مع استئناف هجماتهم البحرية المتوقفة منذ الضربة الإسرائيلية الانتقامية لميناء الحديدة في 20 يوليو الماضي باستهداف ناقلة النفط «جروتون» شرق عدن بصاروخين باليستيين، كشف مصدر في «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري»، أن إيران زادت وتيرة إرسالها الصواريخ والطائرات المسيّرة بعيدة المدى للحوثيين، بعد نجاح مسيّرتها «الشبح» في اختراق الدفاعات الجوية والوصول إلى تل أبيب.

ولفت المصدر إلى أن الأضرار الكبيرة للضربة الإسرائيلية الانتقامية على ميناء الحديدة ومستودعات البترول لم تؤثر على قدرة الحوثيين على تأمين الوقود لمسيّراتهم، إضافة إلى أن طهران قامت بتأمين أخرى، تعمل بالطاقة الشمسية، وتستطيع التخفي من الرادارات والطيران مدة 36 ساعة متواصلة.

Ad

وأفاد بأن الجهاز الهندسي التابع للجيش اليمني بدأ بتجميع هذه المسيّرات على الفور، تمهيداً لاستهداف بنى تحتية إسرائيلية في حال اجتاحت قوات الاحتلال لبنان.

طائرة مسيرة

وأضاف أن هذه المسيّرات التي سُمِّيت نسختها التي تعمل بالوقود «يافا»، والتي تعمل بالطاقة الشمسية «يافا 2»، أثبتت فعاليتها في تجاوز أجهزة الرادارات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية، بحيث لا يمكن كشفها إلا بالعين المجردة فقط.

مسيّرات رخيصة

وأشار إلى أنه عادة يتم إطلاق مسيّرة يافا ضمن سرب من المسيّرات الرخيصة، عندما تكون أجهزة الرادار والكشف في حالة استنفار، لكن فور أن يبدأ إطلاق الصواريخ المضادة ضد هذه المسيّرات، فإن «يافا»، التي يمكنها التخفي عن الرادارات بسبب المواد المصنعة منها، تنفصل عن السرب، وتسير في مسارها المبرمج، إذ لا تعتمد المسيّرة الشبح على نظام التوجيه العالمي (جي بي إس)، بل يتم توجيهها عبر موجات الراديو الأرضية أو أخرى مزروعة تحت الماء كانت إيران قد نشرتها في نقاط مختلفة بالبحرين الأحمر والمتوسط، وتبقى هذه المسيّرات على اتصال بالقيادة حتى آخر لحظة على بعد آلاف الكيلومترات من غرفة القيادة.

وأوضح أن إحدى المشاكل كانت تحركات هذه المسيّرات داخل إسرائيل، إذ إن أصدقاء جبهة المقاومة تكفلوا بزرع أجهزة الاتصال الأرضية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الأشهر الماضية، وبات بإمكان كل صواريخ ومسيّرات الفصائل المتحالفة مع طهران الاستفادة من هذه الأنظمة للعثور على مسارها المستهدف.

وذكر المصدر أن الإسرائيليين يقومون بالتشويش على أنظمة «جي بي إس» في المنطقة، خصوصاً لبنان وسورية، تصوراً منهم أن المسيّرات الإيرانية ستستفيد من هذا النظام الدولي لتتبّع المسارات، لكنهم اكتشفوا أن المسيّرات والصواريخ التي تطلقها «جبهة المقاومة» لا تعتمد ذلك النظام.

وزعم أن كل المسيّرات والصواريخ التي بحوزة جبهة المقاومة في لبنان وسورية والعراق واليمن مجهّزة بنظام تتبّع آلي للمسار، إذ إن المسيّرات الانتحارية المتفجرة تسير في تجاه هدف معين دون الحاجة إلى تغيير مسارها من القيادة الأرضية، والخطأ بالنسبة لهذه المسيّرات لا يزيد على أمتار قليلة، أو إذا ما فقدت مسيّرات التجسس الاتصال بالقيادة الأرضية تستطيع العودة إلى المبدأ دون الحاجة إليها، وكل هذه المسيّرات يمكنها المناورة خلال طيرانها، وتغيير اتجاهها عدة مرات قبل الوصول إلى الهدف، وكلها مجهزة بنظام تفجير ذاتي لتفادي وقوعها بيد العدو.

نقل التكنولوجيا

وادّعى أن الحوثيين وجهاز الهندسة في الجيش اليمني لديهم إمكانات وتقنيات هندسية عالية جداً، وتصنيع هذه المسيرات والصواريخ عادة لا يحتاج إلى تدريب كبير، بل في معظم الأحيان يكفي فقط نقل التكنولوجيا والقطع إليهم، وهم يقومون بكل شيء بسرعة عالية جداً.

وذكر المصدر أن اليمنيين أضحوا حالياً شركاء لإيران في تصدير المسيّرات والصواريخ، إذ إن طهران تقوم بتأمين طلبات بعض الدول الإفريقية عبر اليمن، وليس من الأراضي الإيرانية مباشرة، ويحصل الحوثيون على أرباح مقبولة من تلك الصفقات.

وبينما كشفت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أنها دمرت صاروخاً وقاذفة في اليمن، استأنف الحوثيون هجماتهم البحرية المتوقفة منذ الضربة الإسرائيلية الانتقامية لميناء الحديدة في 20 يوليو الماضي، مستهدفين ناقلة النفط «جروتون» شرق عدن بصاروخين باليستيين، كما تمكنوا من إسقاط مسيرة أميركية متطورة من طراز MQ 9 فوق معقلهم بمحافظة صعدة.

وقال المتحدث باسم القوات الحوثية يحيى سريع: «القوات المسلحة اليمنية استهدفت السفينة Groton لانتهاك الشركة المالكة لها قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة»، مضيفاً أن «قوات الدفاع الجوي أسقطت طائرة أميركية نوع MQ 9 أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء محافظة صعدة».

بدورها، قالت هيئة العمليات البريطانية وشركة أمبري للأمن البحري إن سفينة تجارية تعرضت لقصف بصاروخ على بعد 125 ميلا بحريا شرق ميناء عدن، «لكن لم تُلاحظ حرائق أو تسرب مياه (إلى داخل السفينة) أو تسرّب للنفط»، وأضافتا أن السفينة تبحر باتجاه الميناء التالي. وأشارت تقارير سابقة إلى أن السفينة ربما تعرضت لهجوم لم يعرف سببه، مما أدى إلى نشوب حريق محتمل على متنها. وقالت الهيئة إن هذه السفينة هي نفسها التي تعرّضت لواقعة في وقت سابق على بعد 170 ميلا بحريا شرق عدن، والتي أشارت لها باسم جروتون.