«عطوهم كاش»
أول العمود: العمل الحقيقي هو بصمة الموظف المهنية... البطالة المقنعة سبب للبصمة الثالثة.
***
شغل ملف المعاقين من جميع الفئات مناقشات الحكومة ومجلس الأمة بعد تحرير الكويت من الغزو العراقي، وظل لسنوات هَمّاً للجنة البرلمانية لذوي الإعاقة، وكذا الحكومة ممثلة بالهيئة العامة لذوي الإعاقة، وشهدت قاعة عبدالله السالم مناقشات وجلسات عامة تبارى فيها نواب لإغناء قانون فئة المعاقين بالمزايا المالية، وهي محاوله لتبرئة الذمة السياسية تجاههم تأسيساً علي قاعدة «يبنا لكم بيزات»!! وللعلم فإن مخصصات الإعاقة الشديدة السنوية تصل إلى 17 ألف دينار والمتوسطة تصل إلى 12 ألفاً مع ميزة تقريب سنوات الانتظار في السكن (القبس 24/ 12/ 2017).
صحيح أن وضع المعاق يتطلب صرفاً مالياً مختلفاً، لكن هناك جوانب كثيرة يفتقدها هؤلاء لها علاقة بشكل الحياة اليومية، فالاستمتاع بالحياة لا علاقة له بأي شكل من أشكال الإعاقة الجسدية والذهنية.
رأيت في العاصمة الإسبانية مدريد الاهتمام الكبير الذي يوليه المجتمع لذوي الإعاقة البصرية مثالاً من خطوط مشاه ونوادٍ ووسائل الاستمتاع بالذوق والجمال، وتجدهم يتجولون بأمان مع عامة الناس. منظمة «أونسه» الوطنية للمكفوفين الإسبان ينتسب لها 71 ألف عضو، أسسوا متحف مدريد للمكفوفين ويضم أكثر من 37 مجسماً لمعالم أثرية معظمها مدرج على لائحة اليونسكو للتراث العالمي تتيح للمكفوف المتعة الحسية من خلال اللمس، وهي خطوة راقية تعبر عن تفكير مغاير لما يجري عندنا رغم توافر كل الوسائل والاحتياجات المادية التي تُمكننا من إسعاد معظم أصحاب الإعاقات المختلفة ليشمل الاستمتاع بالقراءة والموسيقى والفنون والرياضات بمختلف أشكالها.
عندنا مشكلة كبيرة قديمة تتلخص في حل المشاكل بالمال، والخوف من شجاعة التفكير غير التقليدي الذي يُعبر عن الاحتياجات المُلحة للفئات الخاصة، «الأصحاء» يشعرون براحة رُبما من تُخصيص كوادر مالية كبيرة لذوي الإعاقة وكأن لسان حالهم يقول: دبروا حالكم بما صرفناه لكم.
الشعور بالراحة هو المشكلة الكبرى هنا.