المخابرات الأميركية هي التي كانت وراء تفجير مبنى التجارة الدولية ديسمبر 2001، وبالمناسبة فإن وباء كوفيد 2019، إن لم يكن صناعة صينية، كما وصمه ترامب في ذلك الوقت، فهو في النهاية من إنتاج القائمين على منظمة الصحة العالمية وشركات الأدوية، أيضاً آخر الأخبار تقول إن الجمهوريين في أميركا يتهمون الديموقراطيين بأنهم وراء محاولة اغتيال ترامب حين حرّضوا عليه في وسائل الإعلام... صدّق أو لا تصدّق كيفك. أخيراً من أهم الأخبار التي تشرح الصدر وتلغي العقل، كما نريد، هو أن الجمهورية الإيرانية كانت خلف مقتل إسماعيل هنية!
نماذج مفرطة في تفاهاتها، يصدُق عليها مثل «شر البلية ما يضحك»، ومن ذلك التفسير التآمري الذي تضج به وسائل التواصل الاجتماعي منذ خلقها، لا تعرف تضحك أم تلطم حين يخرج علينا أحدهم بتغريدة في «إكس» لرجل يرتدي بدلة مودرن كي تؤطر صورة الإنسان العربي المثقف ليزف للأكثرية من القطيع المتطرف دينياً خبراً بأن إيران هي مَنْ قتلت إسماعيل هنية، ويُظهر لنا صور المرشد الأعلى بشكل شيطان ومصاص دماء بعينين تشعان ناراً، كي يشيطن إيران، وبالمناسبة ليست إيران فقط بل كل طائفة الشيعة الذين لا هم ولا عمل لهم غير كراهية أهل السنة والعرب.
ليس همنا الآن الدفاع أو تقييم السياسة الإيرانية في المنطقة، بل هو إظهار حجم التخلف والجهل الذي يكون في كثير من الأحيان مصحوباً بالخبث في التفسير التآمري لأحداث كبرى، أسئلة لا يبدو أنها تثار عند أصحاب عقائد التفسير التآمري مثل: ما مصلحة إيران حتى تغتال المرحوم هنية، و«حماس» في النهاية هي حليف لها؟ أين نجد ولو مسحة من العقلانية في مثل تلك التفسيرات؟ وهل تختلف مثل تلك الاستنتاجات المرضية بعلل نفسية وليدة الجهل والتعصب الطائفي والعرقي عن تفسيرات مقابلة أيام الربيع العربي 2011 بأن تمردات وثورات الربيع في تلك الأيام هي من تدبير الغرب والدول الرأسمالية؟ وبالتالي فمأساة الشعوب العربية مع طغيان وفساد الأنظمة الحاكمة في ذلك الوقت ليس لها مكان في حركة الرفض للشعوب.
الكارثة ليست في التفسير التآمري للأحداث السياسية، والسياسة بطبيعتها لا تخلو من المؤامرة، إلا أنها حين تخرج عن المعقول والاستنتاج العقلي تصبح وصمة جهل وتخلف مركبين تفسر الكثير من كوارث التاريخ التي أصابت عالمنا العربي. هذا هو المضحك المبكي.