على مدى قرن شكل الابتعاث الطلابي لاستكمال التحصيل التعليمي العالي أحد التوجهات الثابتة للكويت باعتباره استثماراً وطنياً في الرأسمال البشري.

ويعود تاريخ الابتعاث الطلابي في الكويت تحديداً إلى عام 1924 الذي شهد أول بعثة كويتية تعليمية مكونة من سبعة طلاب إلى الكلية الأعظمية ببغداد. وضمت البعثة آنذاك الشيخ فهد السالم الصباح ومحمود الدوسري وخالد العدساني وأحمد العلي وعبدالكريم العلي وعبدالله العبدالجليل وسلمان العنزي.

Ad

وعلى مدى 100 عام من انطلاق البعثة الطلابية الأولى شكلت البعثات التعليمية في الكويت مساراً متنامياً وسط اهتمام بمراجعة دائمة لقائمة دول الابتعاث والجامعات بما يضمن جودة التعليم ومخرجاته.

وتتماشى الحاجة إلى مراجعة سياسة الابتعاث ومعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه الطلبة المبتعثين مع تطلع الكويت إلى بناء قاعدة شبابية ملمّة بعلوم المستقبل لتحقيق رؤية «كويت جديدة 2035» وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة وتوفير بيئة تعليمية محفزة للابتكار والإبداع.

وترصد الكويت ميزانيات كبيرة دعماً لطلبة البعثات، إذ يستحق طالب البعثة عند الإيفاد مخصص الالتحاق بمقر البعثة إضافة إلى المخصصات الشهرية التي تراعي المستوى المعيشي في كل دولة. كما يمنح طالب البعثة المتميزة (أ) مكافأة شهرية إضافية تعادل 50 في المئة من المكافأة الشهرية للبعثات، ويمنح طالب البعثة المتميزة (ب) مكافأة شهرية إضافية تعادل 25 في المئة من المكافأة الشهرية للبعثات.

البعثات الخارجية والداخلية

واعتمدت وزارة التعليم العالي في السادس من يوليو الماضي أسماء الطلبة المقبولين في خطة البعثات الخارجية الأصلية للعام 2024/2025 والبالغ عددهم 3325 طالباً وطالبة. وفي نهاية يوليو الماضي، اعتمدت الوزارة خطة البعثات الداخلية للحاصلين على الثانوية العامة أو ما يعادلها للفصل الدراسي الأول 2025/2024.

ومن المرتقب أن تضع دراسة حكومية مؤشرات تنفيذ خطط الابتعاث السنوية سواء لجهة الإقبال أو الانصراف عن التخصصات المختلفة تحت المجهر علاوة على تتبع حالات التعثر الدراسي أو الإلغاء للبعثة وأسبابها مع تحديد التخصصات التي تأثرت بذلك.

ودأبت البلاد على توفير مقاعد طبية في عدد من دول الإيفاد ضمن خطط البعثات السنوية لزيادة فرص الطلبة الراغبين في دراسة التخصصات الطبية في الجامعات الموصى بها بغية تعزيز المنظومة الصحية بتخصصات طبية بجودة وكفاءة عاليتين.