أسواق الأسهم العالمية تلتقط أنفاسها... وسط مخاوف
«نيكي» الياباني يرتد 10.2% مسجلاً أفضل أداء يومي منذ أكتوبر 2008
عادت أسواق الأسهم العالمية إلى التقاط أنفاسها خلال تعاملات اليوم، بعد الخسائر الحادة التي تكبدتها يوم الثلاثاء، وسط تساؤلات حول انتهاء موجة البيع والهلع التي تجتاح الأسواق منذ يوم الجمعة الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية، بعد أن شهدت موجة بيع استمرت 3 أيام، وسط مخاوف من تباطؤ محتمل للاقتصاد الأميركي وتقييمات مرتفعة في قطاع التكنولوجيا.
وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة تصل إلى 1.3 بالمئة صباح اليوم، بينما ارتفعت العقود على مؤشر Nasdaq 100 بنسبة 1.8 بالمئة.
وهبطت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات الاثنين، لتواصل خسائرها وسط المخاوف من ركود الاقتصاد الأميركي، والقلق من تأخر «الاحتياطي الفدرالي» في التدخل لدعم الاقتصاد بخفض أسعار الفائدة.
وعند إغلاق التداولات، انخفض «داو جونز» بنسبة 2.60 بالمئة أو 1033 نقطة عند 38703 نقاط، ليسجل المؤشر الصناعي أسوأ أداء يومي منذ خسارة 1276 نقطة في جلسة 13 سبتمبر 2022.
فيما تراجع «إس آند بي 500» بنسبة 3 بالمئة أو 160 نقطة عند 5186 نقطة، وهبط «ناسداك» بنسبة 3.45 بالمئة أو 576 نقطة عند 16200 نقطة.
«داو جونز» يسجل أسوأ أداء يومي منذ سبتمبر 2022 قبل مكاسب العقود الآجلة
وكانت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لانهيار السوق العالمية بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو، يوم الجمعة. ويشعر المستثمرون أيضًا بالقلق من تأخر بنك الاحتياطي الفدرالي في خفض أسعار الفائدة لدعم التباطؤ الاقتصادي، حيث اختار البنك المركزي بدلاً من ذلك إبقاء الأسعار عند أعلى مستوى لها في عقدين من الزمان الأسبوع الماضي.
ورفض صناع السياسات في «المركزي» الأميركي فكرة أن بيانات الوظائف في يوليو التي جاءت أضعف من المتوقع تعني أن الاقتصاد يهوي إلى ركود، لكنهم أشاروا إلى الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة لتجنّب هذه النتيجة.
ويتوقع المتداولون الآن أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة بمقدار 110 نقاط أساس هذا العام، مع توقّع تزيد نسبته على 70 بالمئة لخفض بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر.
قوة الاقتصاد الأميركي ومخاوف الركود
وحول التحول المفاجئ، قال خبراء اقتصاديون ومحللون ماليون لصحيفة وول ستريت جورنال، إن هبوط الأسهم ليس علامة أكيدة على أن الركود قادم، ويرون أنه من السابق لأوانه الشعور بالذعر.
ويعتقد الخبراء أن عمليات البيع الحالية هي نتيجة لاضطرار المستثمرين إلى فك تشابك الصفقات المعقّدة ذات الرافعة المالية العالية، والتي عززت قيم الأسهم بشكل مصطنع.
ووفق الصحيفة، فإن الاقتصاد الأميركي لا يزال وفقاً لمعظم المقاييس في حالة قوية، إذ «يواصل الأميركيون الإنفاق، وينمو قطاع الخدمات، وتظل سوق الأسهم مرتفعة طوال العام، وهي ليست بعيدة جداً عن أعلى مستوياتها على الإطلاق التي سجلتها أخيراً».
مكاسب حادة للأسهم في اليابان
ارتفعت الأسهم في اليابان بشكل حاد اليوم، بعد أن انخفض مؤشر نيكاي 225 ومؤشر توبكس بأكثر من 12 بالمئة في الجلسة السابقة، وكانت أسواق آسيا والمحيط الهادئ الأخرى مرتفعة في الغالب.
وشهد مؤشر نيكاي 225 أكبر خسارة له في الجلسة السابقة منذ انهيار الاثنين الأسود عام 1987 - وكذلك مؤشر توبكس واسع النطاق الذي تراجع بأكثر من 9 بالمئة.
وعند الإغلاق، صعد مؤشر نيكي بنسبة 10.23 بالمئة أو ما يعادل 3217 نقطة إلى 34675 نقطة، مسجلاً أفضل أداء يومي منذ أكتوبر 2008، بعدما فقد 4451 نقطة بنهاية جلسة الاثنين، ليسجل أكبر خسارة يومية في تاريخه، وزاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بنسبة 9.30 بالمئة أو 207 نقاط إلى 2434 نقطة.
وتزامن ذلك مع تحسّن أداء بيوت التجارة اليابانية، وشركات السيارات، والمؤسسات العاملة في قطاع التصدير في ظل انخفاض قيمة الين، حيث قفز سهم «ميتسوي آند كومباني» بنسبة 10.43 بالمئة إلى 2690 يناً، وصعد سهم «سوفت بنك» بنسبة 12.06 بالمئة إلى 7172 يناً.
كما ارتفع سهما «هوندا موتور» بنسبة 14.70 بالمئة إلى 1435 يناً، و«رينيساس إلكترونكس» بنسبة 19.06 بالمئة إلى 2220.5 يناً.
ونجحت الأسهم الصينية في تجنّب الخسائر التي تعرضت لها نظيراتها العالمية يوم الاثنين، لتنهي تعاملات أمس، مرتفعة بفضل توقعات زيادة إقبال المستثمرين على أسواق بكين.
وارتفع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.23 بالمئة إلى 2867 نقطة عند الإغلاق، وزاد مؤشر شنتشن المركب بنسبة 1.18 بالمئة إلى 1567 نقطة.
وبينما استقر مؤشر سي إس آي 300 عند 3342 نقطة، تراجع مؤشر «هانغ سينغ» بنسبة 0.31 بالمئة، أو ما يعادل 51 نقطة إلى 16647 نقطة.
انتعاش الأسهم في أوروبا
انتعشت الأسهم الأوروبية اليوم، بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في 6 أشهر بالجلسة الماضية، مقتفية أثر التعافي في الأسواق الآسيوية وبدعم جزئي من سلسلة نتائج أعمال أعلنتها شركات.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8 بالمئة، بعد أن سجل أمس أكبر سلسلة انخفاضات حادة استمرت 3 أيام منذ يونيو 2022، وأغلق دون مستوى 500 نقطة لليوم الثاني.
وارتفع المؤشر نيكي الياباني 9 بالمئة، بعد أن شهدت الأسواق في الجلسة الماضية أكبر انخفاض خلال يوم منذ 1987، وفقاً لـ «رويترز».
تذبذبات الأسواق لم تنتهِ بعد
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة NeoVision لإدارة الثروات، د. ريان ليمند، إن تذبذبات الأسواق لم تنته بعد، وستستمر إلى ما بعد الانتخابات الأميركية، لعدة أسباب منها تفكيك عمليات الـ «carry trade» على الين الياباني، وهي عبارة عن الاقتراض بالين بفائدة صفر وتحويلها إلى الدولار، وتقدر قيمتها بتريليونات الدولارات.
وأضاف في مقابلة مع «العربية Business»، أن شركات الوساطة الأميركية هي الأكثر استخداما لعمليات الـ «carry trade»، ومع ارتفاع الين تسجل تلك العمليات خسائر، بعد رفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس.