آثار تكشف استيطان الكويت قبل 9 آلاف سنة
في معرض لمقتنيات السكان الأوائل منذ العصر الحجري الحديث
اختتم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مجمع الأفنيوز معرض «بداية الاستيطان على أرض الكويت»، ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ16، والذي أقامه بالتعاون مع متحف الكويت الوطني.
وصرحت رئيسة قسم الإشراف على المباني الأثرية والتراثية بمتحف الكويت الوطني، سمية الخارجي، بأن المعرض يكشف للجمهور تاريخ وبداية استيطان الإنسان على أرض الكويت كوطن ومسكن، وهو ما يعود إلى نحو 7 آلاف سنة قبل الميلاد، في العصر الحجري الحديث، في فترة حضارة العُبيد، وهو ما تم الاستدلال عليه من الآثار المعروضة في المعرض، وهي نسخ 3d يتم عرضها في المعارض الخارجية للحفاظ على القطع الأصلية المحفوظة في المتحف.
مواقع الصبية
وأوضحت أن الآثار المكتشفة تم العثور عليها في منطقة الصبية، ومنها منازل أثرية للإنسان في تلك الفترة، مصنوعة من الحجارة البحرية، وهو نمط متقدم لبناء المنازل في العصر الحجري الحديث، فضلا عن آثار مصنوعة من فخار العُبيد الذي يتميز بصناعته من الطين الأحمر الخشن، المزين برسوم ونقوش بلون عنابي، مضيفة أن الإنسان في تلك الفترة استخدم تلك المصنوعات الفخارية في تخزين السوائل والحبوب.
وأشارت الخارجي إلى أنه تم العثور على أقدم نموج لقارب في العالم، وهو ما يدل على النشاط البحري للإنسان الذي عاش على أرض الكويت وارتباطه بالبحر منذ قديم الزمان، وعمله بالتجارة عن طريق البحر لبيع مشغولاته للسكان المجاورين، حيث تم العثور على عقد مكون من 44 صدفة، وقد تم نحت الصدفات بشكل دائري لصناعة عقد مميز، مما يدل على مهارة السكان الأوائل لأرض الكويت في فنون النحت والتجارة البحرية، ومنها ما هو معروض اليوم بمعرض الأفنيوز، مثل قطعة فخارية مصنوعة بشكل دائري ومرسوم عليها قارب ذو الصواري، ونموذج صغير لقارب من الفخار يعود إلى العصر الحجري الحديث وعقد من الخرز المصنوع من الصدف، ويستخدم للزينة، وأداة فخارية ذات شكل مخروطي عبارة عن مقبض مستقيم ينتهي برأس دائري مجوف مزخرف بخطوط دائرية، ومجموعة رؤوس سهام مصنوعة من حجر الصوان، وعقد من الخرز المصنوع من الصدف المستخدم للزينة، وإناء فخاري تحيط به زخارف حول الحافة ذات نقوش هندسية من الداخل وجرّة من الفخار.
ورشة «غزل الصوف» قدمها أبوبكر الكندري في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي
العصر المايوسيني
وأضافت باحثة الآثار بمتحف الكويت الوطني، أمينة الخضير، أنه تم العثور على أحافير تعود إلى 16 مليون سنة، في العصر المايوسيني، ومنها أحفورة لعظمة فيل «ماموث»، وأحفورة أخرى لعظمة حيوان البقر، كما تم العثور على عدد كبير جداً من الآثار المتنوعة، فضلاً عن هياكل عظمية في حجر دفن تعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث.
وقالت الخضير، إن الهدف من المعرض توعية الجمهور بتاريخ الكويت الكبير، والذي يمتد إلى آلاف السنين، وخاصة العصر الحجري الحديث الذي لا يعرف عنه الجميع، وهي فكرة لاقت استحسان وإقبال الجمهور منذ الساعات الأولى لافتتاح المعرض، حيث عبّر الزوار عن انبهارهم بالمعروضات والمعلومات بشأن تاريخ الكويت العريق الممتد إلى آلاف السنين.
الخط العربي
من جانب آخر، تستمر الورش ضمن فعاليات مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ16، حيث أقيمت ورشة «الخط العربي التشكيلي»، التي قدمها عبدالعزيز الأمير في مبنى الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
واستعرضت الورشة جماليات الخط العربي، وتحسين الخط، عن طريق رسم المتدربين أشكال الحرف رسماً صحيحاً؛ نظرياً وعملياً.
وخلال الورشة تعرف المشاركون على «الخط العربي التشكيلي»، وهو عبارة عن خط عربي تركي، ابتكره الخطاط التركي عارف أرسلان عام 1920، ويعد من الخطوط العربية التركية، كما تعرف المشاركون على الأدوات اللازمة والمستخدمة في الخط.
غزل الصوف
أما ورشة «غزل الصوف» فقد قدمها أبوبكر علي الكندري في مركز عبدالعزيز حسين الثقافي، وحضرها جمع من المهتمين بهذه الحرفة التراثية. وبهذه المناسبة قال الكندري إن الهدف من الورشة هو تعريف الجيل الحالي بها، وحمايتها من الاندثار، حيث تعتبر الحرف اليدوية القديمة جزءا أساسيا من التراث الثقافي لأي مجتمع، لافتا إلى أنه شارك في العديد من المحافل المحلية والدولية، وسافر إلى الصين، والمغرب، ومصر، والإمارات.
وأضاف الكندري أنه سيعطى المتدربين بالتفصيل مراحل غزل الصوف من البداية إلى النهاية، ومنها أن الحرفي ينتظر موسم جز الغنم «العملية التي يتم من خلالها قطع صوف الأغنام»، وتتم في بداية موسم الصيف، ومن ثم يستخدم آلة يطلق عليها «النفاشة» أو المشط الذي يكمن دوره في تنظيف الصوف من الشوائب، ثم يستخدم المغزل، وهو عود رقيق في رأسه دائرة من اللوح الذي يستخدم لغزل الخيوط، سواء كانت سميكة أو ضعيفة، وأخيرا يتم تلوين الخيوط بألوان طبيعية باستخدام الكركم، وقشر الرمان، والشمندر، والشاي وغيرها، مبينا أن خيوط الصوف الضعيفة تستخدم لـ«البشوت» أو «الصديري»، أما إذا كان الخيط سميكاً فيستخدم للسجاد وغيره.