إنريكي فشل في اختياراته... فهل سيدفع الثمن؟

نشر في 07-12-2022
آخر تحديث 07-12-2022 | 18:29
من المؤكد أن مونديال 2022 سيظل كابوساً لمدرب منتخب إسبانيا إنريكي، بعد فشله في اختيار المنتخب المغربي لمواجهته، ثم ركلات الترجيح التي تمثل عُقدة ل «لاروخا».، من المؤكد أن مونديال 2022 سيظل كابوساً لمدرب منتخب إسبانيا إنريكي، بعد فشله في اختيار المنتخب المغربي لمواجهته، ثم ركلات الترجيح التي تمثل عُقدة ل «لاروخا».

بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من انتهاء المشوار عند الدور الأول نتيجة تقدم كوستاريكا على ألمانيا في الجولة الثالثة الأخيرة، اعتقد الإسبان أن الحظ أسعفهم بإنهائهم المجموعة الخامسة في الوصافة، لأنهم سيتجنبون بذلك كرواتيا والأرجنتين والبرازيل في طريقهم المأمول إلى نهائي مونديال قطر 2022.

وزعم مدرب «لا روخا» لويس إنريكي أنه لم يكن يتابع نتيجة المباراة الثانية في الجولة الأخيرة بين ألمانيا وكوستاريكا، التي تقدمت لثلاث دقائق على أبطال العالم أربع مرات، تزامناً مع تخلف إسبانيا أمام اليابان، وفي النهاية، خسرت إسبانيا أمام اليابان 1-2 وتأهلت بصحبة «الساموراي الأزرق» كوصيفة للمجموعة لتواجه المغرب الذي كان قد حسم صدارته للمجموعة السادسة، عوضاً عن لقاء كرواتيا ثانية المجموعة، بينما دفع الألمان ثمن خسارة الجارة الأوروبية، وودعوا النهائيات من الدور الأول للمرة الثانية توالياً.

وشكك كثيرون في جدية إسبانيا أمام اليابان، واشتبهت تقارير بأن إنريكي درس مسار القرعة، وكان يفضل بالتالي أن يحل في وصافة المجموعة، على أن يكون المغرب بوابة عبور «لا روخا» إلى ربع النهائي، لكن الصاعقة المغربية حلت في ملعب المدينة التعليمية، وانتهى مشوار أبطال جنوب إفريقيا 2010 عند ثمن النهائي للنسخة الثانية توالياً.

عقدة ركلات الترجيح

قد يكون إنريكي مدركاً لتاريخ إسبانيا السيئ في ركلات الترجيح، ولذلك طلب من كل لاعب أن ينفذ ألف ركلة ترجيحية قبل الوصول إلى قطر، لكن يبدو أن لعنة ركلات «الحظ» لم تفارق «لا روخا»، فسقطوا في اختبارها للمرة الرابعة من أصل خمس، بعد ربع نهائي مونديال 1986 ضد بلجيكا، وربع نهائي مونديال 2002 ضد كوريا الجنوبية، وثمن نهائي مونديال 2018 ضد روسيا، والآن ضد المغرب.

هذه الهزيمة مؤلمة جداً لفريق بدأ مشواره القطري بانتصار تاريخي على كوستاريكا 7-صفر، جعل الجميع يرشحونه ليكون الرقم الصعب في النسخة الثانية والعشرين.

محاباة لاعبي برشلونة

وانتقد الكثيرون إنريكي في بعض الأحيان للتحيز ضد لاعبي ريال مدريد ومحاباته لبرشلونة، ولم يكن الأمر مختلفا في مونديال قطر بضمه ثمانية لاعبين من النادي الكتالوني ولاعبين فقط من غريمه الملكي، مما سيعطي صحافة العاصمة سبباً إضافياً لانتقاده غداة هذا الخروج المخيب الناجم عن اختياره.

وبالنسبة لإنريكي، الذي خرج وفريقه بعد الفشل في ترجمة أي من الركلات الترجيحية الأولى، بعدما أصاب بابلو سارابيا القائم في الأولى، وصد بونو الثانية والثالثة لكارلوس سولير وبوسكيتس، فإن ركلات الترجيح «ليست يانصيب»!

وعلى الرغم من الآراء المتضاربة، وصلت إسبانيا الى نهائيات قطر 2022 في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل أربع سنوات بروسيا 2018، عندما أقيل مدربها خولين لوبيتيغي عشية البطولة، بعد أن أعلن ريال مدريد أنه سيتولى منصب المدرب بعد كأس العالم، ليتولى فرناندو هييرو مهمة الإشراف على المنتخب خلال النهائيات.

