة على وقع انغام السامبا عاشها جمهور استاد 974 خلال لقاء البرازيل وكوريا الجنوبية الذي انتهى بفوز عريض لبطلة العالم خمس مرات 4-1 الاثنين، لتبلغ الدور ربع النهائي من مونديال 2022.
المدّ الأصفر كان جلياً في مختلف أرجاء الملعب وترقّب الجميع أن تكشّر البرازيل عن أنيابها في الادوار الاقصائية، لتؤكد عن جدارتها انها مرشحة قوية لإحراز لقبها السادس وتعزيز رقمها القياسي، وهذا ما حصل بالفعل.
لم يخيّب الأصفر والأخضر الآمال المعقودة عليه، وكان الاحتفال مضاعفاً؛ لأن المباراة شهدت عودة النجم نيمار الذي اصيب في المباراة الأولى ضد صربيا بالتواء في كاحله وغاب عن المباراتين التاليتين ضد سويسرا (1 - صفر) والكاميرون (صفر - 1).
كان نيمار حذرا في تحركاته على أرضية الملعب ولم يخاطر كثيرا، سواء أكان في مراوغاته أو في التصدي للاعب منافس.
ويعوّل البرازيليون كثيراً على نيمار للعودة بالكأس المرموقة الى البرازيل للمرة الأولى منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، بقيادة نجم آخر دوّن اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ الكرة البرازيلية هو رونالدو هداف تلك النسخة برصيد 8 أهداف بينها هدفا المباراة النهائية في مرمى المانيا.
وقال كافو قائد منتخب البرازيل الفائز بكأس العالم 2002 لوكالة فرانس برس «مع نيمار في حالة جيدة، لدينا فرصة جيدة جدا للفوز بكأس العالم، لأنه لاعب يصنع الفارق حقا على أرض الملعب».
رباعية خاطفة
بدأت المباراة التي تابعها أبطال 2002 كافو ورونالدو وريفالدو وروبرتو كارلوس من المقصورة الرئيسية في الملعب، على ايقاع موسيقى السامبا وسرعان ما افتتح فينيسيوس جونيور مهرجان الاهداف مستغلا كرة عرضية لم يحسن نيمار الوصول اليها، ليسيطر عليها قبل ان يسددها في الشباك ليطلق الشرارة الاولى في المباراة.
وقالت رافايلا الطالبة في الهندسة «هذا ما كنا ننتظره من منتخبنا. لم يقدم اداء جيدا في دور المجموعات لكنه اظهر وجهه الحقيقي اليوم على أمل ان يستمر حتى النهاية ونتوج ابطالا للعالم».
واشتم الجمهور البرازيلي نصراً عريضاً فبدأ يهتف بأعلى صوت، وعندما احتسب الحكم ركلة جزاء ورأى رافينيا يستعد لتنفيذها بدلا من الاختصاصي نيمار، هتف بأعلى حناجره «نيمار، نيمار، نيمار»، ليقوم رافينيا بتسليم نيمار الكرة.
وكعادته، سدد نيمار الركلة بحرفنة عالية، رغم هداوتها الماكرة فلم يحرك حارس كوريا الجنوبية ساكنا ليفتتح رصيده من الاهداف في النسخة الحالية.
وبات نيمار على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي لعدد الاهداف الدولية في صفوف المنتخب والمسجل باسم الاسطورة بيليه (77 هدفا).
وتفاعلا مع الاجواء الرائعة في المدرجات، كان لا بد من هدف ثالث بنكهة برازيلية بحتة، فلم يخيب المنتخب البرازيلي الامال مجددا. تبادل اكثر من لاعب كرة وصلت الى كازيميرو على مشارف المنطقة، فغمزها بذكاء امامية باتجاه ريشارليسون لينفرد بالحارس ويعزّز تقدم فريقه، رافعا رصيده الى ثلاثة اهداف في البطولة بعد ثنائيته في مرمى صربيا.
وجاء الرابع بتوقيع لوكاس باكيتا بعد لعبة مشتركة رائعة.
واحتفل البرازيليون بطريقة خاصة بكل هدف من خلال الرقص والغناء حيث شكلوا دائرة صغرى داخل الملعب، فكانت احتفالاتهم امتدادا لتلك في المدرجات، وأكدت اللحمة الكبيرة بين مختلف افراده.
