قصيدة: معركة الجهراء

نشر في 11-08-2024
آخر تحديث 10-08-2024 | 18:03
 ندى يوسف الرفاعي فخرتْ بعزمِ جُدودِها الجهراءُ

فالقصرُ أحمرُ عندهُ الشهداءُ

جاء المباركُ فابتنى قصرًا بها

وتسوَّرَ القصرَ المُشادَ بناءُ

في صبحِ يومٍ أغبرٍ متشاكسٍ

لاحتْ على آفاقهِ الشحناءُ

هجم الغزاةُ لنشرِ فكْرِ خوارجٍ

بجنودهم وعَتادهم إذ جاؤوا

دخلوا فراعُوا أهلها وتطاولوا

دكُّوا بساتينًا، بغَوا وأساؤوا

فزِعَ الكويتيونَ فزعةَ واحدٍ

وتحصَّنوا، لن يُهزمَ الكُرماءُ

هبُّوا بكل عزيمةٍ وبسالةٍ

إذ إنَّ أهل الدار هم شرفاءُ

وتحلَّق الأعداءُ حول بنائها

وتزايدتْ بحصارهم أعباءُ

قالوا لسالمَ: إننا جئنا هنا

ندعوك للإسلامِ فهْو نجاءُ

قد كان ردُّ أميرِنا: بل إننا

من قبل دعوتكم لنا صُلحاءُ



لم نتركِ الإسلامَ يومًا، إنما

لبُّ الشريعةِ عندنا إرساءُ

كلُّ الفرائضِ عندنا موقوتةٌ

ونُقيمُها، يا أيها الجُهلاءُ

وتقاتلَ الطرفانِ حيث نقاشُهُم

لم يُجدِ، ثم تقطَّعت أشلاءُ

بعثَ ابنُ جابرَ عِدّةً موفورةً

هذي معونةُ (أحمدٍ) عصماءُ

لم يسقطِ القصرُ المنيفُ مُقاومًا

رغم التفافٍ شانَه الإخفاءُ

إذ كان يُفشلُ في اختراق حُصونِهِ

فالذائدون عن الحِمى خُلصاءُ

من بعدُ صار الصُّلحُ سيدَ موقفٍ

فإذا الغزاةُ وجيشُهم أجزاءُ

والحمدُ لله الكريمِ بفضلهِ

طابتْ لنا بكويتنا الأجواءُ

صلى عليك الله يا علَمَ الهدى

وتطلعتْ لعلوِّكَ الجوزاءُ

يا طيِّبَ الأخلاقِ يا خيرَ الورى

أنتَ الشفيعُ وكلنا الطُّلقاءُ

* تاريخ الكويت – عبدالعزيز الرشيد.

back to top