حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس من الخطر الذي يطرحه خصمهما دونالد ترامب على الديموقراطية الأميركية مهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، وأعربا عن عدم ثقتها باعترافه بالنتائج، فيما حققت المرشحة الديموقراطية اختراقا بالولايات المتأرجحة، التي كان يسيطر عليها الجمهوريون في الأسابيع الأخيرة.

وأكد بايدن في مقابلة مع شبكة سي بي إس، هي الأولى له منذ انسحابه من الانتخابات الرئاسية واستبداله بهاريس، إنه غير واثق بأنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة إذا خسر ترامب الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر المقبل. وقال «إذا خسر ترامب، فأنا لست واثقا على الإطلاق»، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة بعد الانتخابات.

Ad

وتأتي هذه التصريحات بعد أن حذّر ترامب في مارس الماضي من «حمام دم» إذا لم يفز بالانتخابات، فضلا عن أنه لم يعترف بهزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020.

من جانبها، حذّرت هاريس، خلال جولة انتخابية في ويسكونسن وميشيغان، وهي من الولايات الأساسية للاحتفاظ بالبيت الأبيض، من فوز الملياردير الجمهوري، مشيرة إلى أن «ترامب تعهد علنا بأنه في حال إعادة انتخابه، سيكون دكتاتوريا في اليوم الأول، وأنه سيستخدم القضاء ضد خصومه السياسيين، وحتى أنه سيلغي الدستور».

وقالت إن «شخصا يلمّح إلى أنه يتعيّن إلغاء الدستور يجب ألا يتسنّى له إطلاقا الجلوس خلف ختم رئيس الولايات المتحدة»، داعية الأميركيين إلى نبذ «الفوضى والخوف والكراهية»، في حين وصفت نفسها وشريكها على التذكرة الديموقراطية، تيم والز بأنهما «محاربان مرحان» يمثلان «الطبقات الوسطى» في المعركة ضد القيود على الحريات التي يعتزم ترامب فرضها.

وبعد بنسلفانيا، تواصل هاريس جولتها على الولايات المتأرجحة هذا الأسبوع، وهي أريزونا ونيفادا وويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا ونورث كارولينا وجورجيا، التي لا يزال ترامب يحقق فيها تقدما طفيفا، رغم أن المرشحة الديموقراطية قلبت الحملة رأسا على عقب، وضيقت الخناق على الجمهوريين، وتقدمت في بعض الاستطلاعات الأخيرة.

ومن غير المقرر أن يعقد المرشح الجمهوري (78 عاما) أي تجمّع انتخابي هذا الأسبوع، لكنه عمد إلى إرسال نائبه المحتمل جي دي فانس إلى الولايات ذاتها التي يجول عليها الفريق الديموقراطي، في محاولة لكبح الحماسة العارمة التي أحدثتها هاريس منذ دخولها السباق الرئاسي بعد انسحاب بايدن الشهر الماضي.

وباتت هاريس متقدمة على ترامب، وفق آخر استطلاع للرأي أجرته الإذاعة العامة الوطنية الأميركية إن بي آر وشبكة بي بي إس نيوز ومعهد ماريست، بحصولها على 51 بالمئة من نوايا الأصوات مقابل 48 لخصمها. كما أنها متقدمة بـ 0.5 نقطة مئوية في متوسط استطلاعات الرأي الوطنية الذي يصدره معهد ريل كلير بوليتيكس، بعدما كان المرشح الجمهوري يتقدم على بايدن بـ 3 نقاط.

ويرى الديموقراطيون أن ولايتي ويسكونسن وميشيغان من الولايات التي يجب الفوز بها في انتخابات 2024، وأصبحتا تشكلان أهمية كبيرة للحزب منذ ساعدت هزيمة هيلاري كلينتون غير المتوقعة فيهما بحسم فوز ترامب في 2016.

وتعتزم الحملة الديموقراطية نشر أكثر من 750 مندوبا على الأرض في ولايات «الجدار الأزرق»، أي بنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، فيما اعتبر دان كانينان، مدير الولايات المتأرجحة في حملة هاريس أن «زخم نائبة الرئيس والحاكم تيم والز في الولايات المتأرجحة، بما في ذلك الجدار الأزرق، حقيقي، وسيتجلى اليوم».