أطلق عازف البيانو د. عبدالله خلف، الحائز جائزة الدولة التشجيعية في مجال التأليف الموسيقي لعام 2020، ومؤسس مركز ميوزيكولوجي لتعليم البيانو وصاحب كتاب «أساسيات العزف على آلة البيانو»، مقطوعة جديدة بعنوان صحوة (Awakening)، أخيراً.

وبهذه المناسبة، قال د. خلف إنه يحاول ترجمة حالة شعورية من خلال العمل الموسيقي، لافتاً إلى أن العمل يعبِّر بشكل غير مباشر عن حالة الصحوة التي انتشرت في العالم تجاه القضية الفلسطينية، معلقاً: «جميعنا شهدنا وما زلنا نتابع مشاهد يصعب علينا وصفها، وقلوبنا مع إخواننا في فلسطين، وكوني موسيقياً، فتلك هي الطريقة التي أستطيع أن أعبِّر بها عن هذا الحدث، فالموسيقى هي المتنفس الذي استخدمه لترجمة مشاعري، ومن هنا وُلدت (صحوة)».

Ad

وعما إذا كان من الممكن أن يكون عنوان المقطوعة تلميحاً لأحداث مستقاة من الواقع، قال: «طبعاً، فهذا هو الفرق بين الموسيقى المجرَّدة والموسيقى المبرمجة، فالموسيقى المبرمجة يعطي فيها المؤلف عنوان program، حيث يساعد المستمع على تتبع الفكرة المزروعة داخل العمل، وعنوان (صحوة) كان الأقرب لقلبي، ولوصف الحالة التي كنت أحاول ترجمتها موسيقياً. واكتمل جمال الوصف مع فريق التصوير الرائع المكون من مجموعة من الأصدقاء، هم: عبدالله الكندري، ومساعد المطيري، وزكريا الشواف، فلهم كل الشكر والامتنان على هذا المشهد الدرامي الذي استطاع التعبير عن العمل الموسيقي».

وعن النص الموسيقي، وعما إذا كان له أبعاد مثل النص الدرامي أو المسرحي، أوضح د. خلف: «بالطبع، لكن بشكل مختلف تماماً. الفرق الأساسي هو نوع اللغة المستخدمة، فالموسيقى لغتها عاطفية تخاطب الشعور، وليس المعنى الحرفي للكلمة، كما في النصوص الأدبية. النص الأدبي يعطينا معلومات صريحة متفق عليها تحدد لنا الأبعاد، وتبيِّن لنا المسار الذي سوف يسلكه الكاتب أو الممثل في العرض. أما النص الموسيقي، فيعطينا شعوراً فقط، وهو المسار الذي يحدد لنا نوع الرحلة التي سوف نسلكها خلال العمل الموسيقي، رحلة في المشاعر، والأجمل بالموسيقى التي لا تحتوي على نصوص أدبية هو إتاحة المجال لكل شخص بمجرد أن يشعر بالعاطفة أو الشعور الكامن بالعمل الموسيقي أن يوظف هذا الشعور لخلق رحلة خاصة به، فكل مستمع أو عازف للعمل يستطيع أن يعيش قصة مختلفة تعبِّر عنه وعن تجاربه في الحياة وعن اللحظة الشعورية الخاصة به».

وعن الفرق بين عمله الجديد والأعمال التي سبقته، أكد: «كل عمل موسيقي بالنسبة لي هو تعبير عن مشاعري وصوتي، وهذا يُعد الفرق الأساسي، فمثلاً في مقطوعة (حنين للماضي) كنت أعبِّر عن حالة شعورية تشتاق للماضي، وكانت الموسيقى فيها للبيانو والأوركسترا. في مقطوعة (سراب) أحببت أن أوصل للمستمعين رفضي للنظرة الاستشراقية من الغرب للعرب، نظرة وهمية خلقوها وصدَّقوها وسوَّقوها. وفي مقطوعة (دائرة الحياة) أحببت تقديم عمل روحاني يصف الحياة كدائرة يمر فيها الإنسان بتقلبات ومراحل. ولوصف الروحانية التي أسعى لها بالعمل لم أجد أجمل من إضافة صوت رائع مثل صوت الشيخ المنشد إيهاب يونس، إضافة إلى أبيات للشاعر بهاء الدين زهير».

وفي الختام، كشف د. خلف أن هناك أكثر من عمل يحضِّر له، وسوف تكون مختلفة عن الأعمال السابقة التي قدَّمها، منها عمل بعنوان «رواية قصيرة»، سوف يتم تصويره قريباً.