ومقارنة بالجدل الذي رافق مشاركة إسبانيا في السنوات السابقة، فإن المنتخب الحالي خاض غمار مونديال قطر بهدوء كبير، ثم بثقة أكبر بعد الفوز التاريخي افتتاحاً، لكن بدأ الشك يشق طريقه في الخسارة أمام اليابان قبل أن تنزل الصاعقة الثلاثاء على يد المغرب.

في سبتمبر، سئل إنريكي عن مستقبله مع المنتخب في حال الفشل بمونديال قطر، فأجاب «المستقبل ليس موجوداً»، في إشارة إلى أنه يتعامل مع كل يوم على حدة، واليوم سقطت إسبانيا، فهل يسقط الذي كان بين حفنة من اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان ريال مدريد وغريمه الأزلي برشلونة خلال مسيرته الكروية؟


رودري مع سيمون رودري مع سيمون

رودري: كنا نستحق التأهل

قال رودري هرنانديز، لاعب إسبانيا، إن فريقه كان «يستحق التأهل» إلى الدور التالي، لكنه خسر بركلات الترجيح أمام المغرب في مباراة ثُمن نهائي مونديال قطر 2022.

وصرح هرنانديز، عقب اللقاء: «ما يريدونه كان واضحاً في اللعب. لقد لعبنا كرة قدم، لكننا لم نوفق في ركلات الترجيح».

وأضاف: «سنغادر في حالة من الحزن، إنه أحد أسوأ أيامي. المغرب لعب كما كان متوقعاً، تراجعوا إلى الخلف، مثل كل المباريات التي يلعبونها، لا أدري ما أقول، أتمنى لو تأهلنا». وتابع: «كرة القدم قاسية، لا تعرف العدل، تعرف دخول هذه الكرة الصغيرة للمرمى، وركلات الترجيح كورق اليانصيب».


الظهير الأيمن للمنتخب الإسباني ماركوس الظهير الأيمن للمنتخب الإسباني ماركوس

يورينتي: نشعر بالاستياء

قال الظهير الأيمن للمنتخب الإسباني ماركوس يورينتي، أمس ، عقب الخسارة بركلات الترجيح من المغرب في ثُمن نهائي مونديال قطر 2022، إن إسبانيا لديها فريق «يقدر على المزيد، ولديه أهداف عظيمة».

وذكر يورينتي بعد المباراة: «نشعر بالاستياء مرة أخرى بسبب ركلات الجزاء. نشعر بالاستياء أيضاً، لأننا كنا نرغب في المزيد، ولدينا فريق قادر على هذا». وأضاف اللاعب: «لكننا نشعر أيضاً بالفخر بما فعلناه حتى الآن. علينا أن نمضي قُدماً».

وعن المغرب، قال: «لقد نظموا أنفسهم جيداً في الخلف، وتضامنوا، وغطوا بعضهم، وساعدوا بعضهم، وعقَّدوا الأمور أمامنا».

وأكد يورينتي أنه لا يشعر بالإحباط، لأن الفريق أدى ما عليه «ليس فقط أمس ، بل في كل يوم. ليس إحباطاً، بل رغبة في المزيد».


فيران توريس مهاجم المنتخب الإسباني فيران توريس مهاجم المنتخب الإسباني

فيران توريس: أغلقوا كل المنافذ أمامنا

أبدى فيران توريس، مهاجم المنتخب الإسباني، استياءه مما وصفه بالعوامل الخارجية، التي كلفت منتخب بلاده الخروج من دور ال 16 بكأس العالم لكرة القدم في قطر، عقب الخسارة بضربات الترجيح أمام نظيره المغربي، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

وكان الفريق الذي يدربه لويس إنريكي المستحوذ الأكبر على الكرة بنسبة 77 في المئة طوال 120 دقيقة، لكنه لم ينجح في ترجمة تفوقه إلى أهداف، بتسديد كرة واحدة فقط على المرمى طوال المباراة، فيما أضاع كل من بابلو سارابيا وكارلوس سولير وسيرخيو بوسكيتس في ضربات الترجيح.

وقال توريس: «قدَّمنا كل ما لدينا طوال 120 دقيقة. لم نحقق نجاحاً أمام المرمى، وكان ذلك صعباً. لقد أغلقوا كل المنافذ أمامنا، ولعبوا بذلك الشكل، ولم تكن لدينا فرص سانحة».

وأضاف: «نشعر بالإحباط، لأننا كنا متفوقين في المباراة، لكننا لم نكن قادرين على ترجمة تلك الفرص التي سنحت لنا، وكانت هناك عوامل خارجية لم تساعدنا».


