قبل 4 أيام من جولة مفاوضات حاسمة، تعقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الآمال عليها لاحتواء خطر توسّع الحرب في المنطقة وتأمين صفقة لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس»، أفاد مصدر اسرائيلي مطلع على المفاوضات غير المباشرة، أمس، بأن قائد الحركة الفلسطينية الجديد يحيى السنوار يريد اتفاقاً لوقف القتال، موضحاً أن هذه هي الرسالة التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون إلى المسؤولين الإسرائيليين أخيراً.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق الآن من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع قد تجر إيران ومحورها.
ومن المقرر أن يجتمع الوسطاء مع فريقي التفاوض من إسرائيل و«حماس» في القاهرة أو الدوحة، الخميس المقبل، لكن المصدر الإسرائيلي قال إن المفاوضات جارية بالفعل، حيث تعمل الوفود الفنية «على مدار الساعة» على التفاصيل الرئيسية قبل اللقاء الحاسم.
وفي وقت نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن محادثات الخميس الحاسم تُمثل لحظة «إما الآن أو أبداً» لمصير الصفقة، أشارت أوساط عبرية إلى استمرار عدم اليقين الذي يكتنف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد الاتفاق.
اتفاق الاستسلام
وفي حين أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية بأن نتنياهو ماضٍ بضغط أميركي إلى صفقة «حتى لو كان ذلك يعني سقوط حكومته» الخاضعة لهيمنة التيار اليميني المتطرف، صرح وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بأن رئيس الوزراء سيرتكب «خطأ فادحاً بالاتجاه المفاجئ إلى صفقات غير شرعية تعد هراء وكارثة كبيرة».
وزعم بن غفير أنه في حال قطعت إسرائيل الوقود والمساعدات الإنسانية عن غزة «فسوف تستسلم حماس خلال أسبوعين». ودعا إلى ابتلاع القطاع الفلسطيني عبر احتلاله بالكامل والسيطرة عليه بشكل دائم، كما فعلت إسرائيل على مر تاريخها.
بدروه قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن «اتفاق استسلام للسنوار، الذي يترك معظم المختطفين للموت، ويحرر العديد من القتلة، ويعيد الإرهابيين إلى شمال غزة، ويتخلى عن الحدود ويسمح لحماس بتهريب الأسلحة واستعادة قوتها من أجل العودة ومهاجمة إسرائيل باعتبارها ذراع إيران هو سيئ لإسرائيل ويهدد أمنها، وسنتصدى له بكل ما أوتينا من قوة».
لا نصر
ونقلت القناة 14 العبرية رسالة وجهها ضباط كانوا في غزة لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أشاروا فيها إلى أنّ «الوضع في القطاع لايزال بعيداً عن النصر»، وقالوا: «مندهشون إزاء تصريحات متكررة من رتب عسكرية رفيعة بأن النصر قريب». وذكر الضباط أنه «لا يزال لدى العدو قدرات عابرة للحدود ومسيّرات وبنية تحتية ضخمة للأنفاق».
ميدانياً، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة تطالب الآلاف بإخلاء مساكنهم في مدينة حمد التابعة لخان يونس، وقام بتعديل حدود المنطقة الإنسانية، وإلغاء اعتبار حي الجلاء ضمنها، بزعم إطلاق صواريخ منه.
وفي الضفة الغربية، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى ضرورة إخلاء مخيم جنين للاجئين من سكانه، داعياً إلى التعامل مع الفلسطينيين به كسكان غزة، فيما قتل إسرائيلي وأصيب آخر في إطلاق نار استهدف مركبات إسرائيلية بموقعين شمال الأغوار.