مع نفي أوساط إيرانية رسمية صحة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ومرافقه في طهران، بعبوة ناسفة زرعها عملاء، أصدر الحرس الثوري، اليوم، بياناً ثالثاً أكد فيه أن «تنفيذ هذه العملية الإرهابية تم بإطلاق مقذوف قصير المدى من خارج منطقة إقامة الضيوف برأس حربي يزن 7.5 كلغ مع انفجار قوي».
وقال بيان وجهه «الحرس» إلى الشعب، إن التحقيقات التقنية تظهر أن «الكيان الصهيوني نفذ المخطط بدعم من الحكومة الأميركية»، لافتاً إلى أن المبنى الذي كان فيه هنية مقر لإقامة الضيوف الأجانب، ويخضع لكل البروتوكلات الأمنية.
واتهم إسرائيل بالسعي، عبر عمليتها في طهران، إلى إحداث فتنة في العالم الإسلامي وجبهة المقاومة، مؤكداً أن الثأر لدماء «الشهيد هنية أمر حتمي، وسيتلقى الكيان الصهيوني الرد بالعقاب الشديد في الزمان والمكان المناسبين والنوعية المناسبة».
وفي وقت تمثل الفرضية، التي طرحها «الحرس الثوري» تخفيفاً لحجم الاختراق والضرر الذي لحق بسمعة الأجهزة الأمنية الإيرانية، جراء الضربة التي تجري طهران بشأنها تحقيقات سرية، تشتمل على توقيف قيادات رفيعة المستوى، كشف تقرير جديد لـ«التلغراف» أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي قام بتجنيد عملاء إيرانيين لزراعة عبوات ناسفة في 3 غرف بدار الضيافة التابعة للحرس الإيراني، حيث تم اغتيال هنية.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فقد كانت الخطة الأصلية تتمثل باغتيال هنية في مايو، عندما حضر جنازة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، وليس خلال مشاركته في تنصيب خلفه مسعود بزشكيان.
وأفادت «وول ستريت جورنال» بأن واشنطن والاحتلال يواصلان رفع حالة تأهبهما لرد «لا يمكن التنبؤ به» وقد يقع في غضون 3 أيام، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، التي بدأت بالفعل تجهيز قوات عسكرية وشركاء إقليميين لوقف الهجوم الجديد، تخشى من أن يكون «أوسع نطاقاً وأكثر تعقيداً» من هجوم طهران على تل أبيب في أبريل الماضي.
وحذرت السفارة الأميركية بالقدس المحتلة رعاياها داخل إسرائيل والضفة الغربية وغزة من «الوضع الأمني»، وطالبتهم بتوخي الحذر ومعرفة مكان أقرب ملجأ.
وتوقع متحدث باسم البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأمم المتحدة أن يرد «حزب الله» اللبناني على اغتيال إسرائيل للرجل الثاني به فؤاد شكر، في بيروت، بضربة تشمل «أهدافاً مدنية وعسكرية أوسع وأعمق داخل إسرائيل».