لاعبو منتخب إسبانيا بعد الإقصاء من كأس العالم 2014 لاعبو منتخب إسبانيا بعد الإقصاء من كأس العالم 2014

إسبانيا... 3 انتصارات فقط منذ تتويجها بمونديال 2010

يغادر منتخب إسبانيا مونديال قطر 2022 بعد توديعه للبطولة من الدور ثمن النهائي بعد سقوطه أمام المغرب بركلات الترجيح، ليكرر نفس سيناريو روسيا 2018، الذي ودعها أيضاً بنفس الطريقة أمام أصحاب الأرض.

ونجحت إسبانيا في تحقيق انتصار وحيد فقط خلال البطولة على كوستاريكا 7-0 في أكبر انتصار في تاريخها، لتواصل مسيرتها الضعيفة في المونديال منذ التتويج بلقبه للمرة الأولى في جنوب إفريقيا 2010، حيث حققت 3 انتصارات فقط منذ ذلك الحين.

وجاءت انتصارات إسبانيا منذ تلك الليلة السحرية في جوهانسبرغ، عندما أحرز أندريس إنييستا هدف فوز إسبانيا في النهائي على هولندا لتتوج بلقبها الوحيد، على منتخبات متواضعة بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وكانت إسبانيا هي أسوأ منتخب مدافع عن لقبه في نسخة البرازيل 2014 التي توجت بها ألمانيا لاحقاً على حساب الأرجنتين في النهائي.

وبقيادة فيسنتي دل بوسكي، الذي قاد المنتخب للتتويج بلقب المونديال وبأمم أوروبا 2012، تم إقصاء إسبانيا مبكرا من دور المجموعات بعد خسارتها أمام كل من هولندا وتشيلي، قبل أن تفوز على أستراليا 3-0 لكنه لم يكن كافيا لتأهلها لدور الستة عشر.

وبعدها بأربعة أعوام، في روسيا 2018، خاضت إسبانيا البطولة في وضع متذبذب بعد قرار إقالة مدرب المنتخب آنذاك، جولين لوبيتيغي، قبل ساعات من خوض مباراتها الأولى، والرهان بشكل مؤقت على فرناندو هييرو.

وودع منتخب «لاروخا» البطولة بعد انتصار وحيد على إيران 1-0، والتعادل أمام كل من البرتغال والمغرب، ليضرب موعدا في ثمن النهائي مع روسيا، والذي انتهى بهدف لمثله قبل أن تنحاز ركلات الجزاء لأصحاب الديار.

ومجددا وتحت قيادة لويس إنريكي لم تكن إسبانيا قادرة على مواصلة المشوار في قطر 2022، حيث فازت مرة وحيدة فقط على كوستاريكا 7-0، وتعادلت بعدها مع ألمانيا 0-0 قبل أن تخسر أمام اليابان 1-2 وتدفع الثمن غالياً في ثمن النهائي أمام المغرب بعد التعادل 0-0 ثم الخسارة بركلات الترجيح 0-3.

وراهن لويس إنريكي على مجموعة من الشباب الواعد الإسباني بمتوسط أعمار هو 25.3 عاماً، حيث لم يتبق من الفريق الذي شارك في مونديال روسيا 2018 سوى أربعة «ناجين» فقط.

وكانت إسبانيا تعاني في نسخ المونديال حتى 2010، باستثناء نسخة 1950 بالبرازيل الذي حلت فيه رابعة، في أفضل نتائجها بالبطولة الأكثر عراقة للمنتخبات، وذلك قبل مجيء الجيل الذهبي ل «لاروخا» بقيادة إيكر كاسياس، أندريس إنييستا، تشافي هرنانديز، كارليس بويول، ديفيد فيا والبقية.

واشتهرت إسبانيا في المونديال بتقديم أداء جيد مع نتائج سيئة، حيث تعد سادس أكثر المنتخبات مشاركة في كأس العالم، بواقع 16 مشاركة حتى قطر 2022، وتتفوق عليها كل من البرازيل (22)، ألمانيا (20)، إيطاليا (18)، الأرجنتين (18) والمكسيك (17).

وحتى مجيء هدف أندريس إنييستا في نهائي جوهانسبرغ ضد هولندا يوم 11 يوليو 2010، كانت أبرز لحظات إسبانيا في المونديال تتلخص في هدف تيلمو زارا بإنكلترا في البرازيل 1950، وأهداف إميليو بوتراجينيو الأربعة في الدنمارك في ثمن نهائي المكسيك 1986.

back to top