واصلت أسعار النفط، اليوم، الارتفاع للجلسة الخامسة على التوالي، وحافظت على المكاسب التي حققتها الأسبوع الماضي، والتي تجاوزت 3 في المئة، مع انحسار المخاوف من الركود في الولايات المتحدة، واستفادة أسعار الخام من التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.3 في المئة إلى 79.88 دولارا للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.5 في المئة إلى 77.20 دولارا للبرميل.
وقال توني سيكامور، محلل الأسواق لدى «آي جي»، «الدعم يأتي من البيانات الأميركية التي جاءت أفضل من المتوقع الأسبوع الماضي لتخفف المخاوف من الركود في الولايات المتحدة»، مضيفا: «هناك أيضا قدر كبير من القلق بشأن متى قد تلجأ إيران إلى الرد على اغتيال إسرائيل لقياديين كبيرين من حماس وحزب الله. يبدو الأمر وكأنه ترقب للتوقيت وليس ما إذا كان ذلك سيحدث».
وتوعدت إيران وجماعة حزب الله اللبنانية بالرد على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في عملية في طهران، ومقتل القائد العسكري الكبير بحزب الله فؤاد شكر في غارة في بيروت.
وإضافة إلى ذلك، زاد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة كثافة يوم السبت بشن غارة جوية على مجمع مدرسي أسفرت عن مقتل 90 على الأقل، وفقا للدفاع المدني في غزة، لكن إسرائيل قالت إن عدد القتلى مبالغ فيه، وألقت «حماس» بظلال من الشك على مشاركتها في محادثات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أمس الأحد.
وأنهى خام برنت الأسبوع الماضي مرتفعا أكثر من 3.5 في المئة على مدار الأسبوع، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي أكثر من 4 في المئة بدعم من البيانات الاقتصادية الجيدة وزيادة الآمال في خفض أسعار الفائدة بالولايات المتحدة.
وأشار ثلاثة من صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) الأسبوع الماضي إلى أنهم أصبحوا أكثر ثقة بأن التضخم يتراجع بدرجة تسمح بخفض أسعار الفائدة بحلول الشهر المقبل. وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين في الصين على نحو أسرع من المتوقع في يوليو، وانخفضت طلبات الحصول على إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي.
وقالت عدة مصادر تجارية اليوم إن من المتوقع انخفاض صادرات النفط الخام السعودية إلى الصين في سبتمبر إلى نحو 43 مليون برميل، استنادا إلى المخصصات الشهرية للمشترين بعقود محددة الأجل، مضيفة أنه من المتوقع أن تتراجع صادرات سبتمبر من أكبر مصدر للنفط في العالم إلى الصين بحوالي 3 ملايين برميل من حجم إنتاج معدل يبلغ حوالي 46 مليون برميل في أغسطس.
والسعودية هي ثاني أكبر مورد للنفط الخام إلى الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط بالعالم وأكبر مساهم في نمو الطلب العالمي، ويعد تباطؤ نمو الطلب على النفط في الصين أحد العوامل الرئيسية التي تحد من صعود أسعار النفط العالمية. ويأتي الإعلان عن هذه المخصصات بعد أن رفعت أرامكو السعودية أسعار البيع الرسمية لأنواع الخام الخفيف التي تبيعها لآسيا، مع الإبقاء على أسعار الخامين المتوسط والثقيل دون تغيير.
وفي حين كانت زيادات الأسعار أقل من المتوقع، قال بعض المشترين إن أسعار الإمدادات السعودية الآجلة لا تزال أعلى من الأنواع الأخرى في الشرق الأوسط والتي تباع في السوق الفوري.