ويبدو ان كرنفال البرازيل جاء مبكرا هذه المرة، وربما يتجلى بأبهى حلله في حال توج سيليساو بطلا في 18 الجاري.
تيتي: لم نبد عدم احترام تجاه أحد
ذكر أدينور باتشي «تيتي»، مدرب البرازيل، أمس الأول الاثنين، أن نجم المنتخب نيمار دا سيلفا يمتلك القيادة «الفنية»، وهو لاعب يصنع الفارق، وذلك بعد عودته للمشاركة مع «السيليساو» بعد أكثر من 10 أيام بسبب الإصابة في كاحل القدم.
وعزف المنتخب البرازيلي مقطوعة كروية «متفردة» برباعية مقابل هدف أمام كوريا الجنوبية أمس الأول في ثمن النهائي، ليضرب موعدا مع كرواتيا، وصيفة بطل العالم، التي تأهلت لنفس الدور بانتصار بشق الأنفس على اليابان بركلات الترجيح (3-1).
وقال تيتي، خلال المؤتمر الصحافي عقب اللقاء، «نيمار يمتلك القيادة الفنية، بينما يمتلك لاعبون آخرون قدرات أخرى، ولكنه قائد من الناحية الفنية».
كما تحدث عن أن السر في هذا الفريق هو التوازن في جميع الخطوط داخل الملعب، في الوقت الذي أثنى على الجماهير، ومرافقتهم إلى قطر، «إذا فقدنا التوازن فسيكون الأمر قاتلا بالنسبة لنا».
وتابع: «لدينا شعور بالامتنان لكل أولئك الذين جاءوا إلى هنا لدعمنا. مشاهدة كل هذا الدعم أمر طيب جدا. هم لا يدعمونا فقط عندما نسجل الأهداف، ولكن أيضا في الأوقات الصعبة، كما حدث في إصابة نيمار. نحن ممتنون لهم».
وأكد تيتي أن احتفالاتهم بالأهداف الأربعة أمام كوريا الجنوبية لم تعن عدم احترام تجاه أحد، موضحا أن مشاركته الرقص مع لاعبين احتفالا بأحد الأهداف كان بسبب رهان مع ريتشارليسون.
وصرح: «كان ذلك من أجل ريتشارليسون. طلب مني أن أرقص وأخبرته أنه إذا سجل هدفا فسأفعل ذلك... نحن نعلم أن هناك أناسا لها نوايا شريرة سيقولون لنا إن ذلك أظهر عدم احترام أو شيء من هذا القبيل»، مضيفا: «هذا ليس صحيحا. لم نرغب في إبداء عدم الاحترام. لهذا السبب حاولنا إخفاء ذلك، لكننا نعلم أن هناك كاميرات في كل مكان. لم نرغب في أن نتعامل بعدم احترام مع منافسينا أو مع باولو بينتو».
دا سيلفا: نحو اللقب السادس
هنأ الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا لاعبي منتخب البرازيل، أمس الأول، على فوزهم 4-1 أمام كوريا الجنوبية بمونديال قطر، موضحاً أنه يشعر بتفاؤل إزاء إمكانية إحراز اللقب السادس للبرازيل في كأس العالم.
وقال الزعيم التقدمي، في رسالة نشرها على حسابه بـ «تويتر»، بعد الفوز الذي تأهل على أساسه «السيليساو» إلى ربع نهائي المونديال، «البرازيل، نحو اللقب السادس. مبروك للاعبينا».
وأضاف في رسالة على حسابه بـ «إنستغرام»، نشر فيها صورة لنفسه وهو يرتدي قميص المنتخب البرازيلي: «متفائلون بالنتيجة؟ مبروك للاعبينا».
ومن أجل مقعد في المربع الذهبي، سيضرب صاحب المقام الرفيع في البطولة (5 ألقاب)، موعداً مع وصيف بطل العالم، منتخب كرواتيا، الذي تأهل بشق الأنفس بركلات الترجيح على حساب اليابان (3-1)، الجمعة المقبل، على ملعب المدينة التعليمية.
