مع تساقط أمطار الخير على الكويت فجر أمس، هطلت معها دعوات نيابية عكرت صفوها وكان كل همها ركوب «ترند» الشعبوية، عبر مطالبتها بتعطيل الدراسة في جميع مدارس البلاد، إذ مارس عدد من النواب ضغوطاً كبيرة على وزارة التربية عبر تغريدات نادوا فيها بإغلاق المدارس، غير مكترثين بما يترتب على ذلك التعطيل من ارتباك مواعيد الاختبارات ولا ضياع الفاقد التعليمي ولا تأخر المعلمين عن إنجاز مناهجهم في الوقت المحدد، مما يعكس النظرة الواقعية لهؤلاء النواب تجاه التعليم وقيمته في البلاد.

وتعكس هذه الدعوات، التي تضع التربية في مواجهة أولياء الأمور وكأنها لا تستهدف مصالح أبنائهم، معززة لثقافة الهروب من المسؤولية في حال لبت الوزارة دعواتهم التي تحمل كثيراً من اللامبالاة بأهمية التعليم الحضوري، لا سيما مع تدني مستوى التعليم في مدارسنا وجامعاتنا، ومعاناة الكويت تلك الهوة السحيقة في مستويات أبنائها التعليمية مقارنة بدول الجوار وغير الجوار.

أما ورقة التوت التي وضعوها لمداراة نظرتهم المتدنية إلى التعليم، فكانت اقتراحهم باستبدال التعليم الحضوري بالتعليم الأونلاين، رغم أنهم يدركون كما ندرك ويدرك الجميع، أن ذلك النوع من التعليم الإلكتروني كانت عليه ملاحظات جمة، وزاد فجوة الفاقد التعليمي لدى الطلاب، باعتراف الطلبة وأولياء الأمور وحتى المعلمين كذلك.
Ad


من جانبها، كشفت مصادر تربوية لـ «الجريدة» أن معظم المدارس كانت في وضع جيد أمس، حيث انتظمت فيها الدراسة بشكل طبيعي، ولم تسجل فيها أي طوارئ باستثناء حالات بسيطة جرت معالجتها بالتعاون والتنسيق مع وزارة الأشغال وفرق الطوارئ.

وبينما قالت المصادر إن بعض أولياء الأمور آثروا غياب أبنائهم عن المدارس بسبب الأمطار، ووصل الغياب إلى نحو 30 في المئة من طلاب بعض المدارس في «المناطق الحرجة»، أكدت أن الدوام المدرسي استمر بشكل طبيعي دون صدور أي تعليمات بتعطيله.

وأشارت إلى أن وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد العدواني كان على تواصل أمس مع قياديي «التربية» ومسؤولي المناطق التعليمية لمعرفة أوضاع المدارس والتأكد من سلامة الطلبة، مبينة أن الوزارة فعلت خطط الطوارئ والتواصل مع إدارة الأرصاد الجوية لمعرفة الحالة المطرية وتطوراتها لتحديد خيارات التعامل في هذا الصدد.
SMS
نوابنا الأفاضل... من غير المعقول أو المقبول، مع كل هبة هواء أو زخة أمطار تتعالى أصواتكم بضرورة تعطيل الطلبة عن الدراسة، وكأن الذهاب إلى المدارس للترفيه عن النفس!.


يا نواب الأمة؛ التعليم أساس بناء المجتمعات، فكفاكم لعباً بهذا الأساس، وكفاكم تدخلاً بعمل السلطة التنفيذية الأكثر حرصاً على سلامة طلبتنا ومستقبلهم.