استضاف بيت عبدالله لرعاية الأطفال، أمس الأول، حفلا قدمته الفرقة الأميركية AFCENT، في إطار التعاون بين البيت والسفارة الأميركية لدى الكويت، بحضور السفيرة كارين ساساهارا، والرئيسة التنفيذية للجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى ومستشفى بيت عبدالله لرعاية الأطفال «كاتش» و«باتش» د. تالا الدبوس، وعدد من الأطفال المرضى بصحبة عائلاتهم والإعلاميين.
وبدأ الحفل بكلمة ترحيبية من د. الدبوس، أعربت فيها عن سعادتها بالحضور والحفل، ثم انطلقت الفرقة الموسيقية AFCENT لتقديم برنامجها الغنائي، الذي حظي بتفاعل كبير من الأطفال، وسادت أجواء من الحماس والسعادة بين الحضور على مدى ساعة من الغناء المتواصل.
وأكدت د. الدبوس أن جانبا مما يقدمه بيت عبدالله للأطفال هو الترفيه عنهم ورفع معنوياتهم، من خلال تقديم أنشطة متنوعة تسعدهم وتخفف عنهم آلامهم، مضيفة: «نعتبر أطفال البيت أبناءنا وليسوا مرضانا، حتى ان كلمة مريض لا نستخدمها حتى لا نشعرهم بمعاناتهم، ومن هنا جاء تقديم حفل فرقة AFCENT الغنائي للترفيه عن الأطفال من خلال الموسيقى، حتى يشعروا بممارسة أنشطة متنوعة وحياة طبيعية كغيرهم من الأصحاء».
وأوضحت أن بيت عبدالله يقدم خدمات الرعاية التلطيفية في الوقت الحالي لحوالي 100 طفل من أصحاب الأمراض التي تحد أو تهدد حياتهم، فبعض الأطفال يعانون من أمراض نادرة، منها حالة لطفلة هي واحدة من 8 في العالم، و14% من الأطفال هم حالات سرطان، كما يرعى البيت آلاف الأطفال المرضى في المستشفيات الحكومية، عبر توفير غرف ألعاب ووسائل ترفيه لهم، مضيفة أن «الحكومة تقدم الدعم للدار من خلال الموظفين، والأدوية، من خلال تفاهم مع وزارة الصحة يسمح لنا بتقديم خدمات البيت لجميع الأطفال المرضى من جميع الجنسيات، في إطار تعاون مشترك ومتبادل بين البيت والوزارة».
وأضافت أن «كاتش»، وهي الجمعية الأم، «تقدم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لآلاف الأطفال المرضى في المستشفيات الحكومية، من خلال برنامج حياة الطفل وغرف الألعاب التي تقدم الأنشطة الترفيهية العلاجية المختلفة، والجدير بالذكر أننا لسنا جهة حكومية وخدماتنا التي نقدمها للأطفال سواء في المستشفيات أو في بيت عبدالله قائمة تماما على الدعم الذي نتلقاه من المجتمع سواء جهات أو أفرادا».
رسالة إنسانية
وحول التعاون مع السفارة الأميركية، قالت الدبوس: «بابنا مفتوح للتعاون مع جميع المؤسسات الداعمة لرسالتنا الإنسانية، ومنها السفارات الموجودة في الكويت، حيث سبق لنا التعاون مع أغلب السفارات الأجنبية في البلاد، ومنها السفارة الأميركية التي ساهمت بتقديم حفل فرقة AFCENT للترفيه عن أطفال بيت عبدالله، وهي مبادرة جميلة، لأن الفن وغيره من الممارسات الطبيعية أحد أهم عناصر الطب التلطيفي الذي يسعى لأن يجعل الطفل أو المريض يشعر بأنه يمارس حياة طبيعية مثل غيره من الأصحاء، كممارسة اللعب والترفيه والموسيقى بدون ألم أو معاناة، من أجل تحسين جودة الحياة».
وأشارت إلى أن الفعاليات للأطفال المرضى مستمرة في بيت عبدالله على مدار العام، من خلال جهود التواصل المجتمعي مثل الاحتفالات ومعارض الرسم، والورش، وغيرها من الفعاليات، والتي تناسب جميع أعمار الاطفال حتى سن 18 سنة، مضيفة أنه إلى جانب اهتمام البيت بصحة الطفل الجسدية، فهو يهتم بصحته النفسية والجانب الإنساني والاجتماعي لدى الطفل، ولذلك يتعامل مع الحالات وعائلاتهم ككتلة واحدة، لمساعدتهم جميعا في تخطي هذه المرحلة الصعبة وتقديم الدعم النفسي لهم.
