أبداً ليس حماساً في غير محله، بل هي خواره وارتجال عنترية سلطوية ما كان يجب أن تحدث، المقصود هو القرار والتعميم القراقوشي لوزارة التجارة والصناعة بإيقاف جميع تراخيص الوافدين «وعدم السماح بدخول أي منهم، إلا إذا كانت إقامته وفقاً للمادة 19»، هكذا وبجرة قلم قررت هذه الوزارة بكل نكدها إصدار التعميم الذي سيطفّش الوافدين وشركاءهم الكويتيين الصغار من سوق الاستثمار والعمل، وأرض الله واسعة في السعودية والإمارات وبقية دول الخليج غير المبتلاة بعقدة «كتابنا وكتابكم ووقع وتعال باجر لما يأتي رئيس القسم ولا الوزير».
ما مناسبة مثل هذا القرار، ومثل هذا التعميم، الذي صدر فجأة، وكأن هناك مناسبة احتفالية تريد حكومة لجان الدراسة وكتابنا وكتابكم إدخال الفرح في قلوب الناس، فغمتهم أياً كانوا من صغار المستثمرين الكويتيين أو شركائهم الوافدين الذين لا يملكون مئة ألف دينار؟ إذا كان مثل هذا الوافد يملك أكثر من هذا المبلغ ومازال باقياً في الكويت من عقود، فلا شك في غبائه، إن كان سيستثمر في بلاد كتابنا وكتابكم، وإمبراطورية احنا أبخص.
لماذا قرار القرادة هذا؟ وما الفائدة التي ستعود على الدولة وأهلها منه، بعد صدوره بتلك الصورة؟ وهل فكرت يا معالي الوزير - ومعك حكومتك الحصيفة - في أثر هذا القرار على أصحاب رؤوس الأموال البسيطة من المواطنين؟! هل كانت دراسة عقلانية لخبرائكم قبل نشر هذا التعميم وإعماله؟ وهل فكرت الوزارة قليلاً في الجوانب السلبية لمثل هذا القرار في وقت ثقبتم آذان البشر عن تشجيع الاستثمار الأجنبي الكبير؟ هل مثل هذا القرار يعني أن شركات الاستثمار الأجنبية العالمية ستهرول لكم وتوفر آلاف فرص العمل لخريجي كليات الشريعة والحقوق وإدارة الأعمال والتاريخ والجغرافيا والبزنس... وغيرها من مخرجات التعليم العظمى في امبراطورية مع حمد قلم؟!
غطيني يا صفية، غطيني يا سبيكة... وانفخ يا شريم.