بايدن سيمنح نتنياهو ضمانات مشروطة لدفع هدنة غزة
سموتريتش: موت مليونَي غزاوي جوعاً «عادل وأخلاقي»
• مصر تكذب دعاية إسرائيل بشأن أنفاق سيناء
• أردوغان: النظام العالمي رفع راية الإفلاس بشأن الأزمة
• السيسي: المنطقة تمر بمنعطف شديد الخطورة
في محاولة لإنعاش فرص التوصل إلى اتفاق تبادل محتجزين وهدنة قد تفضي إلى وقف النار بغزة بين «حماس» وإسرائيل بعد الضربة المميتة التي تلقتها جراء اغتيال الأخيرة لرئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران الأربعاء الماضي، أفادت أوساط عبرية بأن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم ضمانات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يمكنه استئناف القتال بالقطاع في حال عدم اكتمال المرحلة الثانية من الاتفاق الذي طرحته إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن نهاية مايو الماضي.
والمرحلة الثانية من الاتفاق، بعد الأولى التي توقف القتال 6 أسابيع وفق ما هو مقترح، محل خلاف، حيث تريد إسرائيل استئناف المعارك ضد «حماس» بعد انتهاء المرحلة الأولى، فيما تشترط الأخيرة الحصول على ضمانات بتهدئة مستدامة طالما استمرت المفاوضات بشأن تلك المرحلة.
ووفقاً لصحيفتي يديعوت أحرونوت وهآرتس، فإن واشنطن لم تقدم بعد ضمانات مكتوبة، كما تطالب تل أبيب، لكنها وافقت من حيث المبدأ على تقديم ضمانة إذا تم التوصل إلى اتفاق الهدنة الذي تراهن عليه إدارة بايدن لتبريد أجواء توسع الصراع إقليمياً ليشمل إيران و»حزب الله» بشكل مباشر، بالإضافة إلى «أنصار الله» الحوثية باليمن.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات أمس: «ربما المحادثات الصعبة بين نتنياهو وبايدن ومسؤولين أميركيين قد تؤدي للتقدم نحو التوصل لاتفاق».
جيش الاحتلال يرصد إطلاق 15 صاروخاً من القطاع ويعلن مقتل وزير اقتصاد «حماس»
وليل الأحد ـ الاثنين، جدد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي، يوآف غالانت، دعمه لاتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، «يعيد المحتجزين الإسرائيليين والأميركيين إلى منازلهم».
دعاية وتكذيب
وفي ملف يوصف بأنه أحد أبرز النقاط الشائكة بشأن التوصل إلى صفقة مع «حماس»، أكد رئيس الشعبة الاستراتيجية في الجيش الإسرائيلي، اللواء إليعازر توليدانو، أن قواته «باقية في محور فيلادلفيا»، ولديها مزيد من الخطط حول التعامل مع المنطقة العازلة على الحدود بين غزة ومصر.
جاءت تلك تصريحات على خلاف «الأخبار الشائعة» حول استعداد الجيش للانسحاب من المحور لإنجاح الصفقة المحتملة.
وغداة إعلان الاحتلال العثور على عشرات مسارات الأنفاق تحت الأرض، ومنها نفق يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار في المحور الحدودي، كذب مصدر مصري رفيع المستوى الدعاية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن إسرائيل «تغض النظر عن عمليات تهريب السلاح من داخلها إلى الضفة الغربية لإيجاد مبرر للاستيلاء على أراضي الضفة، وممارسة المزيد من عمليات القتل والإبادة للفلسطينيين».
وأكد أن إسرائيل «لم تقدم أدلة على وجود أنفاق عاملة على حدود القطاع، وتستغل الأنفاق المغلقة بغزة لبث ادعاءات مغلوطة لتحقيق أهداف سياسية.
تجويع أخلاقي!
وفي ظل مقاومة نتنياهو وحكومته للضغوط الداخلية والخارجية الرامية لإبرام الصفقة، اعتبر وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أن موت مليوني فلسطيني في غزة جوعاً «قد يكون عادلاً وأخلاقياً» لإعادة الأسرى الإسرائيليين.
ودعا سموتريتش زعيم حزب «الصهيونية الدينية» إلى تولي جيش الاحتلال مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية الدولية في القطاع المحاصر للعام الـ18، والذي يعيش سكانه البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية. ورأى أنه «من المستحيل تدمير حماس عسكرياً ومدنياً دون السيطرة على المساعدات الإنسانية». وجاء ذلك في خضم أزمات داخلية تضرب عدة دوائر إسرائيلية، إذ انخفضت قيمة الشيكل بـ5 في المئة أمام سعر صرف الدولار، وتراجع مؤشرات الأسهم الكبرى في بورصة تل أبيب بأكثر من 2.3 في المئة مع تنامي مخاطر اندلاع حرب شاملة مع «حزب الله» وإيران، فيما اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين من طائفة الحريديم المتشددين دينياً، الذين يعارضون المشاركة في الخدمة العسكرية الإلزامية أمس.
إفلاس دولي
في غضون ذلك، حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، من أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، مشددا على «ضرورة تضافر جميع الجهود لإنفاذ وقف إطلاق النار بغزة فوراً».
وفي أنقرة أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن النظام العالمي يعاني فراغا خطيرا بالسلطة ومن صفقوا لأكاذيب نتنياهو (هتلر عصرنا) لن يتمكنوا من إزالة هذه البقعة السوداء، معتبرا أن المكان الطبيعي لمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية ليس المنابر البرلمانية، بل قاعات المحاكم، إشارة إلى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ «الكونغرس» الأميركي في يوليو الماضي. وقال أردوغان إن «النظام العالمي رفع راية الإفلاس إزاء الأزمة في غزة».
كما انتقد منصات التواصل في تعاملها بازدواجية مع الأزمة قائلا: «نواجه فاشية رقمية لا تتسامح حتى مع صور الشهداء الفلسطينيين وتحظرها على الفور وتسوق ذلك على أنها حرية».
غزة والضفة
ميدانياً، زعم الاحتلال أنه قتل وزير اقتصاد «حماس» عبدالفتاح الزرعي.
وقال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق 15 صاروخا من جنوب غزة باتجاه عدة مستوطنات، مما تسبب في إصابة إسرائيلي بجروح متوسطة، فيما أعلنت كتائب القسام إيقاع قوة إسرائيلية من 9 جنود بين قتيل وجريح.
وأفادت السلطات الصحية بالقطاع بارتفاع حصيلة قتلى العدوان إلى 39 ألفاً و623 فلسطينياً من بينهم 40 سقطوا أمس في 3 مجازر.
وعلى جبهة أخرى، أرسل جيش الاحتلال تعزيزات إلى البلدات الإسرائيلية الوسطى المتاخمة للضفة الغربية في منطقة هاشارون «خشية تكرار هجوم السابع من أكتوبر» الذي شنته «حماس» من غزة وأشعل فتيل الحرب الحالية.
وفقاً لإذاعة الجيش، فإن هذا يرجع إلى معلومات استخباراتية وردت عن نية لتنفيذ هجمات تسلل فلسطينية من الضفة الغربية في القريب العاجل، بتوجيه من إيران و«حماس».