كما ذكرنا في السابق، وعلى مدى عقدين، وفي أكثر من ستين مقالاً، تحدثنا عن ممارسات إيران العدائية للخليج، التي بدأت سريّة مطلع الثمانينيات باسم «إيران - كانترا أفير»، حين باع ريغان للخميني أسلحة نقلتها إليهم إسرائيل، ثم تحولت إلى تحالف أميركا - إيران - إسرائيل (الغادر)، كما وصفه أستاذ بـ «جون هوبكينز»، الذي أسقط لبنان والعراق ودمشق وصنعاء لمصلحة إيران، وأعاد أفغانستان لـ «طالبان»، وسلَّم الآن غزة لإسرائيل.
إن على كل «إمّعة» أن ينتبه، ومنهم بعض مغردّينا المتعاطفين مع إيران ويسبّون إسرائيل وأميركا ليل نهار، في السابق لمقتل سليماني، ومؤخراً لمقتل فؤاد شكر، ومن بعده إسماعيل هنيّة، فخامنئي حين يصرّح «الموت لأميركا» ويتوعدها بالصواريخ هو بالحقيقة «شو» إعلامي، فقد فضح ترامب صواريخ «الكوموفلاج» الإيرانية بأنها من دون رؤوس متفجرة، وتُطلَق بعد موافقة أميركا، شريطة وقوعها في الصحراء المحيطة بمعسكراتهم في العراق!
المسألة باختصار، أنه قبل هجوم «حماس» بـ «ثلاثة أسابيع»، قالت وكالة تسنيم الإيرانية إنه تم الاتفاق مع أميركا وفك الحظر عن أموال إيرانية مجمدة وتحويلها لثلاثة حسابات بالدوحة، والتي يبدو أنها موّلت بها «حماس» لتجرّها للحرب، تنفيذاً للمخطط مع إسرائيل.
ثم بحثنا أكثر بوكالات الأنباء، فوجدنا أنه بعد نحو «ثلاثة أسابيع» أخرى من هجوم «حماس» على إسرائيل وبلعها الطعم، قامت أميركا بدفع المكافأة لإيران وإلغاء جميع عقوبات مجلس الأمن المفروضة عليها لأكثر من ثماني سنوات! فهل صار الآن واضحاً للأغبياء ما هي العلاقة بين أميركا - إيران - إسرائيل؟!
«نيويورك تايمز» حسمت القضية، وكشفت تفاصيل عملية اغتيال هنية بتفجير قنبلة عن بُعد في محل إقامته، الذي يقال إنه أحسّ بالمؤامرة متأخراً، وهو ما يؤكده فيديو مصور وينفي ما تحاول إيران إقناع العالم به، حسب روايتها الرسمية، بأنه صاروخ من الخارج، ولذلك على كل متابع أو مغرّد أو محلل متعاطف أن يفتح عينيه جيداً، وألّا يبلع الطُّعم كما بلعته «حماس»، فدمرت غزة وفقدت زعيمها وشعبها وربما قضيتها، وكأن قياداتها سياسيون، ولكن في «سنة أولى حضانة»!
***
في كل ذكرى للغزو، نشعر بالحسرة لعدم تخليد أسماء مَنْ نحسبهم عند الله شهداء، من مقاومة باسلة عُذّبت وقُتلت لأجل الكويت، في حين تسمى الشوارع بأسماء أناس بلا إنجازات، بل لا يُعرف مَن هم كشارع «مازن» بين خيطان والفروانية، حتى راح البعض يخلّد ذكرى زملائهم من المقاومة، فوضعوا أسماءهم على مباني مقارّ أعمالهم، فأزالتها الحكومة!
فمن الوطنية تسمية المباني بأسماء شخصيات تاريخية رحلت بعد رفعها اسم الكويت عالياً بالمحافل الدولية، كتسمية مدرسة بالنزهة على الشخصية التاريخية، محمد الشارخ، مفخرة الكويت العلمية بالعصر الحديث كأول معرّب للحاسوب والإنترنت، والذي تعدّ له قناة الجزيرة الآن فيلماً وثائقياً، إلا أنه في نفس الوقت تمت تسمية مدرسة أخرى باسم أحد الأشخاص الأحياء الذي لا يحمل إنجازاً تاريخياً إقليمياً أو دولياً كالشارخ، مما يجعلنا كـ «جمعية جودة تعليم» نرفع شكوى للجهات المختصة لإزالة اسمه من على المدرسة، فهناك شخصيات رحلت مؤخراً أحق، وأصحاب إنجازات تاريخية، كأحمد الخطيب وعبدالله النيباري، اللذين طالبنا بتخليد ذكراهما! فلا يجب تسمية شارع أو مبنى على الأحياء إلّا أن يكون الحاكم أو رئيس الدولة، أو تسمّى بأسماء الشهداء والأعلام من الأموات.
***
إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي.