وسط ترقب عالمي لانطلاق جولة التصعيد المنتظرة في ظل تبادل التهديدات بتوجيه الضربات الاستباقية، كشف مصدر دبلوماسي مطلع لـ «الجريدة»، عن تحذير وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قادة إيران من فخ ينصبه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمنطقة كلها، داعياً إياهم إلى العدول عن الانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مقابل وقف العدوان المتواصل على غزة منذ 304 أيام.
وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن الصفدي، الذي نقل رسالة من الملك عبدالله إلى الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، أمس الأول، شدد خلال اجتماعه الثنائي مع نظيره الإيراني علي باقري كني، على اهتمام عمّان بشدة باحتمال نشوب حرب بين الجانبين، لأنها ستكون في وسط المعركة رغم أنها لا تريد ذلك، ولن تسمح بأن تتحول أراضي المملكة إلى ساحة لتصفية الحسابات.
وأضاف أن الصفدي لفت إلى أن الأردن لن يسمح لأحد باستخدام أجوائه لمهاجمة أي طرف، ناصحاً الإيرانيين بعدم التخطيط لمهاجمة إسرائيل عبر بلاده، مثلما فعلوا في هجوم منتصف أبريل الماضي، لأنها ستتصدى لأي صاروخ أو مسيّرة تعبر من أي اتجاه.
وذكر المصدر أن الصفدي أكد أن هناك أملاً كبيراً بإمكانية التوصل إلى اتفاق دبلوماسي لوقف حرب غزة، متسائلاً عن استعداد إيران لوقف انتقامها فيما لو حدث ذلك.
وبين أن الصفدي عرض استعداد بلاده للعب أي دور وساطة بهدف نزع فتيل الأزمة التي تهدد بإشعال مواجهة إقليمية مدمرة، لافتاً إلى أن رد الجانب الإيراني حمل «نصف قبول» على مقترح مقايضة الثأر، إذ أكد أنه في حال الوصول إلى اتفاق لوقف النار بالقطاع الفلسطيني المنكوب فإن طبيعة الرد على الضربة الكبيرة التي تلقتها طهران ستتغير فقط لكنه لن يمنعها.
وقال إن كني أوضح للصفدي أنه لم يطلع على طريقة تخطيط الأجهزة الإيرانية للرد على إسرائيل، وإذا ما كانت ستشمل الأجواء الأردنية، آملاً أن يراجع الأردن موقفه، لأنه ليس مستهدفاً بالصواريخ والمسيّرات الإيرانية.
من جهة أخرى، علمت «الجريدة» من مصدر آخر بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن الأجهزة الأمنية تبين لها أن 6 من أصل 10 جواسيس كشف عنهم وفد أمني أميركي زار طهران سراً بهدف تفادي اندلاع حرب كبرى بالمنطقة، غادروا البلاد قبل عملية اغتيال هنية الأربعاء الماضي، في حين غادر اثنان يوم الحادث، ولم يُستدل على مكان باقي العملاء المفترضين لـ «الموساد».
وأوضح المصدر أن الأجهزة الأمنية تدرس إصدار مذكرات اعتقال عبر «الإنتربول» الدولي لملاحقة الجواسيس الذين كشفهم الوفد الأميركي كـ «مبادرة حسن نوايا» بعد تنفيذ نتنياهو للضربة الصاعقة دون التنسيق مع إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
وأشار إلى أن الأميركيين أجروا اتصالاً مع الإيرانيين أبدوا خلاله غضبهم الشديد من تسريب خبر زيارة الوفد الأمني الذي انفردت به «الجريدة» في عددها الصادر أمس الأول، وطالبوهم بتكذيب الخبر.
وبحسب المصدر، جدد الأميركيون مطالبة طهران بعدم الرد مقابل الحصول على امتيازات اقتصادية، لكن الإيرانيين أكدوا أن موضوع الرد محسوم ولا جدال فيه، ولكن نوعه وزمانه يمكن أن يختلفا وفقاً للظروف.
وفي حين، جدد قائد الحرس الثوري حسين سلامي تأكيده أن الصهاينة سيتلقون رداً قوياً وقاصماً في الوقت والمكان المناسبين، ملمحاً إلى خطوات تعزز قدرات بلده النووية، ذكرت أوساط عبرية أن نتنياهو وفريقه الأمني ناقشوا احتمال شن ضربة استباقية ضد طهران.
وفي وقت أجرى قائد القيادة الوسطى «سنتكوم» مايكل كوريلا مباحثات مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في تل أبيب التي تتخوف من هجوم «غير متناسب» يشمل مواقع عسكرية ومصالح حيوية ويشعل حرباً شاملة، كشف موقع «أكسيوس» أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ نظراءه في دول مجموعة السبع «G7» أن طهران و«حزب الله» قد يبدآن مهاجمة تل أبيب خلال الـ 24 أو 48 ساعة المقبلة.
وبعد محادثات أزمة مع فريق الأمن القومي للبيت الأبيض، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع العاهل الأردني تهدئة التوتر الإقليمي ووقف الحرب في غزة، مؤكداً شراكة الأردن بوصفه حليفاً في تعزيز السلام والأمن الإقليمي.
السعودية والإمارات وفرنسا تدعو إلى ضبط النفس
تحذير مصري ــ تركي من منعطف شديد الخطورة
دعا الرئيسان الإماراتي محمد بن زايد والفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى ضبط النفس لتجنب التصعيد الإقليمي.
وكتب ماكرون على «إكس»: «أجريت محادثات مع بن زايد وبن سلمان حول الوضع، وندعو جميع الأطراف إلى المسؤولية وضبط النفس لتجنب تصعيد إقليمي. لا مصلحة لأحد في حصوله».
من جانبه، حذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال استقباله وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان، من أن المنطقة تمر بمنعطف شديد الدقة والخطورة، مؤكداً «ضرورة تضافر جميع الجهود لإنفاذ وقف إطلاق النار بغزة فوراً».
بدوره، رأى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن النظام العالمي «رفع راية الإفلاس» إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، معتبراً أن المجتمع الدولي «يعاني فراغاً خطيراً بالسلطة، ونواجه انحداراً في الأخلاق والضمير عالمياً».