المتيقظون!
أثارت احتفالات افتتاحية الأولمبياد حفيظة ملايين من البشر، فقد كانت بمنزلة استعراض مقزز للمتحولين والشواذ جنسياً الذين استهزؤوا بالديانة المسيحية عن طريق تمثيل العشاء الأخير بأبشع صورة، ولحسن الحظ فقد تم حذف فيديو «الاحتفال» من منصة اليوتيوب بسبب كثرة التعليقات السلبية عليه (صحيفة الديلي ميل، 24 يوليو 2024) وهو برأيي مؤشر جيد على إجماع البشر من مختلف الأقطار على بشاعته وسوء المقصد منه.
لكن للأسف فإن هنالك العديد ممن يرون أن هذا الاحتفال رمز للتطور ونصرة لهذه الفئة «المظلومة» من البشر، أولئك غالباً ما يطلق عليهم اسم «المتيقظون» (woke) على الرغم من أنهم أقرب ما يكونون إلى السبات! تراهم يدعمون كل ما هو ضد الفطرة والطبيعة ويستخدمون الصوابية السياسية لقمع أي رأي آخر مخالف لآرائهم الجنونية، ثم ينعتون الآخرين بعد ذلك بالتطرف! إن كنتم تعتقدون أن هذا الفكر البشع يقتصر على فرنسا فقط فإنكم مخطئون! فإن جرثومة «التيقظ» أصبحت أسلوب حياة في العالم الغربي بأكمله.
يوجد «المتيقظون» بكثرة في العالم الغربي، لكنهم بازدياد في العالم العربي مع الأسف، فهذه الأجندات مستشرية في كل ما نراه من مسلسلات على «نتفليكس» أو أفلام هوليودية أو محتوى على «السوشال ميديا».
وهي أجندة ممنهجة عملت على مدى عقود طويلة على تطبيع الانحلال الأخلاقي وهدم مؤسسة العائلة، ففي البداية كان أسلوب الاستعطاف هو السائد، فالمثليون قد «وُلِدوا هكذا»، ثم بدأ المثليون بالمطالبة بـ«حق» الزواج في الكنيسة، وها هم الآن يقومون باستهداف الأطفال بشكل علني عن طريق الكتب في المدارس وأفلام الكرتون والترويج لعمليات التحول الجنسي للصغار وإعطائهم هرمونات الجنس الآخر.
والمثلية هي مجرد ذراع من عدة أذرع لهذه الأجندة، كالنسوية المتطرفة التي تقصي الرجل والانحلال الأخلاقي والأطعمة المصنعة والإعلام التدميري وغيرها الكثير مما لا يسعنا ذكره في هذا المقال، وسيتم تناوله في المقالات القادمة. ومن الجدير بالقول هنا أننا نحترم إنسانية الجميع دون تنمر أو تمييز، لكن هنالك فرق بين أن يكون السلوك المثلي الاستثناء بسبب خلل بيولوجي أو ما شابه وبين أن يكون القاعدة وأسلوب حياة يتم الترويج له بشتى الطرق الاستفزازية.
وللأسف بدأت الصوابية السياسية بالتفشي حتى في الأوساط «المثقفة» والمتفتحة في الكويت، فلم يعد يسعني قول رأيي بصراحة عن هذه الفئة أو عن النسوية المتطرفة التي يعتنقها الغرب حالياً دون أن تتم مهاجمتي أو إقصائي (cancelled) بصورة شخصية غير عادلة.
وعند زيارتي للمدن الكبرى في العالم الغربي لاحظت مدى تهميش الرجل وإضعاف دوره بصورة كبيرة، مما جعلني أتساءل: من سيدافع عن هؤلاء إذا اندلعت حرب ما، وهو الأمر الوارد جدا؟ ومن سيقوم بتلك الأعمال الشاقة من بناء وتوليد كهرباء ومجارٍ؟ أما السؤال الأهم فهو: ماذا سيحدث إن تآكلت منظومة القيم الدينية والأخلاقية لدينا تحت وطأة تلك الأجندات المرعبة؟
للحديث تتمة في المقالات القادمة.