الحقان: المكتبات الذكية تكسر حاجزي الزمان والمكان

نشر في 16-08-2024
آخر تحديث 15-08-2024 | 21:52
نايف الصواغ وفوزية العلي وطلال الحقان
نايف الصواغ وفوزية العلي وطلال الحقان

أقيمت في مكتبة عبدالعزيز حسين بمنطقة مشرف محاضرة «مكتبات ذكية بلا ورق»، قدمها د. طلال الحقان، ود. نايف الصواغ، وأدارت المحاضرة دلال المطيري، ضمن فعاليات صيفي ثقافي «16»، بالتعاون مع جمعية المكتبات والمعلومات.

وعلى هامش المحاضرة، قال د. الحقان إن المقصود بالمكتبات الذكية بلا ورق هي المكتبات التي تتخلى عن استخدام الورق، وأن يكون كل شيء فيها تكنولوجيا، مبينا أن هذه المكتبات لها عدة مسميات، فهي كانت تسمى في السابق «مكتبات بلا جدران»، «مكتبات بلا كتب»، «مكتبات بلا حدود»، لكن الاسم المنتشر بين الناس حاليا هو المكتبة الرقمية أو المكتبة الإلكترونية.

وتطرق إلى مميزات تلك المكتبات، مبينا أنها في الوقت الحالي لا تقتصر على توفير مصادر إلكترونية أو رقمية بل تكون إلكترونية في جميع عملياتها، ففي خدماتها تكون إلكترونية، وفي تطويرها، وتنمية مصادرها، حتى في جانب الشؤون الإدارية وأنظمتها، وتتخلى عن الورق تماما، لذا فإن لها مميزات عدة منها الحفاظ على البيئة عن طريق التخلي عن الورق، إضافة إلى أن مكائن الطباعة والتصوير يمكن أن تأخذ مساحات وتحتاج إلى صيانة وأحبار.

وأضاف أن هذا النوع من المكتبات يمكن الوصول إليه من أي مكان وفي أي وقت، فهي كسرت حدود الزمان والمكان، وأيضاً من مميزاتها أن مصادرها كلها رقمية، وفيها سهولة في البحث عن المصدر، ومن السهل أن يسترجع الباحث المعلومة، ويتفاعل مع المكتبة، وتعطيه اقتراحات تلقائية يطلق عليها «Auto suggestion»، وتعديلات تلقائية «Auto correction». وحول علاقتها بالذكاء الاصطناعي أوضح أنها مزودة بالتكنولوجيا الذكية ويستخدم فيها «Chatbot ai»، وأيضا الحوسبة السحابية.

التحديات

من جانبه، تطرق د. الصواغ إلى مقومات المكتبات الذكية من خدمات ذكية وحاجتها إلى عاملين من ذوي القدرة العالية على استخدام التكنولوجيا، وتحدث أيضا عن المشكلات والتحديات التي تواجه هذه المكتبات من إمكانية تعرضها للهجمات السيبرانية وفقدان البيانات، وكذلك التكلفة الكبيرة في التكنولوجيا وصيانتها، إضافة إلى نقص التفاعل التقليدي بين المستفيدين وموظفي المكتبة، والتحديات في تصنيف وتنظيم المعلومات الرقمية المختلفة، وعمليات التحديث والتخزين.

وأشار إلى أن المكتبات الذكية تحتاج إلى إدارة لتحديث المحتوى بشكل مستمر، لضمان دقته وحداثته، وتحتاج أيضا إلى التعامل مع كميات ضخمة من البيانات الرقمية، وذلك يتطلب حلول تخزين قوية وفعالة، مضيفا أن هناك نماذج أجنبية وعربية للمكتبات الذكية، وتطرق الى الدور المطلوب من أمناء المكتبات والمسؤولين عليها تجاه المكتبات الذكية.

تعاون وتنسيق

وعبر أمين سر جمعية المكتبات والمعلومات الكويتية مشعل العنزي عن سعادته بتعاون الجمعية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في مهرجان صيفي ثقافي بدورته الـ16، لافتا إلى أنه خلال المهرجان أقيمت حلقات نقاشية، منها عن «التطورات الذكية في المكتبات ومراكز المعلومات»، وعن «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وتأثيره في عمل المكتبات»، وأضاف أنه قدم ورشة عمل «تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المكتبات».

وأوضح العنزي أن ختام التعاون في المهرجان كان محاضرة «مكتبات ذكية بلا ورق»، التي قدمها د. الحقان، ود. الصواغ، والتي تبين أهمية المكتبات الذكية أو المكتبات الرقمية التي لا تعتمد على ورق بشكل تام، وكذلك تضمنت المحاضرة نماذج طبقت واقعيا سواء في الكويت أو دول أخرى، مؤكدا أن الجمعية لديها العديد من الأنشطة والتعاونات في المستقبل، منها في نوفمبر المقبل، حيث سيكون هناك تعاون بين الجمعية وجمعية المكتبات المتخصصة، إضافة إلى استمرار التنسيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

مساحة ذكية

من جانبها، ذكرت رئيسة مكتبة عبدالعزيز حسين فوزية العلي أن «المحاضرة مهمة، خصوصا ونحن نشهد حاليا العصر الرقمي، وبالتالي لا نستطيع أن نعيش في معزل عن العالم، ويتعين علينا أن نواكب التطورات والتغيرات التكنولوجية الحديثة».

وأشارت العلي إلى أن المكتبات الذكية في الوقت الحالي تعمل كمساحات ذكية للترفيه والتفاعل والتعلم والبحث عن المعرفة، موضحة أنه بشكل عام، يمكن أن يؤدي تنفيذ المكتبات الذكية إلى تعزيز خدمات المكتبة، وتحسين كفاءة العاملين بها، وتعزيز الابتكار والمشاركة داخل مجتمع المكتبات.

back to top