ختام مذهل لأولمبياد باريس
بعد 16 يوماً من المنافسات، اختتم الأحد أولمبياد باريس 2024 الذي وصفه رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بـ «المذهل»، خلال حفل بنبرة أكثر كلاسيكية، سُلِّم في نهايته المشعل إلى لوس أنجلس الأميركية، مستضيفة الألعاب عام 2028.
بعد الحماس الذي خلّفته مراسم الافتتاح غير المسبوقة على نهر السين والتي تميّزت بالجرأة والشمولية لكن تعرّضت للانتقاد من بعض السياسيين المحافظين، اتخذ حفل الختام منحى تقليدياً أكثر.
قام السباح ليون مارشان، الرياضي الوحيد الفائز بأربع ذهبيات خلال هذه النسخة، بإطفاء المرجل الأولمبي بشكل رمزي في حديقة التويلري، وسط العاصمة.
وبنبرة كلاسيكية أكثر، سبق الحفل خطابان لرئيسي اللجنة المنظمة توني إستانغيه واللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الذي أشاد بألعاب أولمبية «مذهلة» وبـ«الأجواء التي لا تضاهى».
لمسة هوليودية
أضاف الممثل الأميركي توم كروز لمسة هوليودية بنزوله على حبل من سطح «ستاد دو فرانس»، أمام 71500 متفرج ليمسك بالعلم الأولمبي.
غادر نجم فيلم «المهمة المستحيلة» على دراجة نارية قبل أن يظهر مقطع فيديو له ينقل العلم إلى أحرف هوليود العملاقة في لوس أنجلس مضيفة أولمبياد 2028.
على المستوى الرياضي، تصدّرت الولايات المتحدة جدول الميداليات النهائي، رغم تساويها مع الصين بأربعين ذهبية. وأنهى الأميركيون الألعاب برصيد 126 ميدالية بينها 44 فضية مقابل 91 للصين بينها 27 فضية.
انتهت الألعاب بحصول الأميركيات على الميدالية الذهبية في كرة السلة أمام الفرنسيات.
وتمكن الجمهور الذي حضر بكثافة أمام المعالم السياحية الرائعة، من مشاهدة الفوز الباهر للهولندية سيفان حسن بذهبية سباق الماراثون بعد أيام قليلة من حصولها على برونزيتيها في سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م.
السلة بقبضة أميركا
بعد ساعات قليلة من فوز نجوم «إن بي أيه» على فرنسا المضيفة 98-87 مساء السبت، حذا حذوه منتخب السيدات بفوزه على فرنسا أيضاً.
كانت الفرنسيات في الموعد وواجهن بشجاعة التحدي أمام الملكات الأميركيات وكن قريبات من إلحاق الخسارة الأولى بالبطلات عشر مرات، للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية منذ عام 1992 عندما سقطن في نصف النهائي أمام منتخب تجمع دول الاتحاد السوفياتي.
وفي إعادة لنهائي 2012 في لندن حين فازت الولايات المتحدة 86-50، وجدت صعوبة كبيرة في تجديد الانتصار ولم تحسم النتيجة لمصلحتها حتى الثانية الأخيرة نتيجة عدم توفيق حاملات اللقب في التسديد (19 محاولة ناجحة من أصل 56) وكثرة خسارة الكرة (19 تورن أوفر).
وباتت الأسطورة الأميركية ديانا توراسي الرياضية الأكثر تتويجاً في الرياضات الجماعية، سواء لدى الرجال أو السيدات، بعد إحرازها في سن الثانية والأربعين الميدالية الذهبية السادسة، علماً أنها لم تخض أي ثانية في مباراة الأحد.
سيفان حسن في القمة
ستظل الهولندية سيفان حسن واحدة من الرياضيات البارزات في هذه الألعاب. فازت بالماراثون الذي أقيم في منتزه ليزانفاليد، وأكملت مجموعتها من الميداليات بعد برونزيتي سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م.
على غرار صباح السبت، واكب حشد كبير وصاخب العداءات المتنافسات طوال مسافة السباق البالغة 42.195 كيلومتراً. قطعته الهولندية برقم قياسي أولمبي قدره 2:22:55 ساعة في طريقها إلى الذهبية، متقدمة بفارق 3 ثوان فقط على الإثيوبية تيغست أسيفا، و15 ثانية على الكينية هيلين أوبيري التي نالت البرونزية، فيما اكتفت بطلة أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام الكينية الأخرى بيريس جيبشيرشير بالمركز الخامس عشر بفارق 3:56 دقيقة عن حسن.
هاتريك لافريسن
حقق ملك سباقات السرعة الهولندي هاري لافريسن الثلاثية في منافسات الدراجات عندما نال الأحد ذهبية سباق كيرين.
تفوق بطل العالم 13 مرة بينها 3 مرات في سباق كيرين، على الأسترالي ماتيو ريتشاردسون صاحب الفضية، فيما عادت البرونزية للأسترالي الآخر ماتيو غلايتزر.
وجثا لافريسن على ركبتيه عقب تحقيق الـ»هاتريك» وقبَّل المضمار، بعدما أصبح الدراج الثالث الذي يفوز بجميع سباقات السرعة الثلاثة (السبرينت فردي وفرق وسباق كيرين) في نسخة واحدة من الألعاب بعد البريطانيين كريس هوي في عام 2008 في بكين وجايسون كيني في عام 2016 في ريو دي جانيرو.
وهذا هو اللقب الأولمبي الخامس للافريسين بعد ذهبيتي سباق السرعة (فردي وفرق) في طوكيو 2021 حيث لم يفلت منه سوى سباق كيرين (نال البرونزية). أصبح الرياضي الهولندي الأكثر تتويجا في التاريخ في فئتي الرجال والسيدات، في الألعاب الأولمبية الصيفية.