ويفرتون: لحظة خاصة لكن اللقب أهم
قال حارس مرمى منتخب البرازيل ويفرتون، الذي شارك في أول مباراة له بالمونديال وعمره 34 عاماً، بدخوله الملعب في المنعطف الأخير من مواجهة كوريا الجنوبية (4-1)، إن هذه اللحظة «خاصة جداً في حياته»، محذراً أن «الأهم هو تحقيق اللقب» في قطر 2022، وهو «هدف» فريقه في هذه البطولة.
وأكد الحارس خلال تصريحات عقب المباراة من المنطقة المختلطة: «إنها لحظة خاصة جداً في حياتي، لكن الأهم هو تحقيق اللقب. هذا هو هدفنا. هدفنا دوماً الفوز، ونحترم دائماً قرارات تيتي، وزملائي أليسون وإيديرسون وهما يقدمان مستوى رائعاً. الفرصة سنحت بفضل ظروف اللعب. نحن جميعاً مهمون».
وأضاف: «تحدث تيتي إليّ. كنت أعمل على نيل فرصة، وينبغي على المرء أن يفعل ذلك. لا يعلم أحدهم متى سيحصل على دقائق لعب. كان مميزاً جداً اللعب لعدة دقائق. سنحاول الآن حصد اللقب، إنه هدفنا».
وعن مواجهة كرواتيا في ربع النهائي، الجمعة المقبل، اعتبر أنه «فريق يتلقى عدداً محدوداً من الأهداف، كما أنه قوي جداً. لديه حراس مرمى جيدون، ولاعبون كبار قدموا مباراة رائعة دفاعياً وهجومياً. الأهداف التي عجزنا عن إحرازها من قبل سجلناها اليوم، ونحن سعداء بذلك. نمر بفترة مهمة. إنها المرحلة الأخيرة».
ألفيش: نركز على كرواتيا
أكد مدافع منتخب البرازيل الأول لكرة القدم، داني ألفيش، عقب الانتصار 4-1 على كوريا الجنوبية، أن زميله السابق في برشلونة ومهاجم باريس سان جرمان الحالي، ليونيل ميسي «يمر بفترة مدهشة» لكنه شدد على أن «السيليساو» لا يركز الآن سوى على مواجهة كرواتيا في ربع النهائي، قبل التفكير في مواجهة محتملة أمام الأرجنتين في نصف النهائي.
وصرح ألفيش بأن «ميسي ينتمي الآن للأرجنتين، وكل شيء يعتمد عليه وبما سيحدث بين قدميه. اعتقد أنه يمر بفترة مدهشة. إنه من اللاعبين الذين ينبغي الحذر منهم في هذه البطولة، فقط من اسمه فهو يعني الكثير».
وأضاف «لكننا لسنا من نختار المنافس، ما سيتعين علينا مواجهته سنبذل أمامه كل ما نملك من أجل تحقيق الهدف».
وتابع «لا يمكننا التفكير الآن في نصف النهائي، لأننا تأهلنا فقط لربع النهائي، احتراما لكرواتيا وللمنافس فعلينا التركيز فقط في هذه المباراة».
وحذر ألفيش «كرواتيا تمتلك الكثير من الجودة وتستحق أن تجذب انتباهنا بنسبة %110».
وأصبح ألفيش (39 عاما)، المحترف حاليا بالمكسيك، البرازيلي الأكبر سنا الذي يشارك في مباراة بمونديال كأس العالم، حينما لعب ضد الكاميرون في دور المجموعات.
الصحف البرازيلية تنحني أمام «السيليساو»
سلطت الصحف البرازيلية الضوء على فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على كوريا الجنوبية، والتأهل بذلك لربع النهائي.
وبعناوين مثل: «البرازيل تكتسح كوريا الجنوبية وتضمن بطاقة التأهل لربع النهائي»، أو «البرازيل تمطر شباك كوريا وتضرب موعداً مع كرواتيا في دور الثمانية»، احتفت أبرز الصحف أمس في البلد اللاتيني بفوز منتخب «الكناري».
واعتبرت صحيفة لانس الرياضية، أن البرازيل قدمت عرضاً رائعاً في أفضل مبارياتها حتى الآن في كأس العالم، حيث اكتسحت كوريا الجنوبية بأسلوب هجومي للغاية في الشوط الأول، وأشعلت حماس جماهيرها برقصات لاعبيها، التي انضم إليها المدرب تيتي نفسه.
