الاضطرابات تجتاح البورصات العالمية... والأسهم تتكبد خسائر «قاسية»
«داو جونز» يغلق منخفضاً بأكثر من 600 نقطة... ومخاوف ركود الاقتصاد تطل من جديد
• النفط يسجل خسارة متتالية للأسبوع الرابع بضغط تباطؤ نمو الوظائف الأميركية
اهتزت أسواق الأسهم العالمية بعد أن أظهرت بيانات أن معدل البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى في ثلاث سنوات عند 4.3% في يوليو، وسط تباطؤ كبير في عمليات التوظيف، مما زاد المخاوف من تدهور سوق العمل واحتمال تعرض الاقتصاد للركود.
وانخفض المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنحو 3% في جلسة الجمعة مع تعرض أسواق الأسهم العالمية لاضطرابات بعدما أدى تقرير الوظائف الأميركي إلى تفاقم المخاوف من تباطؤ اقتصادي في أكبر اقتصاد في العالم.
ونزل المؤشر 2.7% إلى 497.85 نقطة، مسجلاً أدنى مستوى في أكثر من ثلاثة أشهر.
وتراجعت معظم المؤشرات الفرعية الأوروبية إذ هوى قطاع التكنولوجيا 6.1%، وهو أكبر انخفاض يومي له منذ أكتوبر 2020، وفق «رويترز».
وخسر قطاع الشركات المالية 5.2% في حين تراجعت أسهم البنوك 4.3% لتواصل انخفاضها من الجلسة السابقة.
الأسهم الأميركية
وانخفضت الأسهم الأميركية بشكل حاد يوم الجمعة، إذ أشعل تقرير الوظائف الأضعف بكثير من المتوقع لشهر يوليو المخاوف من أن الاقتصاد قد ينزلق إلى الركود، ومع انخفاض عائد السندات العشرية لأدنى مستوى له منذ ديسمبر 2023، وسط تدافع محموم من المستثمرين على شراء السندات، طلباً للملاذ الآمن مع تجدد مخاوف الركود الاقتصادي.
وعند إغلاق التداولات، انخفض «داو جونز» بنسبة 1.5% أو 610 نقاط عند 39737 نقطة، لينهي المؤشر الصناعي سلسلة مكاسب امتدت أربعة أسابيع، بعد تراجعه منذ بداية الأسبوع بنسبة 2.10%.
فيما تراجع «إس آند بي 500» بنسبة 1.85% أو 100 نقطة عند 5346 نقطة، ليسجل المؤشر خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، بعد انخفاضه خلال تعاملات الأسبوع بأكثر من 2%.
وهبط «ناسداك» بنسبة 2.45% أو 417 نقطة عند 16776 نقطة، ليواصل مؤشر التكنولوجيا تراجعه للأسبوع الثالث على التوالي، ويدخل نطاق التصحيح، بعد خسارته هذا الأسبوع بنسبة 3.35%.
وتباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو، في وقت ارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، مما قد يزيد المخاوف من تدهور سوق العمل، الأمر الذي قد يجعل الاقتصاد عرضة للركود.
ويخشى المستثمرون من أن مجلس الاحتياطي الفدرالي ارتكب خطأ هذا الأسبوع بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، وفقاً لتقرير نشرته شبكة «CNBC» الأميركية، واطلعت عليه «العربية Business».
وشهدت بعض أسماء الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة خسائر فادحة، الجمعة إذ أثارت نتائج «أمازون» للربع الثاني مخاوف المستثمرين بشأن مستويات الإنفاق الرأسمالي المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لشركات التكنولوجيا الكبرى.
وانخفض عملاق التجارة الإلكترونية بنسبة 8.8% بعد أن فشل في تلبية تقديرات الإيرادات والإعلان عن توقعات مخيبة للآمال.
في غضون ذلك، انخفض سهم إنتل بنسبة 26% بعد الإعلان عن خطة تسريح العمال. وخسرت «إنفيديا» 1.8%، فيما كانت خسارة السهم 6% في اليوم السابق.
وقال كبير الاستراتيجيين الفنيين في LPL Financial، آدم تورنكويست، إن الانخفاضات التي حدثت الجمعة هي «مسار طبيعي» في سوق صاعد يعود إلى مساره بعد اتجاهه الصعودي الحاد.
وكان مؤشر ناسداك مفرط الشراء جداً في يوليو، نفس الشيء مع أشباه الموصلات. والكثير من حماس المستثمرين تجاه أسهم الذكاء الاصطناعي لم يخضع لفحص واقعي في هذه المرحلة»، مضيفاً أن «هذه ليست نهاية قصة الذكاء الاصطناعي».
لكن الأمر لم يقتصر على أسهم التكنولوجيا التي شهدت عمليات بيع يوم الجمعة. فقد تعرضت أسهم البنوك لضربة شديدة بسبب مخاوف الركود مع انخفاض سهم بنك أوف أميركا بنسبة 4.9% وانخفاض سهم ويلز فارغو بنسبة 6.4%.
أسواق النفط
وبالنسبة لأسواق النفط، هبطت الأسعار في جلسة الجمعة وأغلقت عند أدنى مستوياتها منذ يناير بعد بيانات أظهرت تباطؤ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بأكثر من المتوقع الشهر الماضي، علاوة على بيانات اقتصادية صينية زادت من الضغوط على الأسعار.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.71 دولار بما يعادل 3.41% إلى 76.81 دولاراً للبرميل عند التسوية، فيما سجلت انخفاضاً أسبوعياً بنسبة 4.3% في خسارة للأسبوع الرابع على التوالي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.79 دولار أو 3.66% إلى 73.52 دولار، في حين سجلت خسارة أسبوعية 4.7%.
وهبط الخامان خلال جلسة التداول بأكثر من ثلاثة دولارات للبرميل.
وتباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع في يوليو، وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، مما يشير إلى ركود محتمل.
وأظهرت بيانات اقتصادية من الصين، أكبر مستورد للنفط، ومسح ضعف نشاط الصناعات التحويلية الشهر الماضي في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا، مما يزيد من خطر ضعف التعافي الاقتصادي العالمي بما يؤثر على استهلاك النفط.
كما ساهم تراجع نشاط التصنيع في الصين في تراجع الأسعار، إذ فاقم المخاوف إزاء نمو الطلب بعد أن أظهرت بيانات يونيو انخفاض الواردات ونشاط المصافي مقارنة بالعام السابق.
وأظهرت بيانات من قسم أبحاث النفط بمجموعة بورصات لندن انخفاض واردات آسيا من النفط الخام في يوليو تموز إلى أدنى مستوى لها في عامين بسبب ضعف الطلب في الصين والهند.
وأبقى اجتماع لوزراء من دول «أوبك +» الخميس سياسة إنتاج النفط الحالية دون تغيير بما في ذلك عزم التحالف على التراجع تدريجيا عن جزء من تخفيضات الإنتاج بداية من أكتوبر.
ويراقب مستثمرو النفط التطورات في الشرق الأوسط، حيث قالت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران إن صراعها مع إسرائيل دخل مرحلة جديدة.
ومع ذلك أشار محللون إلى عدم وجود اضطراب ملموس في إمدادات النفط من المنطقة مع انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عدة أسابيع بعد أيام من مقتل قادة كبار بالجماعتين المسلحتين المتحالفتين مع إيران، حزب الله وحركة «حماس»، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.