إسعاد الأطفال
وحول العرض، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت كارين ساساهارا: «أنا هنا لدعم دار الرعاية وفرقة القوات الجوية AFCENT، هذه الفرقة تتكون من أعضاء في القوات الجوية الأميركية، وسيقدمون عروضا في قواعد جوية وسفارات أخرى في إطار مهامهم، ووجودهم هنا في الكويت يمثل فرصة لتقديم أداء مميز للجمهور في هذه المنشأة الخاصة بدار الرعاية، وهذا يعكس النية الطيبة، ويهدف إلى إسعاد الأطفال وعائلاتهم وطاقم العمل، إضافة إلى دعمنا في السفارة».
وبشأن تأثير العرض على أطفال وعائلات بيت عبدالله أضافت: «أعتقد أن الأطفال هنا يواجهون صعوبات كبيرة في مراحلهم العمرية المبكرة، وهذا يؤثر بشدة على عائلاتهم والطاقم الذين اعتادوا على رعايتهم، وهذه فرصة لهم لكي يبتعدوا، حتى ولو لفترة قصيرة، عن معاناتهم، ويركزوا على شيء مختلف وممتع، كما يحق لكل طفل آخر أن يستمتع، ونأمل أن يكون هذا قد تحقق».
روابط عميقة
وعن العلاقات بين الولايات المتحدة والكويت، أكدت ساساهارا: «أعلم أن الكثير من الناس قد يربطون السفير بالدبلوماسية والسياسة فقط، لا، فأنا هنا كضيف في الكويت، وأريد أن أكون ضيفا جيدا، ولكنني أيضا أريد أن أعرف عن الكويت، أريد أن أرى وأسمع الأشياء، وألتقي الناس، وأكتشف ما يجري، وهذه مناسبة مهمة جدا بالنسبة لي، وأن أكون هنا هذا شرف، إنه جزء جديد من الكويت أتعرف عليه، وخاصة في ظل العلاقة بين الولايات المتحدة والكويت الممتدة لعقود عديدة».
وتابعت: «يعتقد بعض الناس أن العلاقة بين البلدين تتعلق فقط بالتحرير قبل 34 عاما، لكن لا، فقد درس 5 أجيال من الطلاب الكويتيين في الولايات المتحدة، ولذلك فإن روابطنا أعمق من ذلك، كما أن لدينا علاقات ثقافية ومالية وتجارية، فضلا عن أن الكويتيين الذين قضوا وقتا في الولايات المتحدة يجلبون معهم الكثير من تلك التجربة، وهما ما يجعل هذه العلاقة أعمق، فقد قدمت الكويت التزاما تجاه الولايات المتحدة، وأشعر بأن لدينا التزاما يجب أن نقدمه للكويت».
لغة الموسيقى
من جانبه، أعرب مدير فرقة AFCENT، تشيب كوثران، عن سعادته بتقديم حفلهم أمس الأول في بيت عبدالله، ضمن جولات الفرقة التي تسافر في جميع أنحاء المنطقة، كسفراء موسيقيين للولايات المتحدة، قائلا: «نحن نستخدم لغة الموسيقى العالمية للتواصل مع الجماهير بدءا من كبار الشخصيات الحكومية وحتى أطفال المدارس المحلية، وقد قدمنا اليوم عرضا للأطفال والعائلات وموظفي بيت عبدالله، وكان شرفا لي أن تتاح لنا الفرصة لرسم البسمة على وجوههم، والفرح في قلوبهم، ونتطلع إلى المرة القادمة التي سنقدم فيها عرضا بالكويت».
وأوضح كوثران أن فرقته AFCENT، التي تعني «الفرقة المركزية للقوات الجوية للولايات المتحدة»، تضم قائد المجموعة وعازف البيانو كريس زيمبا، وعازف الباس والمخرج الموسيقي فيكتور هولمز، ومهندس الصوت أنتوني أوكونور، وعازف الدرمز لويس ريفيرا، والغيتار أندرو تينش، والمغني بنتون فيلتي، الذي قدم باقة متنوعة من الأغنيات لمدة ساعة تقريباً.