وأبرزت نفس الصحيفة أنه «مع عودة نيمار والتشكيل الأكثر هجومية، كانت هناك توقعات كبيرة، لكن الدقائق الـ 12 الأولى فاقت كل التوقعات».
من جانبها، أبرزت «غلوبوسبورت» أن الفوز كان مضموناً في الشوط الأول بفريق يعززه نيمار، الذي اعتبرت أنه قدم أفضل أداء له حتى الآن في قطر، بعد عودته من الإصابة.
أما صحيفة «فوليا دي ساو باولو»، فسلطت الضوء على الرقصات التي احتفل بها اللاعبون البرازيليون بأهدافهم، والتي انضم إليها تيتي، الذي عادة يبقى بعيداً عن هذا النوع من الاحتفالات.
وأبرزت الصحيفة أن اللاعب الذي شجع على هذه الرقصات كان فينيسيوس، مهاجم ريال مدريد، الذي كان ضحية للإهانات العنصرية، بسبب طريقة احتفاله بالأهداف.
بدورها، أبرزت صحيفة «أو غلوبو»، التي تصدر في ريو دي جانيرو، أن هذه هي النسخة الثامنة على التوالي من بطولة كأس العالم التي تبلغ فيها البرازيل ربع النهائي، مذكرة بأنها لم تفشل في تحقيق ذلك سوى ثلاث مرات في تاريخها (1934 و1966 و1990).
الصحف الكورية تشيد بمنتخبها
أشادت الصحف الكورية الجنوبية، أمس، بتفاني منتخب بلادها في مونديال قطر 2022، رغم الهزيمة القاسية أمام البرازيل 1-4 في دور الـ16 وتوديع البطولة على يد أحد المنتخبات المرشحة بقوة للقب.
ونشرت صحيفة إلجان الرياضية: «فارق الجودة كان واضحاً للغاية»، مشيرة إلى أن تحقيق معجزة مماثلة لتلك التي حدثت أمام البرتغال «لم تحدث»، ومؤكدة أن المنتخب «اختتم رحلته في المونديال وهو يعرف حجم الجدار الذي يفصله عن أفضل المنتخبات في العالم».
وأكدت أن محاربي التايغوك «جعلوا الأمر سهلاً جداً على منافس موهوب للغاية».
من جانبها، أقرت صحيفة كوريا هيرالد «باعتبارها مرشحة أوفر على نطاق واسع للفوز، فقد أظهر (الكناري) كم هو يتفوق بفارق كبير عن الكوريين. كوريا انتهت بمجرد تسجيل فينيسيوس جونيور للهدف الأول بعد مرور سبع دقائق من المباراة، تلاه أهداف نيمار وريتشارليسون ولوكاس باكيتا».
بدورها، أشادت صحيفة تشوسون، الأوسع في البلاد، بكوريا الجنوبية، مؤكدة أنها «لم تستسلم»، وأنها «كافحت بضراوة حتى النهاية ضد بطل العالم خمس مرات»، ما أسفر عن تقليص الفارق بهدف رائع للاعب الوسط بايك سيونغ هو في الشوط الثاني.
كما سلطت وسائل الإعلام المحلية الضوء على تفاني آلاف المشجعين الذين احتشدوا فجراً (حيث بدأت المباراة في الرابعة فجراً بالتوقيت المحلي لكوريا الجنوبية من يوم الثلاثاء)، أمام الشاشات العملاقة بميدان جوانجومون في سيول، لمؤازرة منتخبهم، رغم أن درجة الحرارة بلغت 5 درجات تحت الصفر.
من جانبه، امتدح الرئيس الكوري الجنوبي يون سيوك يول، في رسالة عبر «فيسبوك»، «الجهد الشاق» الذي بذله لاعبو المنتخب، بمن فيهم المدرب البرتغالي باولو بينتو، الذي أعلن عقب المباراة تجديد عقده، بعدما أصبح المدرب الأكثر تولياً للمنصب في تاريخ البلاد.
وأكد الرئيس: «لقد توحدت قلوب الجميع، وخفقت بشغف إزاء النضال الذي أظهرتموه في هذه النسخة من كأس العالم».