لا يكتفي لبنان بانتظار ردّ حزب الله على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، بل هناك حالة انتظار وتحضير لإمكانية اندلاع أيام قتالية. وبحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن رد حزب الله سيكون قريباً جداً وقوياً، ومن شأنه أن يعزز منظومة الردع لدى الحزب لمنع إسرائيل من تكرار استهداف الضاحية. وحسبما يقول مصدر مقرب من الحزب، فإن الرد حتمي وقوي وسيكون قريباً: «نحتاج إلى الرد لإعادة توازن الردع وحماية الناس في الضاحية». وفي التقديرات، فبعد الرد هناك 3 سيناريوهات: أن تحصل ضغوط كبيرة على إسرائيل تطالبها بعدم الرد والتصعيد، فتعود قواعد الاشتباك في الجنوب إلى ما كانت عليه قبل استهداف الضاحية، ولكن في تقدير المصادر هذا احتمال ضعيف.

السيناريو الثاني أن ينفذ الحزب ضربة قوية لا تكون إسرائيل قادرة على تحملها، فتنفذ رداً يستدعي تبادل الردود لأيام وتتدحرج الأمور إلى حرب محدودة، وهو ما يطلق عليه «الأيام القتالية»، أي بشكل يشبه المواجهات الحاصلة حالياً في الجنوب لكن بشكل أوسع بالنار، والكثافة والمساحة، ويمكن في هذه المواجهات أن يتم استهداف الضاحية، وبعدها تحصل تدخلات كبيرة دولياً لوقف النار أو العودة لقواعد الاشتباك.

Ad

أما السيناريو الثالث فهو أن تتدحرج الأوضاع إلى حرب شاملة، لكنها مستبعدة لأنها قد تدخل إيران في الحرب ودول أخرى، وستؤدي إلى إغلاق الممرات البحرية، وربما تدخل أميركا في الحرب بشكل مباشر أو غير مباشر، وفيها سيضرب حزب الله أهدافاً مركزة في وسط إسرائيل، ولكن هذا السيناريو أيضاً مستبعد، لأنه لا أحد جاهز أو يرغب في الذهاب إلى حرب إقليمية.

بالنسبة إلى حزب الله فإن الرد حتمي. لا يمكن للحزب السكوت أو التراجع أو التخفيف من وطأة ما جرى. وحسب المعلومات، فإن الرد سيكون عنيفاً وجدياً، لأنه لا يمكن للحزب أن يسلم باستهداف الضاحية الجنوبية من دون رد يعيد تشكيل موازين القوى، ويحيي توازن الردع والرعب، فالضاحية بالنسبة إلى الحزب هي منظومة القيادة الأمنية والعسكرية والاستراتيجية، ولا يمكن القبول بجعلها «سورية أخرى». وبالتالي، عدم الرد القوي سيجعل الإسرائيليين يستسهلون تنفيذ المزيد من العمليات فيها، وهذا أمر من المحرمات لدى حزب الله، الذي ينظر إلى الضاحية باعتبارها تكاملاً عسكرياً وسياسياً واجتماعياً بين الحزب كمؤسسة وجسم تنظيمي وبين الناس الذين يشكلون بيئة حاضنة.

حسب المصادر القريبة من حزب الله، لا خيار إلا بالرد بقسوة وقوة، ولو كان هذا الرد سيؤدي إلى مواجهة واسعة أو مفتوحة أو لأيام قتالية. وهذه رسالة واضحة أبلغت للجميع، لأن هناك ثوابت لا يمكن التراجع عنها ولا استسهالها. في المقابل فإن الإسرائيليين يوصلون رسائل التحذير بأنه في حال استهدف حزب الله مدنيين، أو مرافق عسكرية كبيرة واستراتيجية فإن ردهم سيكون عنيفاً، وبحسب المعلومات فإن بنك الأهداف الإسرائيلي، حسبما نقلت رسائل دبلوماسية وصلت إلى لبنان، يشمل الضاحية في حال اختار حزب الله التصعيد، أي أن سقوط مدنيين إسرائيليين سيدفع إسرائيل إلى استهداف الضاحية مجدداً بشكل أقوى من السابق، وهي رسائل يضعها الحزب في خانة المزيد من التهويل، بهدف دفعه إلى مجانبة الرد، وهو ما لا يمكن أن يقبل به كي لا يتم كسر القواعد التي يريد فرضها حول الضاحية.