التطورات المتسارعة مع وتيرة اشتعال النيران الملتهبة التي لا يزال الكيان الصهيوني يمارسها ويوجهها ما بين الحين والآخر من هنا وهناك تنذر بمرحلة قادمة أشد خطراً على المنطقة بأكملها، وهو سيناريو يتم ترتيب أجنداته بين الحين والآخر بتعاون الدول الداعمة للصهاينة، فلا تزال غزة تئن من دمار هذا الطغيان الذي واجهه العالم بالتنديد والاستنكار فقط، في حين أن النيران تطول لبنان الذي يسعى هذا الطغيان لإشعال الفتنة وإدخاله في حرب أهلية دفع هذا البلد ضريبته أعواماً عديدة ولا يزال أثر التدهور في أوضاعه بعد أن كانت شجرة الأرز تنمو وتمد ظلالها على عروس الشرق الأوسط.
فالممارسات الإجرامية التي أصبحت حالة اعتاد عليها العالم وهم يشاهدون المجازر اليومية لم تستطع أي آلة عسكرية إيقافها أو مواجهتها رغم المقاومات التي لا تحرك ساكنا تجاه الكوارث والدمار الذي فاق العقل والمنطق في غزة وضواحيها، فعدد الشهداء في ازدياد، وحجم الدمار يتسع، والأنظار تتجه الى الخلافات الجانبية وغيرها من المناسبات التي تشكل وصمة عار على جبين المجتمعات الدولية التي رغم إداناتها واعترافها بجرائم الاحتلال فإن اللوبي الصهيوني يتمدد ويتوغل داخلها ليسيطر كالعادة على القرار، ولا يعترف بالقرارات ولا يعطيها اي اعتبار، ورغم محاولة تبسيط بعضهم للمرحلة القادمة واعتبار ما يواجهه لبنان مجرد مناوشات فإن القادم أعظم وأخطر طالما أن المخطط مستمر والسيناريو يسير وفق الأهواء الصهيونية.
والراصد للتطورات سيرى ما يلوح في الأفق خلال المرحلة القادمة من استمرار الجرف العبري الذي يدير المشهد بإثارة الزعزعة والفوضى وإشغال العالم بأمور جانبية تبعد الأنظار عن مخططاته وجرائمه المستمرة، فأصبحنا كل يوم ننتظر إحصائية أعداد القتلى والمناطق المتضررة والصواريخ المتجهة والأحداث المؤسفة والنيران المستعرة، فإلى متى سيستمر هذا السيناريو؟ والى أين سينتهي به المطاف؟ وهل ستبقى المجتمعات الدولية على حالها بعقد المؤتمرات والاجتماعات والتنديد والاستنكار في حين ما يدار في الغرف المغلقة أمر مختلف بتاتا عما هو معلن؟
ان الوضع المتفجر الذي لا يبشر بالتفاؤل بحل فتيل هذه الأزمات سيبقى على حاله بانتظار القادم من الأيام، رغم أن آلة القتل مستمرة في حصد العديد من الضحايا.
آخر السطر:
من يصفق اليوم للصهاينة سيبكي غداً.