النفط يصعد وسط توترات الشرق الأوسط وانخفاض المخزونات الأميركية
سعر البرميل الكويتي يرتفع 1.31 دولار ليبلغ 81.26
ارتفعت أسعار النفط اليوم، بعد أن أظهر تقرير تراجع مخزونات الخام والبنزين الأميركية، في وقت يترقب السوق احتمال اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط مما قد يؤثر على إمدادات النفط العالمية.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 56 سنتاً أو 0.7 في المئة إلى 81.25 دولاراً للبرميل، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 59 سنتاً أو 0.8 في المئة إلى 78.94 دولاراً للبرميل.
من جانبه، ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.31 دولار ليبلغ 81.26 دولاراً للبرميل في تداولات، أمس، مقابل 79.95 دولاراً في تداولات يوم الاثنين وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
ولم ترد إيران، المنتج الرئيسي للنفط في الشرق الأوسط، حتى الآن على اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في طهران، الذي تتهم إسرائيل بالمسؤولية عنه.
وقال فيفيك دار المحلل في كومنولث بنك أوف أستراليا، إن أي تصعيد للصراع في الشرق الأوسط يشكل خطراً كبيراً على أسعار النفط خلال الأشهر الستة المقبلة وربما فترة أطول.
وأضاف أنه «من المرجح أن يحدد حجم الردود المتبادلة بين إيران وإسرائيل ما إذا كان الصراع الحالي في الشرق الأوسط سيتوسع إلى صراع في المنطقة».
وتابع قائلاً: «القلق المباشر الذي يحيط بالسوق سيتمثل في شن هجمات على إمدادات النفط الإيرانية والبنية الأساسية لها».
وتتوعد إيران برد عنيف على مقتل هنية أواخر الشهر الماضي. ولم تؤكد إسرائيل أو تنف ضلوعها. وفي مسعى للتصدي لإيران، نشرت البحرية الأميركية سفناً حربية وغواصة في الشرق الأوسط.
وقال محللون في إيه.إن.زد للأبحاث في مذكرة اليوم، «إذا توسعت رقعة الصراع في الشرق الأوسط، فمن المرجح أن يهدد هذا الإمدادات الإيرانية فضلاً عن حركة النفط عبر النقاط الرئيسية في الشرق الأوسط».
وأضافوا «قد يتسبب الأمر في اضطراب يتعلق بأكثر من 20 مليون برميل من النفط يومياً».
ونقلت مصادر في السوق عن بيانات لمعهد البترول الأميركي الثلاثاء القول، إن مخزونات النفط الخام والبنزين في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي فيما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير.
وأظهرت أرقام معهد البترول الأميركي هبوط مخزونات الخام 5.21 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من أغسطس حسبما ذكرت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها. وأظهرت أيضاً انخفاض مخزونات البنزين 3.69 ملايين برميل وارتفاع مخزونات نواتج التقطير 612 ألف برميل.
وقد يشير انخفاض المخزونات إلى ارتفاع الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وصدرت اليوم البيانات الحكومية الرسمية من إدارة معلومات الطاقة.
في الوقت نفسه، أبقت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 دون تغيير اليوم الثلاثاء لكنها قلصت تقديراتها لعام 2025 وعزت ذلك إلى تأثير ضعف الاقتصاد الصيني على الاستهلاك، وهو ما حد من ارتفاع الأسعار على نحو أكبر.
ومن المتوقع أن يتراجع الطلب العالمي على وقود الطائرات مع تباطؤ إنفاق المستهلكين وتداعياته على مخصصات السفر، وهو تحول قد يؤثر على أسعار النفط في الأشهر المقبلة.
وكابد الطلب العالمي على النفط لبلوغ التقديرات في النصف الأول من العام الجاري بسبب استهلاك أضعف من المتوقع في الولايات المتحدة والصين، أكبر سوقين للخام.
ويشكل وقود الطائرات نحو سبعة في المئة من الطلب العالمي على النفط، وكان من المتوقع أن يكون إحدى ركائز النمو هذا العام مع استمرار انتعاش حركة السفر بعد الجائحة.
ووفقاً لبيانات غولدمان ساكس بلغ متوسط الطلب العالمي على وقود الطائرات حتى يوليو نحو 7.49 ملايين برميل يومياً، بزيادة قدرها 500 ألف برميل يومياً عن الفترة ذاتها من العام الماضي.
وسيحتاج الطلب إلى الارتفاع على نحو أسرع في الأشهر المقبلة لتلبية توقعات النمو التي قدرها البنك عند 600 ألف برميل يومياً للعام الحالي.
وعبرت شركات طيران كبيرة وشركات سفر في الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية عن مخاوف من تباطؤ إنفاق المستهلكين مع انكماش حجم الدخل المتاح، والمرجح أن يؤثر سلباً على السفر الترفيهي.
وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» هذا الأسبوع توقعاتها للطلب على النفط خلال العام الحالي لأول مرة منذ إصدارها في يوليو 2023، في حين خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لعام 2025. وعزت المؤسستان أسباب الخفض إلى نمو اقتصادي أضعف من المتوقع في الصين وغيرها من الاقتصادات.