إسرائيل تريدها حرباً مفتوحة

نشر في 04-08-2024
آخر تحديث 03-08-2024 | 19:27
 أ. د. فيصل الشريفي

هدف إسرائيل المعلن منذ بداية الحرب القضاء على قطاع غزة وتهجير أهلها، وعلى أقل تقدير إخضاعه وتصفية الفصائل الفلسطينية المقاومة، وهذا الأمر على ما يبدو لم يتحقق حتى هذه اللحظة، لذلك لجأ لخيار الحرب المفتوحة وتوريط أميركا والغرب.

حكومة إسرائيل أدركت فشلها في تحقيق أهدافها في قطاع غزة، لذلك تريدها حرباً مفتوحة بعد تجاوزها الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك، فلو كان الكيان الصهيوني صادقاً في وقف الحرب على قطاع غزة لكان تصرفه غير ما تشهده الساحة من اغتيالات بهدف فتح جبهات قتال جديدة مع الأطراف التي تقف مع المقاومة الفلسطينية في العلن ومن ثم توريط أميركا في الحرب. من الواضح أن الموساد الإسرائيلي يتملك قدرات استخباراتية وعيوناً تجسسية ولديه بنك من المعلومات والقدرة على تنفيذ الاغتيالات في الزمان والمكان الذي يحدده، وفرحة بعض الأعراب بالاغتيالات الأخيرة رغم وجود ضحايا أبرياء، وبعضهم الآخر أظهر شماتة في مقتل إسماعيل هنية لأنه استشهد في إيران ليس له تفسير سوى أن الطائفية والعنصرية قد تمكنت منهم رغم أن الحق أبلج وأوضح من خيوط الفجر الصادق.

اغتيال الرجل الأول في المقاومة الفلسطينية الشهيد إسماعيل هنية بعد كل الاتهامات التي ساقها المشككون في موقفه الوطني ورغم قافلة الشهداء التي قدمتها عائلة هنية لم تكف لعودة الرشد لهؤلاء المرجفين، فهم ما زالوا في غيهم يعمهون، والمجتمع الدولي فاقد المصداقية «فلقد أسمعت لو ناديت حيًا، ولكن لا حياة لمن تنادي» أمام الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، فهو كالمسعور يريدها حربًا مفتوحة وربما تكون الحرب العالمية الثالثة التي لن توفر أحدًا في المنطقة.

قبل الانتهاء من المقال هناك بعض النقاط الضرورية التي يجب التذكير بها:

- موقف دولة الكويت على المستوى الشعبي والرسمي يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع والرافض للاحتلال الصهيوني، بل قوانين الدولة تجرم كل أنواع التعامل مع هذا الكيان الغاصب، فلا أحد يزايد على موقفها العروبي والإسلامي في نصرة القضية الفلسطينية.

- وزير خارجية دولة الكويت حضر مراسم تنصيب الرئيس الإيراني في إشارة إلى أن العلاقات بين البلدين مبنية على حسن الجوار، وعليه لا بد من التقيد بالتوجيهات التي تتخذها الحكومة تجاه الدول التي تربطنا بها علاقات دبلوماسية، ومشتركات إسلامية، وعربية، وجغرافية.

- دولة الكويت وعبر وزارة الخارجية أدانت واستنكرت الهجوم والسلوك العدواني والإجرامي للكيان الإسرائيلي الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأدى إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية إسماعيل هنية.

هذه النقاط كفيلة بلجم الأصوات النشاز التي تخرج من بعض المتصهينين الساعية إلى بث سموم الفتنة والتفرقة من خلال تجاوزها على الثوابت العربية والإسلامية التي تقف فيها دولة الكويت في نصرة القضية الفلسطينية وحق شعبها في المقاومة.

الصهاينة يعتقدون أن قتل رموز المقاومة سيوقف الجهاد، وأن بإمكانهم السيطرة على زمام الأمور، لكن هيهات فهكذا روح ورجال ونساء كهؤلاء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لم يهتز إيمانهم طرفة عين، فالنصر قادم رغم أنوف الصهاينة والإمبريالية العالمية ومن لفّ بلفهم، فإن ظن البعض برحيل هنية وكل الشهداء المؤمنين بتحرير أرض فلسطين سيتنهي الأمر فهم واهمون لأنهم خلّفوا وراءهم الملايين من السائرين على خطاهم.

الخطوط الحمراء يقابلها خطوط حمراء، والكيان الصهيوني لن يستطيع تحمل تبعات تجاوز هذه الخطوط، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، والله ناصر جنده ولو كره الكافرون، وفي الختام طريق الشهادة صعب والأصعب منه قول الحق.

ودمتم سالمين.

back to top