تضامن إسلامي بمواجهة جرائم الاحتلال... وسباق لاحتواء التصعيد
نتنياهو يدعو شعبه للصبر
• السنوار لن يوقف التفاوض
• خطط بايدن تصطدم بمعارضة عربية
على وقع السباق الدولي والإقليمي الهادف لمنع انفجار الأوضاع بالمنطقة واحتواء التصعيد، عقدت منظمة التعاون الإسلامي جلسة طارئة على المستوى الوزاري في جدة لبحث الجرائم المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني واغتياله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية واعتداءاته على سيادة إيران.
وقال الأمين العام للمنظمة، حسين ابراهيم طه، في اجتماع وزراء الخارجية «تصرفات الكيان الصهيوني انتهاك للأمن القومي الإيراني وسيادة إيران وللقانون الدولي»، مضيفاً: «ندين جريمة إسرائيل البشعة في طهران وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وعدوانها الذي تهدد به السلم والأمن الإقليميين».
بدوره، أكد القيادي الحمساوي أسامة حمدان أن التفاوض بشأن وقف حرب غزة وتبادل الأسرى مع الاحتلال عبر الوسطاء سيستمر تحت قيادة يحيى السنوار. وقال حمدان في تصريحات أمس: «موضوع التفاوض كان يُدار بقرارات القيادة، والسنوار الموجود في غزة لم يكن بعيداً عن التفاوض، بل هو حاضر في تفاصيله». وأضاف: «المشكلة في التفاوض ليست التغيير الذي جرى في الحركة، بل بإسرائيل ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وفي أميركا التي لم تكن صادقة لا في وساطتها ولا في محاولتها الدفع لوقف إطلاق النار».
وأوضح أن السنوار سيظل ملتزماً بالعمل من أجل وقف إطلاق نار، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع وإنهاء حصاره وإعادة إعماره، ثم تبادل الأسرى.
وفي حين رأى مسؤول كبير في الحركة أن تعيين السنوار يشكّل «رسالة قوية للاحتلال مفادها أن حماس ماضية في نهج المقاومة»، هنّأ «حزب الله» السنوار قائلا إن تعيينه يبعث «رسالة قوية للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفاؤها بأن الحركة الفلسطينية موحدة وعازمة على المُضيّ في طريق المقاومة والجهاد مهما بلغت التضحيات».
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن تعيين السنوار سبب إضافي لتصفية سريعة ومحو «المنظمة الحقيرة من الخريطة».
وحثّ رئيس وزراء إسرائيل مواطني بلده على الصبر والهدوء، ووعدهم بالمضي على طريق النصر، مؤكداً أنه يعلم أنهم في «حالة تأهب» جراء التهديدات، مشددا على أنه مستعد «للدفاع والهجوم على حد سواء، ونضرب أعداءنا».
في موازاة ذلك، حذر وزير الدفاع يوآف غالانت من أن «حزب الله» يجر لبنان إلى دفع أثمان باهظة، فيما طالب وزير الطاقة، إيلي كوهين، بالتحرك بأكبر قوة ضد بيروت.
وغداة مناقشة الرئيس الأميركي جو بايدن وأمير قطر تميم بن حمد، هاتفيا، مستجدات الوساطة بشأن هدنة غزة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن واشنطن أبلغت الإيرانيين والإسرائيليين بشكل مباشر بوجود توافق للآراء بالشرق الأوسط على ضرورة عدم تصعيد الصراع، ورأى بلينكن أن «السنوار كان ولا يزال صانع القرار الرئيسي فيما يتعلق بإبرام صفقة وقف إطلاق النار».
مصر تحث إيران على ضبط النفس وتطالب أوروبا بمعالجة أسباب التصعيد الحقيقية
خطة بايدن
وفي وقت تكثّف الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية وضغوطها الدبلوماسية لاحتواء الضربة الانتقامية التي تهدد طهران ومعها «حزب الله» بتوجيهها إلى إسرائيل للثأر لهنية وللقيادي بالجماعة اللبنانية فؤاد شكر، رأى خبراء أن مساعي البيت الأبيض تصطدم بما وصف أنه عرقلة من نتنياهو، بجانب قرار «حماس» تعيين السنوار المطلوب الأول لدى الدولة العبرية زعيماً للحركة خلفا لهنية.
وأمس سرّب الإعلام الأميركي أن إسرائيل أبلغت واشنطن بالمسؤولية عن اغتيال هنية بطهران، رغم أنها لم تعلن ذلك رسمياً أو تنفيه، وهو ما قوبل بغضب من البيت الأبيض.
وفي انتكاسة أخرى لجهود واشنطن الأوسع بشأن معالجة الأزمة التي تهدد بإشعال المنطقة برمتها، كشف مسؤول عربي ومصدر ثان مطّلع على الأمر أن الأردن وقطر والسعودية رفضت طلبات المساهمة بقوات في قوة حفظ السلام بغزة ما بعد الحرب، حيث تسعى إدارة بايدن إلى استبدال حكم «حماس» للقطاع بإدارة تتبع السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية المحتلة وبدعم من قوى إقليمية وعربية، في خطوة تمهد لمسار سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ونقل تقرير عبري عن المسؤول العربي أنه سيُنظر إلى هذا النوع من القوات على أنها «تحمي إسرائيل من الفلسطينيين»، موضحاً معارضة عمان والدوحة والرياض لها.
وفي وقت سابق، أفادت تقارير بأن مصر والإمارات أعربتا عن استعدادهما للمشاركة في بعثة مؤقتة لإدارة القطاع المنكوب، لكن بشرط أن تقودها الولايات المتحدة، وبهدف التمهيد إلى حل الدولتين.
تحذير وتهدئة
وبينما تواصلت التحذيرات الدولية من غرق المنطقة في حرب شاملة، وجددت عدة شركات طيران وقف رحالاتها من بيروت وتل أبيب والأردن والعراق وإليها، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أن إيران لن تبقى صامتة أبدا في مواجهة العدوان على مصالحها وأمنها، وطمأن بأن تفادي الحرب وجهود إرساء السلام والأمن العالمي مبادئ أساسية.
وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إنه تحدث مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، لتنبيهه من أن أي هجوم إيراني ستكون له عواقب مدمرة وكارثية على المنطقة. واعتبر أنه يجب على إيران وجميع الأطراف وقف التصعيد بشكل عاجل وفوري.
في هذه الأثناء، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبدالعاطي، خلال لقاء مع قائد العملية البحرية الأوروبية لتأمين الملاحة بالبحر الأحمر، ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية لحالة التصعيد غير المسبوق بالمنطقة، وهي استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة وسياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة دول المنطقة. وشجع الوزير المصري نظيره الإيراني بالوكالة، خلال اتصال هاتفي، على ضبط النفس، تجنبا لتوسيع رقعة الصراع.
وفي قت سابق، حذّر عاهل الأردن، الملك عبدالله الثاني، الثلاثاء، خلال اتصالات هاتفية بالرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو من «خطورة توسع دائرة الصراع في الإقليم».
في غضون ذلك، ارتفع عدد قتلى العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 39677 من بينهم 24 شهيدا سقطوا خلال الساعات الـ 24 الماضية.