الإدارة علم يمتاز بفنون مختلفة امتزجت بعدة قواعد تنطلق منها مختلف صور الإبداع والابتكار ومزج الصورة المظلمة لتتحول إلى رسمة جميلة ناصعة البياض بعد أن تحقق قواعدها المتأصلة من النماء والانتماء والعطاء والإخلاص، بعيدا عن صور الترهيب لأن سياسة الترغيب هي القاعدة الأساسية لهذا العلم الجميل حتى تتحقق الأهداف المرجوة لترسو بأي موقع إلى بر الأمان وفق خارطة الطريق التي تأسست عليها الكيانات المنظمة لطبيعة أي عمل، وهذا العلم الذي أصبح للأسف بعيداً عن اهتمامات البعض في إدارة أعمالهم التي تحولت اليوم إلى تراكمات خلفتها سنوات من الأهمال، والضحية هي الأطقم التي يفترض أن تكون جزءاً من منظومة العمل في أي جهة حكومية أو أهلية بعيدا عن سياسة المحاصصة والبراشوتات التي اعتادها البعض، واليوم يدفع ثمنها الضحايا الذين يعدون الأيام للاعتزال بعد أن أصبحوا يواجهون اضطرابات متعددة تخضع لسياسة الترهيب التي لن تحقق ثمارها مادام الدافع مفقوداً والعطاء غير منشود بعد الترهل الكبير الذي قضوه لسنوات وهم بلا اهتمام أو حتى لفت انتباه إليهم، وبالتالي أصبح من الواجب تثقيف بعض القياديين والفرض عليهم.
تعلم فنون الإدارة واكتساب معارفها لأنها منوطة بطبيعة كل المسؤوليات ولا تقتصر على فئة دون غيرها، حتى ينعكس ذلك على من هم أقل منهم في المسميات الوظيفية وصولاً إلى عامة الموظفين، فقبل التوجه لأي قرارات من شأنها تهجير الكفاءات وتطفيش الآخرين وزعزعة الثقة بالبعض يجب إعادة النظر في عملية الجذب والثقة وتوسيع دائرة المسؤوليات وعدم مركزيتها، ورفع المعنويات حتى يكون هناك إخلاص حقيقي في العمل، فمخطئ من يعتقد أن عملية الترهيب ستخضع البعض، فتعزيز دور المسؤولين في عملية الرقابة والرصد ومنحهم الصلاحيات أفضل بكثير من تهميشهم ومحاولة إفقاد الثقة بهم، فكلما زرعوا الارتياح بنفوس الآخرين انعكس ذلك على الإنتاجية وتحقيق أهداف الإنجاز، مع التنفيس والترفيه بعيدا عن الكبت والاكتئاب، وهذا الأمر جزء من سياسة منظمات عالمية عديدة أصبحت اليوم في المقدمة لأنها نجحت في ذلك وكسبت ثقة عامليها دون وضع قيود تكبل التطلعات والإنجازات وتهدم ما تبقى من عطاء، وفي الختام من ينشد العمل يشدو إليه دون أن يختنق من كثرة الازدحامات ودوامة المتاهات، ومن يرصد ويتابع فسيطبق دون إثارة واستعراض، والهدوء أفضل من الزوبعة التي آثارها ستطول الكل ولا تميز بين الصواب والخطأ.
آخر السطر:
القادم أجمل.