- على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة في أميركا إلى أعلى مستوياتها منذ 23 عامًا، واصلت الأسهم على مدار العامين الماضي والحالي، مسيرتها الصعودية القوية، مدفوعة إلى حد كبير بنتائج الأعمال القوية والزخم حول أعمال الذكاء الاصطناعي.

- لكن أخيرًا، بدت ردود أفعال المستثمرين متطرفة تجاه نتائج الأعمال المخالفة للتوقعات (ولو بقدر بسيط)، فعلى سبيل المثال، انخفض سهم شركة أمازون بأعلى وتيرة في عامين اليوم، بعد تسجيلها إيرادات بقيمة 148 مليار دولار، مقارنة بتوقعات بلغت 148.6 مليارا.

Ad

- الأسوأ من ذلك كان سهم «إنتل»، الذي فقد أكثر من ربع قيمته، بعدما سجلت الشركة خسارة صافية في الربع الثاني، وأعلنت وقف توزيعات الأرباح، ورغم أنها تبنّت خطة ضخمة لخفض النفقات وتسريح العمال، والتي عادة ما تكون أخباراً جيدة للأسواق.

- قال كبير خبراء الاقتصاد الأميركي في «سيتي غروب»، أندرو هولينهورست، الخميس، إنه يتوقع هبوطاً حاداً لاقتصاد البلاد، حيث سيضعف التضخم وسوق العمل بما يكفي لدفع «الفدرالي» إلى خفض الفائدة 4 مرات هذا العام.

- في حين بدأت البنوك المركزية الكبرى الأخرى، بما في ذلك البنك المركزي الأوروبي وبنك إنكلترا والبنك الوطني السويسري، في خفض أسعار الفائدة هذا العام، ما زال «الفدرالي» مترددًا في هذه الخطوة وتخشى الأسواق أن إجراء سبتمبر «أصبح متأخرًا بالفعل».

- ويوم الأربعاء، قال المستثمر والملياردير الأميركي، جيفري جوندلاش، إنه كان ينبغي على «الاحتياطي الفدرالي»، بدء دورة تخفيف أسعار الفائدة خلال اجتماعه هذا الأسبوع، ورغم أنه قلل من خطورة الانتظار لسبتمبر، يبدو أن الأمور يمكن أن تتطور سريعًا.

هل يعجّل «الفدرالي» بتدخله؟

- اليوم، انخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات دون 4 بالمئة لأول مرة في 6 أشهر، كما تراجع العائد على السندات لأجل عامين إلى أدنى مستوى في 15 شهرًا، في إشارة إلى اعتقاد المتداولين بأن الاقتصاد يتباطأ بالفعل.

- في استجابة لاضطرابات السوق اليوم، قال «سيتي غروب» إنه ينبغي على «الفدرالي» خفض الفائدة بمقدار 0.50 بالمئة في سبتمبر ونوفمبر وبمقدار 0.25 بالمئة في ديسمبر، بعدما توقع خفضها بمقدار 0.25 بالمئة في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية هذا العام.

- في حين أصدر محللو «جيه بي مورغان» توقعات مماثلة لـ «سيتي غروب»، قال الخبير الاقتصادي لدى البنك، مايكل فيرولي، إن هناك «حالة قوية» للتحرك الآن وعدم الانتظار للاجتماع القادم في 18 سبتمبر.

- مع ذلك، حذر فيرولي، من أن رئيس «الاحتياطي الفدرالي»، جيروم باول، قد لا «يرغب في إضافة المزيد من الضوضاء إلى ما كان بالفعل صيفًا مليئًا بالأحداث»، مضيفًا أنه كان ينبغي لـ «الفدرالي» خفض الفائدة هذا الأسبوع.

- حتى لو هدأت وتيرة تباطؤ سوق العمل خلال الشهور القليلة القادمة، فإن مجلس الاحتياطي الفدرالي يبدو متخلفًا بفارق 100 نقطة أساس وربما أكثر عن حركة خفض الفائدة المطلوبة الآن، وفقًا لفيرولي.

- هذا التأخر هو كل ما يخشاه المستثمرون بالفعل، والآن في ظل نتائج الأعمال المتباينة لشركات التكنولوجيا، واحتمال الركود الاقتصادي الحاد، ومع التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، قد يكون الانهيار عميقًا في الأسواق إذا ظل «الفدرالي» غائبًا عن المشهد.