«إن ديموقراطية الحكم كأسلوب حياة وعمل تفرض قدراً واسعاً من تنظيم ‏السلطات العامة وتوزيع أدوارها ضمن رؤية واضحة تحقق الهدف منها، وهذه ‏الرؤية تفرض العديد من الضوابط على السلطتين التشريعية والتنفيذية لضمان ‏تقيّدها بأحكامها. هي ضوابط آمرة لا تبديل فيها ولا مهرب منها، وليس لأي جهة ‏أو سلطة أن تبغي عنها حِولاً أو تنتقدها من أطرافها، أو تسعى للتحلل منها، بل ‏هي باقية نافذة لتفرض كلمة الدستور على المخاطَبين بها، ولتكون قواعده ملجأ ‏لكل سلطة وضابطاً لحركتها وتصرفاتها».

(مشعل الأحمد - أمير دولة الكويت).‏

Ad

‏صاحب السمو أمر بحل مجلس الأمة، وفي خطاب الحل أكد ‏التزامه ومعه جميع السلطات بالديموقراطية وبالضوابط الدستورية ‏التي تحكمها.

ولعل الحرية هي السمة الأساسية للديموقراطية، ‏وحرية التعبير هي الشهادة الحقيقية لديموقراطية النظام... وأعتقد - ‏كما هو واضح وبلا شك على الإطلاق - أن الحكومة خالفت مقاصد ‏صاحب السمو الأمير، ولم تلتزم بالضوابط التي حددها سموه في ‏خطاب الحل، فحل مجلس الأمة لا يلغي هوية النظام ولا قواعد ‏وأصول الحكم، فالدستور الذي علّق صاحب السمو المواد المتعلقة ‏بسلطات مجلس الأمة فيه باقٍ كضابط ومقيّد، حسب وصف ‏صاحب السمو، لجميع السلطات، ومنها السلطة أو الجهة التي منعت إقامة تأبين السيد إسماعيل هنية، حارمةً الآلاف من المواطنين ‏والمقيمين من التعبير السلمي عن حزنهم أو تأييدهم للقضية التي ‏هي أيضاً قضية حكومة الكويت نفسها، ومخالفة لضوابط وقواعد ‏المواد الدستورية التي كفلت حرية الرأي والتعبير.‏

‏محزن ألا يتمكن الإنسان من التعبير عن حزنه، أعتقد أن هذه ‏أقصى درجات الكبت والاضطهاد. وهذا ما مارسته حكومة ‏الكويت يوم أمس، حين حرمت طائفة من المواطنين والمقيمين من ‏التعبير عن حزنهم وألمهم، بعد خضوعها لطلبات ونداءات طائفة ‏أخرى من المواطنين... لعلها - والله أعلم - هي الأقلية المناهضة ‏للتأبين.‏

تأبين السيد إسماعيل هنية ليس من شأن الحكومة ولا المعترضين، ‏لأن النية كانت وربما لاتزال أن يقام في مكان خاص، هو مقر ‏التآلف الإسلامي الوطني، وليس على صدر الحكومة أو أحبابها من ‏المعترضين. المسألة بسيطة جداً... إذا لم يعجبك التأبين فلست ‏مُلزماً بالحضور، ولن تُفرض عليك أيّ من فعالياته... فلمَ ‏الاعتراض ولمَ هذا التصدي العنيف من الحكومة وتوابعها لأمر ‏سلمي وخاص بفئة أخرى من المواطنين؟!‏