غداة يوم عاصف في بنغلادش دفع رئيسة الوزراء الشيخة حسينة إلى الاستقالة والفرار، قرر الرئيس محمد شهاب الدين حل البرلمان والإفراج عن رموز المعارضة، بينما تصاعدت المطالب بتعيين «مصرفي الفقراء» محمد يونس، الحائز جائزة نوبل، على رأس السلطة الانتقالية، بينما لم تستبعد نيودلهي «تورط حكومات أجنبية» في الإطاحة بـ«المرأة الحديدية».
واقترح ناهد إسلام، القيادي الرئيسي في تجمع «طلاب ضد التمييز»، المحرك الرئيسي للاحتجاجات في بنغلادش، اسم الدكتور محمد يونس لقيادة الحكومة المؤقتة، خاصة أنه «يتمتع بشهرة عالمية ومعترف به على نطاق واسع»، فيما أكد آصف محمود، أحد القادة الآخرين في المجموعة، أن المتظاهرين «يثقون بالدكتور يونس».
ولم يستبعد يونس، 84 عاما، في حوار مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، «تلبية هذا الطلب»، مضيفا أنه «إذا قيل لي إن هذه حالة طوارئ وطنية، وإن جميع الاحتمالات الأخرى فشلت، فيمكنني قيادة الحكومة».
ويُعرف يونس، الحائز جائزة نوبل عام 2006، بأنه نجح في انتشال ملايين الأشخاص من الفقر، بفضل بنكه الرائد للتمويل الصغير.
في هذه الأثناء، أعلن رئيس بنغلادش شهاب الدين حل البرلمان، والإفراج عن المعارضين، وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء السابقة، الشيخة خالدة ضياء، التي تم سجنها في قضية فساد عام 2018.
وبينما دعت القوى الغربية إلى «الهدوء» و«الانتقال الديموقراطي» في بنغلادش، أعلن وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار منح رئيسة وزراء بنغلادش السابقة الشيخة حسينة الوقت لتقرير مصيرها، ولم يستبعد تورط حكومات أجنبية في الإطاحة بها.
وقال جايشانكار، خلال اجتماع لزعماء الأحزاب السياسية في البرلمان، إن الهند تحدثت إلى قائد جيش بنغلادش، لضمان سلامة أكثر من 10 آلاف طالب هندي في البلد المجاور، مؤكدا أن الحكومة الهندية تراقب التطورات.
من جهته، ذكر وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ أنه لم يمر سوى يوم واحد على وصول حسينة إلى الهند، وانها في حالة صدمة، وسوف تمنحها الحكومة الوقت للتعافي قبل التحدث معها بشأن قضايا مختلفة، من بينها خططها المستقبلية.
من جهتها، أعلنت الشرطة في بنغلادش «إضرابا عاما إلى أن يتم ضمان سلامة كل أفراد الشرطة»، وطالبت في بيان بـ«الصفح عما قامت به قوات الشرطة للطلاب الأبرياء»، بعدما «أرغم» عناصرها «على إطلاق النار» على المتظاهرين.