لا أريد أن أرجع بكم إلى تاريخ خيانتهم مع - نبي الرحمة - سلام الله عليه، وكيف أنهم أعطوه عهداً ألا يضعوا أيديهم بيد كفار قريش في معركة الأحزاب، ولكنهم سرعان ما نقضوا عهدهم... فأدبّهم رسول الله - عليه الصلاة والسلام - في معركة خيبر.
***
وتاريخ خياناتهم مع المسيحيين قد كُتبت فيها المُجلدات على امتداد التاريخ، بل إنهم كانوا وراء كل العذابات التي عاناها السيد المسيح نفسه - عليه السلام.
***
لن أحدثكم عن تاريخهم في الطمع، والجشع، والتزوير، والكذب، والتلاعب، وممارسات الغش التجارية الحافلة بالعمليات الربوية، فكل هذه الأشياء وغيرها فصّلها الكثير من الأعمال الأدبية من قصص وروايات ومسرحيات ألّفها عظماء الأدباء والمفكرين والمثقفين بل والفلاسفة، ويكفيك شخصية شايلوك - نموذجاً - وهي التي رسمها قلم شكسبير في مسرحية تاجر البندقية.
***
ومنذ بداية القرن التاسع عشر وحتى الآن فإن ما يُنشر عن نشاطهم التدميري فالحديث عنه بلا حرج... فحركات الشواذ جنسياً وصناعة المواد الإباحية، والحماس المفرط لإباحة الإجهاض، والجريمة المنظمة، وتجارة الرقيق الأبيض، وإنشاء صالات القمار، وتجارة المخدرات والخمور، وافتتاح البارات وغير ذلك من أعمالٍ أخرى مرتبطة بكل ما من شأنهِ إشاعة الكوارث في المجتمعات الإنسانية، فهم قد أقنعوا أنفسهم بأنهم لا يُعاقَبون لأنهم شعب الله المُختار.
***
ويا من تظنون أن التطبيع مع هؤلاء سيجلب السلام إلى المنطقة، فيا ليتكم تقرأون كتب التاريخ البعيد والقريب، وستكتشفون أنه قد تم طردهم من أكثر من 79 دولة خلال عقود استتباب الديانة المسيحية في تلك الدول، وأن القياصرة الروس وغيرهم من حكام دولٍ أخرى قد منعوهم من العيش أو الاقتراب لأقل من 500 كيلومتر من عواصمهم.
***
اسمع - أيها المطبِّع - أنت لن تكون أكثر إخلاصاً للصهاينة من الأميركان... ومع ذلك فإن الموساد الإسرائيلي مارس نشاطاً تجسسياً مكثفاً داخل الولايات المتحدة الأميركية، وحوكم اليهودي جوناثان بولارد، وثبتت عليه جرائم التجسس ضد أميركا.
ولم تنجح كل الوساطات الإسرائيلية لإطلاق سراحه، إلى أن رأس أميركا ترامب... مع أنهم يسيطرون على وزارة الخارجية الأميركية، ويسيطرون كذلك على الكونغرس ومجلس الشيوخ ويتلاعبون بالرؤساء كالدُّمى.
***
ولن أحدثك عما فعلوه مع أشقائك في الأراضي المحتلة، منذ مذابح دير ياسين، وحتى اللحظات التي تقرأ فيها المقال، وهم يشعلون المذابح في غزة... فأنت لا يعنيك ما يحدث، لأنك لا تدرك الكارثة، ولا تريد أن تستوعب شعار «من النيل إلى الفرات شعبك يا إسرائيل» الذي سيجعلك تلحق بالهنود الحمر... هذا إذا كُتبت لك الحياة.