فقد أب توأمه البالغ من العمر أربعة أيام، وزوجته وحماته في غارة جوية للاحتلال أثناء توجهه للحصول على شهادات ميلاد التوأم.
وُلد توأم محمد أبو القمصان - الصبي آسر والفتاة أيسل - خلال عطلة نهاية الأسبوع، وكان عمرهما أربعة أيام فقط عندما استشهدا في الغارة على منزلهما بالقرب من مدينة دير البلح بوسط البلاد.
وكانت زوجته جمانة عرفة، الصيدلانية، قد أنجبت بعملية قيصرية، وأعلنت عن وصول التوأم عبر «فيسبوك»، كما استشهدت هي ووالدتها، حماة أبو القمصان، في الغارة الجوية.
يوم الثلاثاء، ذهب أبو القمصان لتسجيل الرضيعين في مكتب حكومي محلي.
وأثناء وجوده هناك، اتصل الجيران ليخبروه أن المنزل الذي كان يحتمي فيه مع عائلته قد تعرض للقصف، وقال «لا أعرف ماذا حدث، لقد قيل لي إن قذيفة أصابت المنزل».
تُظهر اللقطات الأب بينما آخرون يواسونه في المستشفى وهو يرفع شهادات ميلاد التوأم بالدموع.
كان أبو القمصان وزوجته قد استجابا لأوامر إخلاء مدينة غزة في الأسابيع الأولى من العدوان، واتجها إلى الجنوب، حيث لجآ إلى وسط غزة.
طفلا محمد ليسا الوحيدين اللذين وُلدا واستشهدا في الحرب، حيث تقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن 115 رضيعاً ولدوا ثم استشهدوا أثناء العدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبعد مرور أكثر من عشرة أشهر على العدوان، أدى قصف الاحتلال المستمر على المنطقة المعزولة إلى القضاء على عائلات كبيرة، لقد ترك الآباء بلا أطفال والأطفال بلا آباء أو إخوة أو أخوات.
وبعض الناجين الوحيدين هم صغار جداً لدرجة أنهم لن يتذكروا من فقدوا.
ريم أبو حية، البالغة من العمر ثلاثة أشهر فقط، هي الطفلة الوحيدة في عائلتها التي نجت من غارة جوية للاحتلال في قطاع غزة في وقت متأخر من يوم الاثنين.
ومن بين الشهداء والدا أبو حية وخمسة أشقاء، تتراوح أعمارهم بين 5 و12 سنة، بالإضافة إلى والدي ثلاثة أطفال آخرين، وأصيب جميع الأطفال الأربعة في الغارة.
وقالت خالتها سعاد أبو حية «لم يبق أحد غير هذه الطفلة، منذ الصباح ونحن نحاول إطعامها، لكنها لا تقبلها، لأنها معتادة على حليب أمها».
وتقول وزارة الصحة في غزة إن ما يقرب من 40 ألف فلسطيني استشهدوا منذ بداية العدوان.