ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي، في دورته الـ 16، اختتمت ورشة «عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المكتبات»، التي أقيمت على مدى 3 أيام في مكتبة مركز عبدالعزيز حسين بمنطقة مشرف، وقدّمها أمين سر جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية، موجه المكتبات في وزارة التربية مشعل العنزي.

وذكر العنزي، أن محتوى الورشة اشتمل على تعريف الذكاء الاصطناعي ومراحل تطوره، وأمثلة من استخداماته في حياتنا، ولماذا علينا أن نستخدمه في المكتبات، ونماذج من أدواته المستخدمة، وتطبيق عملي لمشروع باستخدام الذكاء الاصطناعي يخدم المكتبات.

Ad

وذكر أن الذكاء الاصطناعي ليس وليد 2020 أو الألفية الحديثة، لكنّه كان منذ أعوام سابقة أو ما قبل 1960 خصوصاً، حيث إن عالم الحاسوب والرياضيات، آلان تورنغ، تكلم عن تعلّم الآلة (Machine Learning).

وحول تعريف الذكاء الاصطناعي، قال العنزي، إنه «تقنية تحاكي الذكاء البشري على أداء المهام، ويمكنه بشكل متكرر تحسين نفسه استناداً إلى المعلومات التي يجمعها»، وعن مراحل تطوره قال إنها تضمنت الآتي: حل مسائل رياضية وتطبيقها على لعبة الشطرنج، مرحلة تحليل البيانات والتعلم الآلي وإعطاء نتائج، معالجة اللغة الطبيعية وتطور التعلم العميق (Deep Learning)، أما مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي، فبدأ العنزي حديثه بتساؤل: هل سيلغي العنصر البشري أم سيقضي على مواضيع أخرى؟ ليجيب أنه ليس من السهل إلغاء العنصر البشري، ومستحيل الاعتماد على الآلة في كل شيء، وأعطى أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في المكتبات، ومنها في الخرائط الذكية مثل Apple Maps، Google Maps منصات التسويق الحديثة Shein، Social Media Apps.

وتطرّق العنزي إلى أنه في اليوم الثاني من الورشة تم تدريب المشاركين على كيفية تنفيذ مشروع من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، مبيناً أن هذا المشروع يخدم مراكز المعلومات والمكتبات، سواء كانت مدرسية أو مكتبات عامة، أو مراكز الأرشفة، لافتاً إلى أن المتدربين تدربوا على برمجة نظام آلي متكامل، وأخيراً في اليوم الثالث تم تقسيم المشاركين إلى مجموعات، حيث قامت كل مجموعة باختيار مشروع وتنفيذه من الذكاء الاصطناعي، والنتيجة هي إنجاز مشروع متكامل يتم العمل عليه بشكل أكبر.

من جانب آخر، تحدث العنزي عن أهمية الذكاء الاصطناعي في المكتبات، وأعطى مثلاً وهو عند دخول المستفيد إلى المكتبة يحتاج أن يسأل عن مصادر المعلومات الموجودة، وقد لا يعطي أمين المكتبة المعلومة بشكل دقيق، لأنه لم يقرأ جميع الكتب، لكن من خلال الذكاء الاصطناعي يمكن عمل الخدمة المرجعية الآلية التي تقوم بقراءة الكتب كاملة، وهو يكون بمنزلة الدليل الإرشادي والمرجعي للمستفيدين من خلال الأسئلة لتوفير الوقت والجهد على المستفيد، أو لخدمة الباحث الذي لا يستطيع الوصول الى المكتبة، مبيناً أن هذه الخدمة متوافرة في مكتبة جامعة ستانفورد.

كذلك ذكر العنزي أن هناك خدمة الإعارة الآلية، حيث تعتبر خدمات الإعارة واحدة من أهم الخدمات العامة التي تقدمها المكتبات ومراكز المعلومات وأحد المؤشرات المهمة على فعالية المكتبة وعلاقتها، مبيناً أنه عند القيام بهذه الخدمة سنعرف اهتمامات أو مؤشرات الأداء (KBI) لمستفيدين في المكتبة، وكيفية تنمية مجموعة المكتبة، وأيضاً اختيار مصادر المعلومات التي تحتاج إلى أن يكون لديك الأتمتة لطريقة لإعارة، حيث متابعة الاهتمامات لتصنيع العلوم المختلفة.

وأضاف أن هناك الفهرسة الآلية التي تحتاج إلى شخص متدرب في قسم الإعداد الفني، كذلك يتعين أن يكون ملمّاً جداً بعلوم الفهرسة الوصفية والتحليلية، موضحاً أن تلك الأمور من خلال الذكاء الاصطناعي، وفور أن تبعث له عنوان الكتاب سيمدك برقم التصنيف.

أما من ناحية التحليل الاستباقي، فأوضح أن يمكن معرفة اهتمامات وميول الشخص قبل أن يطلب الكتب من خلال متابعة طريقة قراءته أو زيارته أو إعارته، وغيرها من المعلومات التي تنبئ بأن هذا الشخص يهتم بعلوم محددة.