هوكشتاين زار بيروت بلا مبادرة جديدة: واشنطن لا تريد الحرب لكنها عاجزة عن منعها
بخلاف ما كان متوقعاً أو ما تمّ تسريبه في إسرائيل عن أن المبعوث الأميركي آموس هوكتشاين قد وصل إلى تل أبيب قبل زيارته للبنان، فهو وصل إلى لبنان أولاً آتياً من لندن وبالتالي لم يكن قد التقى المسؤولين الإسرائيليين، في وقت تشير مصادر متابعة إلى أنه كان على تواصل معهم عن بعد. في لبنان تنقل الجهات اللبنانية المختلفة أجواء إيجابية عن فحوى الزيارة، وتقول مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري إن ما عرضه هوكشتاين يؤكد جدية الأميركيين في السعي للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإن إدارة الرئيس جو بايدن لا تريد استمرار الحرب وأنها ستمارس كل الضغوط وتبذل كل الجهد لوقفها، كما أن أميركا ستضغط على إسرائيل في مقابل ضغوط مصرية وقطرية على حركة حماس لدفعها إلى الموافقة على اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى والرهائن.
وقال هوكشتاين في مؤتمر صحافي إنه عرض مع بري اتفاق وقف اطلاق النار الذي يجري التباحث بشأنه والأجواء المحيطة بالمفاوضات التي من المقرر أن تنطلق اليوم في الدوحة والتي دعا اليها ثلاثي الوساطة واشنطن والقاهرة والدوحة.
ما تشير إليه المصادر أيضاً هو قناعة هوكشتاين والأميركيين بأن وقف إطلاق النار في غزة هو المدخل لوقف إطلاق النار في لبنان، وذلك بحال حصل فسيعني أن لبنان يمكنه أن يتعافى. جرى في اللقاء التشديد على ضرورة منع إسرائيل من التصعيد، وضرورة تثبيت الاستقرار في جنوب لبنان في المرحلة التالية للحرب بالإضافة إلى التمديد لقوات الطوارئ الدولية اليونيفيل كعنصر ضامن للاستقرار وهذا ما شدد عليه برّي أيضاً، إلى جانب التأكيد على تطبيق القرار 1701 كاملاً ومن دون الخوض في التفاصيل، لكن بحسب المعطيات فإن تطبيق القرار ينص بوضوح على عدم حصول أي تحركات عسكرية أو بروز مظاهر مسلحة في جنوب نهر الليطاني بشرط أن تلتزم إسرائيل بالقرار أيضاً وتوقف خروقاتها.
إلى جانب هذه النقاشات، تشهد الكواليس السياسية والدبلوماسية المزيد من المساعي لاحتواء التصعيد والبحث في منع حصول أي تفجير للأوضاع لا سيما أن مفاوضات الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة ستأخذ وقتاً، بينما قد يكون هناك انتقال إسرائيلي إلى مسار آخر من العمليات في القطاع، وما هو نوع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة الذي يمكنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في لبنان، خصوصاً أن الإسرائيليين سيعملون على تخفيف حدة عملياتهم العسكرية في غزة والتركيز على العمليات الموضعية وعمليات الاغتيال أو محاولات إنقاذ الأسرى، وبالتالي بحال تم التحول إلى هذا النمط من العمليات هل يمكن لحزب الله أن يوقف النار أو يخفض من التصعيد لتلافي اندلاع الحرب؟
كذلك من بين المناقشات التي تدور أنه في حال ردّ حزب الله على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شكر، وكان هناك ردّ إسرائيلي على الردّ، كيف سيتصرف الحزب وهل لديه نية بالاتجاه نحو مزيد من التصعيد أم الحفاظ على الضوابط؟
يتضح بالنسبة إلى الأميركيين أن حزب الله وإيران لا يريدان الحرب ولكن لا أحد قادراً على الحصول على موقف من حزب الله حول آلية ردّه على اغتيال شكر وكيفية استمرار تضامنه مع غزة. عملياً لم يحمل هوكشتاين أي مبادرة جديدة باستثناء الاستشعار الأميركي للمزيد من المخاطر والسعي إلى كيفية تفادي الانفجار.