لا عذر للحكومة كي تمشي على مهلها بخطوات متواضعة، مضى أكثر من أربعة أشهر عليها والحال كما كان مع الحكومات السابقة، لا جديد معها غير قيام هذا أو ذاك الوزير بـ «تفقد» مواقع العمل لمراقبة حسن سير العمل، مع وضع خوذة السلامة على الرأس كدليل إعلامي على جهد أصحاب المعالي، ثم هناك التصريحات المتوالية عن سحب وفقد بعض الجناسي، وكبس السيارات الرخيصة وبيعها إذا كانت ديلوكس، متى ارتكبت مخالفات كبيرة من السائقين في حرب الشوارع.

لا جديد غير تصريحات خاوية من شاكلة «لا مساس بجيب المواطن»، مع إقرار الوزير المختص بعجز يناهز مليار دينار، والحكومة بالتأكيد في «حيص بيص»، وضائعة في التفكير بحلول لهذا العجز، وخلق فرص العمل لآلاف القادمين لسوق العمل! ليس في قدراتها نفض غبار الأمس، وتصفية تركته الثقيلة فتركت الأمور سماري.

Ad

كتب محمد البغلي، في مجلة بيسان، أن «رئيس الحكومة وعد بمشاريع تنموية هائلة مع دخول الكويت حقبة جديدة في الإنجاز...»، «وينها» هذه المشاريع التنموية الهائلة؟ وأين الإنجاز غير فرض البصمات الثلاث للعاملين، بصمة إفطار وبصمة غداء، وبصمة نوم القيلولة؟ بينما تشكو الدولة من البطالة المستحية (المقنعة)، وتطلب الحكومة من هذا الموظف الذي لا عمل لديه غير التوقيع على المعاملة ويحيلك إلى موظفة أو موظف ثان لتوقيع آخر ثم ثالث للختم، ومع ذلك تطلب منه الإدارة أن يظل في مكانه ويمارس التوقيع والتبصيم. خوش «إنجازات هائلة»، لماذا لا تتركونهم يجلسون في بيوتهم وتمشون لهم دعم بطالة وكفى؟!

لا عوائق تتعذر بها الحكومة اليوم، لا مجلس، ولا استجواب، ولا سؤال، ولا غيره، بيدها الخيط والمخيط، ومع ذلك هي خائفة ومترددة من التغيير... الزمن لا يرحم، كويت 2035 كانت حلماً وتبخر، ومعه كان الانفتاح الاستثماري وتطوير المنطقة الشمالية وبقية أحلام الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد.

تريدون أن يأتي إلينا المستثمر الكبير، بينما بلادنا تطرد المستثمرين الوطنيين، ماذا يوجد لديكم كي يفضلنا المستثمر الأجنبي ويترك الإمارات والسعودية والبحرين وعمان وقطر، لماذا؟ كي يستريح بالفندق ويشرب بطل كولا! ويراجع إدارة حكومية تقوله: ناقصك موافقة الوزير أو المسؤول الذي ذهب «يتفقد» الموقع الفلاني؟!... اسحبوا اللحاف في شهر عسلكم الدائم، فالدنيا ربيع والجو بديع، قفلي على كل المواضيع... قفلتموها... ماذا بعد؟!