أغلق ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا في جلسة الجمعة، فيما انخفض المؤشر بشكل طفيف، بعد أن انتعش من الهبوط الحاد الذي شهده يوم الاثنين، والذي جاء بسبب مخاوف من الركود في الولايات المتحدة.

وارتفع ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 25.11 نقطة، أو 0.47 بالمئة، إلى 5344.42 نقطة، فيما سجل خسائر أسبوعية طفيفة بنسبة 0.04 بالمئة.

Ad

وزاد مؤشر ناسداك المجمع 85.65 نقطة، أو 0.51 بالمئة، إلى 16745.67 نقطة، في المقابل هبط المؤشر للأسبوع الرابع على التوالي بعد انخفاضه بنسبة 0.18 بالمئة في أسبوع.

وصعد كذلك المؤشر داو جونز الصناعي 49.86 نقطة، أو 0.13 بالمئة، إلى 39496.35 نقطة، في حين انخفض بنسبة 0.6 بالمئة في الأسبوع.

وانخفضت الأسهم بشكل حاد في أولى جلسات الأسبوع، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي أسوأ يوم له منذ نحو عامين، حيث أشعلت المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأميركي موجة بيع في السوق العالمية.

وكانت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة هي السبب الرئيسي لانهيار للأسواق بعد تقرير الوظائف المخيب للآمال في يوليو، كما يشعر المستثمرون أيضًا بالقلق من تأخر بنك «الاحتياطي الفدرالي» في خفض أسعار الفائدة لدعم التباطؤ الاقتصادي، حيث اختار البنك المركزي بدلاً من ذلك إبقاء الأسعار عند أعلى مستوى لها في عقدين من الزمان الأسبوع الماضي.

ووجد الكثير من المستثمرين وصناديق الثروات فرصاً مهمة في الهبوط الحاد الذي شهدته أسواق الأسهم العالمية الأسبوع الماضي، وتدفقوا على اقتناص هذه الفرص عبر شراء الأسهم التي منيت بأكبر الخسائر وأكثر التراجعات.

ووفق تقرير نشرته شبكة CNBC الأميركية، واطلعت عليه «العربية Business»، فقد ابتعد عدد كبير من كبار المستثمرين عن الأسهم قبل فترة وجيزة من التقلبات التي شهدتها الأسواق قبل أيام، لكن «الكثيرين رأوا في انخفاض الأسعار فرصة» للعودة إلى السوق وتحقيق بعض الأرباح.

وتقول البنوك الخاصة ومديرو الثروة إن عملاءهم كانوا يقللون من حيازاتهم من الأسهم منذ أكثر من عام كجزء من تحوّل أوسع من الأسواق العامة إلى الخاصة في ضوء المخاوف الأخيرة بشأن قطاع التكنولوجيا.

ووفقاً لمسح أجراه بنك UBS، فإن المكاتب العائلية تمتلك 35 بالمئة من محافظها في الأسهم الخاصة، وهي الأكبر من أي فئة أصول.

ووجد مسح أجرته شركة ديلويت أن حيازات المكاتب العائلية للأسهم انخفضت من 34 إلى 25 بالمئة خلال الفترة من عام 2021 إلى 2023، في حين قفزت استثماراتها الخاصة من 22 بالمئة عام 2021 إلى 30 عام 2023.

وعندما هبطت الأسهم يوم الاثنين الماضي مع انخفاض مؤشر ستاندرد آند بورز500 وناسداك بنسبة 3 بالمئة، لم يصب المستثمرون الأثرياء بالذعر، وفقاً للعديد من المستشارين.

وقال الشريك والرئيس المشارك للاستشارات المتعلقة بالمحافظ والثروات في شركة «بي بي آر بارتنرز»، التي تقدم المشورة للعملاء الأثرياء للغاية، شون أبجار: «كان السؤال الشائع بين العملاء هو: ماذا يحدث؟.. كان الأمر بدافع الفضول، لم يكن هناك دافع حقيقي للعمل».

وقال أبجار إن العملاء الذين تقدم لهم «بي بي آر» المشورة - والذين تبلغ قيمة ثرواتهم مئات الملايين أو المليارات - لا يتفاعلون مع أحداث السوق القصيرة الأجل، نظراً لآفاقهم الاستثمارية الطويلة. لكنهم كانوا يريدون أن يتعرفوا على تحركات السوق، والمخاوف المتزايدة من الركود، واحتمالات خفض أسعار الفائدة.

وأضاف: «أفضل ما يمكن للعملاء فعله الآن هو الجلوس والاسترخاء والشعور بالرضا عن خطة الاستثمار التي وضعناها معهم منذ فترة طويلة، مع التقلبات والتصحيحات المتوقعة على طول الطريق».

وتقول «سي إن بي سي» إن الهبوط الحاد في أسعار الأسهم قبل أيام قدّم فرصة للمستثمرين الأثرياء للاستفادة من المزايا الضريبية واستراتيجيات الهدايا.

وقال رئيس مجموعة المؤسسات المالية وممارسات المكاتب العائلية الأميركية في بنك جي بي مورغان، ويليام سينكلير، إن عدداً متزايداً من العملاء لديهم ما يسمى «حسابات مُدارة بشكل منفصل»، وهي حسابات منفصلة مصممة لحمل مجموعة محددة من الأصول أو الأسهم. ومن خلال الحسابات المنفصلة، يمكن للعملاء بسهولة أكبر بيع الأسهم التي انخفضت قيمتها، ومن ثم تحقيق خسائر يمكنهم استخدامها لتعويض مكاسب رأس المال من أسهمهم الرابحة، والمعروفة باسم «حصاد الخسائر الضريبية».

ومع انخفاض بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بنسبة 15 بالمئة أو أكثر خلال الشهر الماضي، يبيع المستثمرون الأثرياء بخسارة، ويحصدون الفوائد الضريبية ويعيدون شراء الأسهم في وقت لاحق للاحتفاظ بموقفهم.

وقال سينكلير: «بالنسبة للعملاء الخاضعين للضريبة، كانت أكبر التدفقات في استراتيجيات حصاد الخسائر الضريبية».